اختتم مركزالميزان لحقوق الإنسان فعاليات دورة تطوير المهارات القانونية المتخصصة للمحاميين، التي ينظمها سنوياً للمحاميين تحت عنوان" تنمية المهارات القانونية للمحامين في القانون الفلسطيني والقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان "والتي استمرت لمدة أربعة أشهر بواقع (140) ساعة نظرية و10 ساعات عملية تشمل زيارات ميدانية إلى مؤسسة الربيع لرعاية الأحداث الجانحين، ومراكز التوقيف والإصلاح.
والجدير ذكره أن الميزان يواصل تنظيم هذه الدورة للعام العشرين على التوالي، واستمرت الدورة لمدة 23 يوماً تدريبياً بواقع 140 ساعة تدريبية، بالإضافة الى لقاءات حوارية تشاركية حول المستجدات في الحالة الفلسطينية، كما شملت العديد من الزيارات الميدانية، وشارك في الدورة (31) محامي/ة، منهم (16) محامية.
اختتم الدورة الأستاذ عصام يونس مدير عام مركز الميزان لحقوق الإنسان، متوجهاً بالشكر للمحاميين والمحاميات المشاركين/ات في الدورة على الاهتمام والالتزام الذي أبدوه منذ بدء الدورة، والتي استمرت لمدة أربعة أشهر الأمر الذي ساهم بدوره في إنجاح فعاليات الدورة، متمنياً أن تكون الدورة قد شكلت إضافة جديدة لهم على الصعيدين العملي والنظري، وأكد على أهمية تواصلهم مع المركز واطلاعهم على إصدارته والمشاركة في أنشطته.
وأكد أن الغرض من التدريب لم يكن بالأساس لتلقي معلومات قانونية أو حقوقية فقط، الهدف اعمال العقل وتوسيع المدارك في فهم كل الأشياء المطروحة في مجال حقوق الانسان وغيرها بما هو مقبول أو غير مقبول، لضمان نشر وتعزيز مفاهيم حقوق الإنسان في هذه المرحلة التي يعيشها الشعب الفلسطيني.
تضمن اللقاء الختامي جلسة حوارية حول (المحكمة الجنائية الدولية) أكَّد يونس خلالها أنّ "الاحتلال لا يحترم المؤسسات الدولية وقراراتها، ومن يأمن العقاب يسيء الأدب"، لافتًا إلى أنّ "أبناء شعبنا الفلسطيني لا يتمتعون بالحد الأدنى من الحماية، ونحن نقبل بالقضاء الدولي وصولاً إلى تحقيق العدالة وضمان عدم إفلات المجرمين من العقاب".
وأشار يونس إلى أنّ "المحكمة الجنائية الدولية قد توفّر فرصة من أجل الوصول إلى العدالة بالرغم من الوقت الذي يظهر فيه نفاق المجتمع الدولي وازدواجية معاييره، ورغم التأخير والضغوط الواقعة على المحكمة لكن في النهاية قرّرت المدعية العامة للمحكمة بأنّ هناك أساسًا لبدء التحقيق بشأن جرائم الاحتلال، والمطلوب اليوم هو الشروع الفوري في إجراءات التحقيق وتوفير الموارد اللازمة لفريق التحقيق للقيام بعمله بسرعة ودون أي إبطاء ".
مؤكداً إن التوجه للمحكمة الدولية يأتي في سياق السعي نحو العدالة وهو الفعل الإنساني العظيم الذي لا يتحقق بالضربة القاضية وإنما بمجموع النقاط، مؤكدا أن مسار العدالة مسار طويل ومليء بالعثرات والتحديات خصوصا في ظل الواقع الكوني والإقليمي غير المؤات، ولكنه مسارٌ اجباري وذو اتجاه واحد لا رجعة فيه.
وأنهى الأستاذ عصام يونس الجلسة مشدداً أن قيمة حقوق الانسان وأهمية احترامها، أمر لا يقلل من قيمته الانتهاكات التي ترتكب، فهي تحمي وتعزز الكرامة الإنسانية المتأصلة بالإنسان كما ورد في ديباجة الاعلان العالمي لحقوق الانسان.
وفي ختام اللقاء عبر المشاركون عن شكرهم وامتنانهم لمركز الميزان على تنظيم الدورة، مؤكدين أنه برنامج نوعي عاد عليهم بفائدة علمية وعملية وطالبوا باستمرار عقد مثل هذه التدريبات لدعم وتطوير مهارات المحامين.
تأتي هذه الدورة ضمن مشروع برنامج سواسية 2 لتعزيز سيادة القانون في دولة فلسطين - توفير التمثيل القانوني للفئات الأكثر هشاشة من سكان قطاع غزة وبناء قدرات المحامين اليافعين.