أطفالنا للصم تقوم بإنشاء ستة مراكز تعليمية مؤقتة

في ظل الدمار المتواصل والنزوح القسري في غزة، تُعيد جمعية أطفالنا للصم – بدعم من الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلة(oPt HF) – الحياة للتعليم، وتزرع بذور الأمل والانتماء من جديد. فقد نجحت الجمعية في إنشاء ستة مراكز تعليمية مؤقتة (TLSs) من أصل اثني عشر مخططًا لها في مناطق مختلفة من غزة وجنوبها، لتوفر للأطفال النازحين بيئة آمنة ومرحبة وميسّرة لمواصلة تعليمهم واستعادة الإحساس بالحياة الطبيعية.

يندرج هذا المشروع ضمن مشروع جمعية أطفالنا الممولة من صندوق oPt HF بعنوان: "الوصول إلى مساحات تعليمية مؤقتة آمنة وشمولية للأطفال النازحين من ذوي وغير ذوي الإعاقة". وفي ظل التدمير الشامل الذي طال ما يُقدّر بـ 95% من المرافق التعليمية (نداء الطوارئ 2025)، تُمثل هذه المساحات التعليمية المؤقتة بدائل ضرورية للمدارس التقليدية، صُممت خصيصًا لدعم الأطفال الذين حُرموا من حقهم في التعليم.

وأكد م. فادي عابد، مدير جمعية أطفالنا للصم "رغم الظروف القاسية والوضع الطارئ في غزة، يبقى التعليم الشمولي أولوية للطلبة من ذوي وغير ذوي الإعاقة. وتقدم جمعية أطفالنا للصم نماذج تعليمية شمولية عبر نقاط تعليمية مؤقتة في مخيمات النزوح، وتدريب المعلمين على استراتيجيات التعليم الشمولي ولغة الإشارة وتكييف الدروس. هدفنا تقديم نموذج عملي للتعليم الشمولي يتماشى مع اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (UNCRPD)."

وقد رُوعي في تصميم كل مساحة تعليمية مؤقتة أن تكون شمولية من حيث:

  • مرافق صحية (WASH) ميسّرة وجاري العمل على تطويرها
  • لافتات بلغة الإشارة
  • مواد وأثاث تعليمي مكيّف
  • معلمون ومعلمات من ذوي وغير ذوي الإعاقة يعملون جنبًا إلى جنب

ولضمان أن يكون التعليم شمولي بقدر شمولية الفضاءات نفسها، قامت الجمعية بتوظيف 70 معلمًا ومعلمة جُدد، من بينهم أشخاص ذوو إعاقة، وتزويدهم بتدريبات متخصصة في تقنيات التعليم الشامل ولغة الإشارة. ويُسهم هذا الاستثمار في رفع جودة التعليم وإتاحته لجميع الطلبة، بمن فيهم من يعانون من إعاقات جسدية أو حسية أو إدراكية.

ويشارك الأطفال المسجلون في هذه المساحات التعليمية في حصص دراسية منظمة في مواد رئيسية تشمل اللغة العربية والإنجليزية والرياضيات والعلوم. وإلى جانب الدعم الأكاديمي، توفر جمعية أطفالنا دعمًا نفسيًا اجتماعيًا، وأنشطة ترفيهية، وخدمات علاجية – من بينها علاج النطق – لتعزيز الرفاه العاطفي والمشاركة الفاعلة. وسيحصل الطلاب من ذوي الإعاقة على أجهزة مساعدة مثل السماعات الطبية، والنظارات، والكراسي المتحركة لتمكينهم من الاندماج الكامل في الصفوف.

وقد شارك يوسف، وهو طفل يعاني من إعاقة سمعية، شهادته قائلاً: "إنها تجربة رائعة أن أكون مع الأطفال الآخرين في الصف... أشعر أنني جزء من المجموعة. كما أنني أتعلم المزيد عن لغة الإشارة وأُعلم أصدقائي!" وتعكس هذه الشهادة جوهر المشروع: أن التعليم الشمولي لا يعني فقط الوصول إلى التعليم، بل الانتماء، والتمكين، والتعلّم المتبادل.

ويستهدف المشروع بالكامل الوصول إلى 3840 طفلًا، تُقدّر نسبة الأطفال ذوي الإعاقة بينهم بـ 40%. ومع تشغيل ست مساحات تعليمية مؤقتة حتى الآن، يُبرهن نموذج جمعية أطفالنا على قدرة الاستجابات المجتمعية الشمولية في الأزمات على استعادة استمرارية التعليم بشكل فعّال وإنساني.

ويُجسّد هذا التقدم التزامًا مبدئيًا بالعدالة في التعليم، حتى في ظلّ الأزمات. فمن خلال التركيز على حقوق واحتياجات جميع الأطفال – بما في ذلك ذوي الإعاقة – لا تقتصر الجمعية على سد فجوات تعليمية ملحّة، بل تضع أساسًا لتعافٍ أكثر عدلًا وشمولية لأجيال غزة المقبلة.

 

اشترك في القائمة البريدية