برنامج غزة للصحة النفسية يصدر تقرير حول "أزمة الصحة النفسية في قطاع غزة: عامان من العيش في ظل الإبادة الجماعية"


بعد مرور عامان على حرب الإبادة الجماعية، يصدر برنامج غزة للصحة النفسية تقريره الجديد تحت عنوان "ازمة الصحة النفسية في قطاع غزة: عامان من العيش في ظل الإبادة الجماعية" وهو تقرير يكشف عن جرح آخر لا يرى بالعين، ولكنه ينهش أرواح الناس بصمت، ويهدد حاضرهم ومستقبلهم.

يقدم هذا التقرير تحليلاً شاملاً لتفاقم أزمة الصحة النفسية في قطاع غزة في ظل حرب الابادة المستمرة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023. والتي خلّفت ولا تزال عواقب نفسية وخيمة على السكان، طالت الأطفال والنساء وكبار السن وذوي الإعاقة والنازحين والعاملين في الخطوط الأمامية والناجين من الاعتقال والتعذيب. لقد قام برنامج غزة للصحة النفسية بعمل مراجعة شاملة لمعظم الادبيات والتقارير المحلية والدولية التي تناولت الاوضاع النفسية بالإضافة الى تحليل البيانات الاكلينيكية والتقارير الخاصة بالبرنامج خلال فترة العدوان، وقد قادت عمليات المراجعةٌ والتحليل إلى تحديد وعرض مجموعة من النتائج والتوصيات المهمة.

وبينما تتصدر صور الجراح والدمار شاشات التلفاز، هناك مأساة صامتة تتفاقم يومًا بعد يوم: الصدمات النفسية العميقة التي يعيشها أكثر من 1.9 مليون إنسان نزحوا قسرًا، يعيش معظمهم في الشوارع والخيام ومراكز الإيواء التي تفتقر إلى الحد الأدنى من الأمان والدعم، فيما ترتفع معدلات الاكتئاب، القلق، واضطراب ما بعد الصدمة إلى مستويات غير مسبوقة.

يكشف التقرير أن الأطفال وخاصة ذوي الإعاقة باتوا أكثر الفئات هشاشة. فملامح الحياة اليومية لهم أصبحت كوابيس، وشعور دائم بالموت الوشيك، وفقدان الآباء والأمهات، وبتر الأطراف. بينما الأسر الممزقة تعجز عن توفير الدعم العاطفي لأطفالها، ويكابد الآباء والأمهات صدماتهم الخاصة.

كما أظهر التقرير أن أكثر من 80% من النازحين يعانون من ضائقة نفسية شديدة، وأن النظام الصحي المنهك لم يعد قادرًا على تلبية الحاجة المتزايدة لخدمات الصحة النفسية. وبالرغم من الجهود المجتمعية والدولية، فإن الفجوات الحرجة في عدد الأخصائيين والأطباء النفسيين، إلى جانب تدمير المراكز والبنية التحتية، تصّعب الوصول إلى الرعاية.

وفي مواجهة هذه الكارثة، يؤكد برنامج غزة للصحة النفسية أن أي تدخل لن ينجح ما لم تتوقف هذه الابادة. فهي الجذر الأول للأزمة. ومن هنا، يدعو البرنامج من خلاله التقرير المجتمع الدولي إلى:

  • وقف العدوان وحماية المدنيين فورًا، كشرط أساسي لوقف نزيف المعاناة.
  • توسيع نطاق الخدمات لتصل إلى الناس أينما كانوا، خاصة في مخيمات النزوح والأحياء المدمرة.
  • دمج الصحة النفسية في كل استجابة إنسانية، من التعليم إلى الحماية والرعاية الصحية.
  • رعاية العاملين في الخطوط الأمامية، الذين يقدمون الدعم وهم أنفسهم ناجون من الصدمات.

ويتضمن التقرير مزيدا من التوصيات المهمة التي يمكن الاطلاع عليها، فهذا التقرير هو بمثابة صرخة إنسانية من غزة إلى ضمير العالم: لا تتركوا شعبًا يغرق في صدمات لا نهاية لها.

وفيما يلي التقرير باللغة العربية: 

اشترك في القائمة البريدية