جمعية بسمة وجمعية المنال والائتلاف الوطني "من حقي" ينفذون مبادرات لبناء قدرات النساء ذوات الاعاقة في قطاع غزة

ضمن مشروع "شركاء للإنصاف، شركاء للتغيير" بدعم من الاتحاد الاوروبي، اختتمت جمعية بسمة للثقافة والفنون والائتلاف الوطني "من حقي" الأسبوع الماضي مبادرة "ما زلت أستطيع"، بالشراكة مع مركز الديمقراطية وحقوق العاملين، فيما نفذت جمعية المنال لتطوير المرأة الريفية في وقت سابق من هذا العام مبادرة "فرص جديدة، آفاق واسعة" في محافظة الوسطى، مستهدفة النساء ذوات الإعاقة بهدف تمكينهن اقتصاديًا وتوفير مصادر دخل لهن ولعائلاتهن.

"ما زلت أستطيع": تدريب وتمكين عبر الخياطة وإعادة التدوير

شاركت في هذه المبادرة 20 سيدة من ذوات الإعاقة من محافظة الوسطى، حيث تلقين تدريبًا عمليًا على مبادئ ومهارات الخياطة وإعادة التدوير. امتد التدريب على مدار خمسة أيام، بمجموع 20 ساعة تدريبية، وجرى تقسيم المشاركات إلى مجموعتين بسبب محدودية المكان.

شمل التدريب مهارات إصلاح الملابس بطريقة جمالية، استخدام المساحات المناسبة للعمل، تعديل قياسات الملابس كـتضييق البنطال، وإعادة تدوير العلب الفارغة وتحويلها إلى أدوات منزلية مثل الحقائب والسلال، كبدائل مؤقتة لأدوات المطبخ المفقودة بسبب النزوح المتكرر.

هدف التدريب إلى دعم النساء ذوات الإعاقة من مختلف الفئات للمشاركة المجتمعية والاعتماد على الذات اقتصاديًا، من خلال إكسابهن مهارات عملية قابلة للتطبيق.

قالت أسيل الروبي، منسقة المبادرة: "رغم التحديات الكبيرة، أبرزها غياب المواصلات، اضطررتُ أنا وعدد من المشاركات للمشي أكثر من 8 كيلومترات للوصول إلى موقع التدريب، لكن شغفنا بالحياة والاستمرار كان دافعنا الأكبر."

فيما تحدثت المتدربة وفاء نور، التي تعرضت لإصابة في يدها اليسرى منذ عام ونصف، قائلة" كانت تجربة استخدام أدوات الخياطة بيد واحدة صعبة، لكنها ساعدتني على إعادة تحريك اليد المصابة. هذه أولى خطواتي منذ الإصابة."

من جانبها، أكدت حنين رزق، مستشارة جمعية بسمة وعضو الائتلاف، أن الهدف من المبادرة هو إبراز قدرات النساء ذوات الإعاقة وإثبات أنهن قادرات على العطاء والإنتاج، مشيرةً إلى أهمية إشراكهن في جميع البرامج التنموية، وعدم النظر إليهن كعاجزات. وتأتي هذه المبادرة ضمن برامج الدعم النفسي والاجتماعي التي تقدمها الجمعية من خلال أنشطة فنية ومسرحية.

"فرص جديدة، آفاق واسعة": تدريب رقمي وريادة أعمال

أما مبادرة "فرص جديدة، آفاق واسعة"، التي نُفّذت من قبل جمعية المنال في مارس الماضي في منطقة دير البلح، فقد هدفت إلى تمكين 15 سيدة من ذوات الإعاقة الحركية والسمعية، إضافة إلى عدد من النساء النازحات، من خلال تدريب متخصص في ريادة الأعمال والتسويق الرقمي ومهارات الحياة، إلى جانب جلسات دعم نفسي. وتم توفير مترجم لغة إشارة لضمان شمولية التدريب لجميع المشاركات.

قالت المشاركة ميس:"تعلمت مهارات جديدة ساعدتني على تطوير فكرتي لمشروعي الخاص."

وعبّرت مرام عن امتنانها قائلة:"للمرة الأولى أشعر أنني قادرة على بدء مشروعي بثقة."

دعم النساء في مواجهة الظروف القاسية والتحديات في ايجاد دخل

تهدف هاتان المبادرتان لتمكين النساء ذوات الإعاقة في ظل التحديات الوجودية وانتشار المجاعة وتكرار النزوح في قطاع غزة في إطار مشروع "شركاء للإنصاف، شركاء للتغيير"، الممول من الاتحاد الأوروبي، والذي ينفذه مركز الديمقراطية وحقوق العاملين بالشراكة مع الجمعية الوطنية للتأهيل – قطاع غزة.

هاتان المبادرتان تمثلان نموذجًا ملهمًا للتغلب على الصعاب، وتعكسان إرادة النساء الفلسطينيات في مواصلة الحياة رغم كل التحديات، من خلال اكتساب المهارات والانخراط في الحياة الاقتصادية والاجتماعية بثقة وكرامة.

اشترك في القائمة البريدية