على شرف الثامن من اذار الإغاثة الزراعية تقدر دور المرأة الفلسطينية في تنمية القطاع الزراعي

يوم الثامن من اذار يوم المرأة العالمي الذي يحتفل العالم اجمع فيه، تقديراً لدور المرأة وعطاءها على جميع الصعد الاقتصادية، الاجتماعية، والسياسية. ولعلى هذا اليوم هو الأنسب من بين الأيام الذي من خلاله تستعرض شعوب العالم دور ومكانة المرأة في مسيرة التطور والتقدم البشري، كاعتراف وتقدير لهذا الدور العظيم الذي تقوم به، الى جانب أهمية هذا اليوم في تشجيع المرأة في الاستمرار والتقدم بمسيرتها النضالية، للوصول الى تحسين مكانتها في المشاركة وفي صنع القرار.


وفي إطار المسيرة النضالية للمرأة على المستوى الإقليمي والدولي، فقد عكست المرأة الفلسطينية دورها بشكل إيجابي وواضح بشهادة معظم شعوب العالم، من خلال ما شاهدته هذه الشعوب عبر شاشات التلفاز ووسائل الاعلام المختلفة، حيث أظهرت المرأة الفلسطينية دوراً كفاحياً متميزاً في مقاومتها للاحتلال الإسرائيلي. ولم يقتصر هذا الدور على الجانب الكفاحي، بل تميزت المرأة الفلسطينية ايضاً في عطائها عندما انخرطت في مجالات الحياة الأخرى، الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، لقد اثبتت المرأة الفلسطينية قدرتها على تحمل أدوار الرجال الى جانب دورها كامرأة، وحملت عبئ غياب الزوج في المعتقلات كما حملته اثناء الوفاة او المرض، واستطاعت ان تقتحم معركة الحياة وحدها رغم المعاناة الشديدة بصبرها وتحملها لكافة الصعاب.


وقد سطرت المرأة الفلسطينية قصص نجاح عديدة في مجال عملها وخير دليل على ذلك ان المرأة اقتحمت المجالات التنموية من خلال ادارتها للمشاريع الصغيرة، وخلال عملها بالزراعة والتجارة او بالقطاع العام او الأهلي، مما منحها الثقة العالية وعزز من دورها ومكانتها في المجتمع.


ان هذا التقرير يحاول ان يركز على دور المرأة في القطاع الزراعي والتنموي من خلال عمل الإغاثة الزراعية مع القطاع الزراعي، كما ويتناول التقرير في معلوماته أنشطة الإغاثة الزراعية الخاصة بالعمل النسوي على صعيد قطاع غزة، مع الإشارة بأن عمل الإغاثة الزراعية يشمل كافة محافظات الوطن. 


تنمية المرأة المزارعة:


منذ بداية انطلاقتها في العمل الزراعي أولت الإغاثة الزراعية اهتماماً كبيراً بالمرأة المزارعة من خلال اقحامها وتأهيلها للعمل الزراعي وممارسة أدوار لم تعتادها من قبل، فقد أنشأت الإغاثة الزراعية النوادي والتعاونيات النسوية، والتي كان لها الدور الكبير في تعزيز توجه النساء للانخراط في العملية الإنتاجية، كما ساهمت الإغاثة الزراعية ايضاً في تأهيل الاف النساء لإدارة مشاريع صغيرة مدرة للربح، وتلقت النساء المزارعات العديد من دورات التدريب وورش العمل والمحاضرات الهادفة لتمكينهن وثقل مهاراتهن سواء في مجال العمل الزراعي او في التصنيع الزراعي.


العيش بكرامة وعدم الاعتماد على المساعدات


المزارعة فتحية أبو عمرة (50) عام من منطقة دير البلح، تعرفت على الإغاثة الزراعية في العام 2003 من خلال انخراطها في احدى النوادي النسوية التابعة للإغاثة الزراعية، وفي نفس العام حصلت المزارعة أبو عمرة على مشروع لتربية النحل، ولم تكن تملك أبو عمرة الخبرة الكافية في مجال تربية النحل من قبل، الا انها وقبيل تسلمها المشروع تلقت التدريب الكافي على ايدي مهندسي الإغاثة الزراعية في كل ما يتعلق بتربية النحل وبإنتاج العسل وطرق حفظه.


تقول المزارعة أبو عمرة " لقد بدأت مشواري في تربية النحل بعد ما حصلت على قرض زراعي من الإغاثة الزراعية بقيمة 1700 دولار، بدأت به مشروعي بشراء عشرة خلايا نحل بمعداتها، وكانت بدايتي مع تربية النحل جيدة واستمريت في العمل وكنت احقق دخل جيد بعد ما تزايدت اعداد الخلايا عندي، الا انني وللأسف الشديد تعرضت لأضرار كبيرة في الثلاثة حروب الأخيرة على قطاع غزة مما زاد من خسارتي، وكنت في كل مرة اتعرض فيها للخسارة اعيد نشاطي في تربية النحل من جديد، لقد اصبح مشروع النحل يحتل جزء كبير من حياتي ومن اهتماماتي ولا اقدر على التخلي عنه"


وتضيف المزارعة أبو عمرة ان " زوجها كان يعمل في إسرائيل، وفي حرب 2012 على غزة استشهد أخيه، وأصيب زوجها وأصبح غير قادر على العمل الامر الذي دفعها بقوة للبحث عن خيارات توفر لها ولأولادها لقمة العيش بكرامة دون الحاجة لطلب مساعدات من الأقارب او غيرهم، وتقول أبو عمرة " كبر اولادي وتزايدت مصروفاتهم بعدما التحق ثلاثة منهم بالجامعات ما زاد من عبئ مصروفاتهم على، وهذا الوضع جعلني اضيف الى عملي في تربية النحل عمل اخر بتصنيع العجوة وتجارتها لأتمكن من تسديد الأقساط الجامعية".



مشروع الحديقة المنزلية فرصتي للنجاة من كابوس الفقر


لقد شكل مشروع إنشاء الحديقة المنزلية الذي حصلت عليه المستفيدة/ حمدة أبو عدوان (أم أحمد)،  من الإغاثة الزراعية فرصة للنجاة من كابوس الفقر الذي يلاحق أسرتها المكونة من 20 فردا, في ظل تعطل زوجها عن العمل لكبر سنه حيث أن هذا المشروع الذي أقيم خلف منزلها قد أعطى الحياة لمسكنها المتواضع ولزوجها وأفراد أسرتها من خلال العمل فيه بشكل شبه مستمر في الزراعة وتربية الدواجن والارانب، وتقول أم أحمد التي تبذل جهوداً كبيرة من أجل تطوير المشروع، إنها تواظب باستمرار على الاعتناء بالحديقة التي أقيمت على مساحة 250 متر، كما تقوم هي وزوجها بزراعة الأشتال حسب مواسمها، وأوضحت المزارعة عدوان " أنها قامت بشراء العديد من أمهات الطيور من عوائد بيع الخضراوات من الحديقة لتطوير وحدة الدجاج البياض التي تسلمتها ضمن الحديقة بالإضافة الى أن الحديقة وفرت عليها شراء معظم أصناف الخضراوات والبيض منذ استلام المشروع، فضلاً عما باعته لتنفق بشكل جزئي على أطفالها وأحفادها.


عام 2016 واسهامات الإغاثة الزراعية في تنمية المرأة الريفية


في إطار جهود الإغاثة الزراعية في مجال تنمية المرأة الريفية أوضحت م. عفاف أبو غالي القائم بأعمال إدارة شؤون غزة ان " الإغاثة الزراعية خلال عام 2016 استهدفت 7188 سيدة، وبلغت نسبة ما تم استهدافه من النساء في المشاريع 42%, الامر الذي يؤكد على توجهات الإغاثة الزراعية واهتمامها الكبير بتنمية المرأة الفلسطينية المزارعة وأضافت أبو غالي ان " الإغاثة الزراعية استهدفت خلال العام الماضي 24 سيدة مزارعة ضمن مشروع الحدائق المنزلية، كم قدمت الإغاثة الزراعية تدخلات زراعية ل 83 سيدة شملت هذه التدخلات استصلاح وتأهيل دفيئات زراعية، واراضي زراعية مفتوحة الى جانب وحدات انتاج حيواني ومدخلات انتاجها عدا عن الارشاد الزراعي" .


وقالت أبو غالي ان الإغاثة الزراعية تعمل على توسيع خيارات العمل للنساء ليس فقط بالعمل الزراعي، انما ايضاً في مجالات أخرى، حيث نفذت الإغاثة الزراعية خلال العام الماضي 17 مشروعا صغيراً مع النساء، وبلغت قيمة المنحة الواحدة للمستفيدة 6600 دولار، وتابعت أبو غالي حديثها قائلة " ان 66 سيدة استفادت من تدخلات الإغاثة الزراعية في مجال المياه، شملت هذه التدخلات خزانات مياه، شبك ري، برك لتجميع المياه ووحدات تجميع لمياه الامطار من فوق أسطح المنازل". وفي إطار سعيها لتعميم الثقافة الحقوقية والمنهج القائم على حقوق الانسان، قالت أبو غالي " استهدفنا 87 سيدة من خلال دورات وورش عمل تهدف لتمكين النساء من النهج الحقوقي، كما استهدفت الإغاثة الزراعية 16 مهندسة زراعية لتلقي تدريبات حول سلاسل القيمة، دراسات الجدوى، إدارة المشاريع، تدريب مدربين، التسويق وقضايا أخرى". كما قدمت الإغاثة الزراعية للأسر التي تعيلها نساء 580 سلة خضار و143 طرد من التمور الفاخرة. وأنهت أبو غالي قولها ان هذه التدخلات مع النساء كانت فقط في عام 2016 ونفذت في قطاع غزة، فيما نفذت عدد كبير من تدخلات الإغاثة الزراعية الشبيهة في الضفة الغربية.


 

اشترك في القائمة البريدية