بدعم "الإغاثة الزراعية".. برنامج تدريب المهندسين الزراعيين إنجاز يواكب التقنيات المستجدة

قصة نجاح تصنعها جمعية التنمية الزراعية "الإغاثة الزراعية" على مدار 25 عاما بغزة في تمكين مئات المهندسين الزراعيين حديثي التخرج من خوض المجال العملي وتقديم الارشادات السليمة في تعزيز قدرات المزارعين في قطاع غزة.

وتبنت "الإغاثة الزراعية" هذا البرنامج لتعزيز قدرات المهندسين الزراعيين تحت عنوان "برنامج تدريب المهندسين الزراعيين حديثي التخرج" لتزويدهم بالمهارات والخبرات العلمية والعملية وزيادة المساحة التنافسية بينهم في الميدان. وتطور البرنامج ليواكب كافة التقنيات المستجدة في القطاع الزراعي وسوق العمل.

ويتحدد الهدف العام لبرنامج تدريب المهندسين الزراعيين حديثي التخرج برفد ودعم القطاع الزراعي الفلسطيني بالمصادر والكوادر البشرية المدربة والمؤهلة فنياً وعملياً ومهارياً بما يتناسب مع احتياجات سوق العمل ومجالاته للكفاءات والخبرات.

ومن الأهداف الفرعية للبرنامج رفع كفاءة ومعارف وخبرات المهندسين الزراعيين والمتدربين في مجالات:

التنمية الريفية المستدامة ومجالات العمل وتطويرها، الاقتصاد الوطني الفلسطيني عامة والقطاع الزراعي خاصة بتخصصاته جميعها، مشاكل وواقع المجالات الزراعية المختلفة في فلسطين، الأنظمة والتقنيات الحديثة، مؤسسات العمل التنموي والزراعي في فلسطين ومجالات عملها من خلال التدريب المباشر في تنفيذ المشاريع، كيفية إعداد دراسات الجدوى الاقتصادية للمشاريع الزراعية، تنمية مهارات الاتصال والتواصل والإدارة لدى المتدربين، التعرف على خبرات سوق العمل والمساهمة بتطويرها، التعرف على التقنيات والمستجدات الزراعية الحديثة في بلدان مجاورة.

أما الأهداف الاجتماعية فهي تعزيز المهارات الشخصية المعرفية والسلوكية للمتدربين بالإضافة إلى البرامج السابقة والتي تهدف جميعها إلى تنمية مهارات وقدرات المهندس الزراعي المتدرب من النواحي الفنية الزراعية المتخصصة والمهارات الإدارية والشخصية وذلك لتأهيل المهندس لمتطلبات سوق العمل والقدرة على البدء بمشروع زراعي بتمويل ذاتي أو منح.

منهجيات جديدة:

ومن أهم النقاط في المنهجيات الجديدة في البرنامج التدريبي يقول مدير الاغاثة الزراعية غزة م.تيسير محيسن, التركيز على التخصصية الفنية والتدريب بالشراكة مع شركات ومؤسسات القطاع الخاص حيث يتم تدوير المتدربين لدى القطاعات السابقة.

وأيضا التركيز على الجانب التطبيقي العملي، واتاحة الفرصة أمام المهندسين للحصول على قروض زراعية ميسرة وتغطية نسبة الفائدة، لتشجيع المهندسين على فتح مشاريعهم الخاصة.

ويشير انه من سمات المنهجيات الجديدة ادخال جزيئة التدريب الخارجي في البرنامج في الدول المجاورة، للاطلاع على التقنيات والتجارب الزراعية الحديثة.

ويوضح م.محيسن ان البرنامج يقوم على جوانب متعددة منها المهارات والفنيات العملية وأكاديمية تطبيقية لا توفرها الجامعات أو أي مكان يحتضن المهندس الزراعي، حيث يتضمن التدريب محاور عديدة منها أولا تطوير المهارات الإدارية والشخصية للمهندسين عبر تنفيذ دورات متعددة كمهارات الاتصال والتواصل، التخطيط المراقبة التقييم، كتابة مقترحات مشروع، كتابة التقارير، ريادة الاعمال الزراعية، برامج الحاسوب، المناصرة والاعلام الرقمي وغيرهم.

ويضيف تطوير المهارات التنموية بما يشمل تعريف المهندس بمعلومات حول القطاع الزراعي في واقعه الذي يُعايشه، وتعريف بأهمية التنمية الريفية، وكيفية تنفيذ مشاريع تنموية والتدريب المتخصص للمهندسين حيث يخصص للمهندسين قطعة أرض أو بيوت بلاستيكية (محطة التجارب والمشاهدات) تابعة للإغاثة، يقوموا بزراعتها ومتابعتها والإشراف عليها حتى التسويق اضافة الى التدريب العملي حيث يتضمن جولات وزيارات ميدانية وأيام تدريبية في شتى الأماكن.

ويقول انه من شأن ذلك سد فجوات الخريجين من مهارات وصقل شخصياتهم وتعزيز روح وفكرة العمل الجماعي والعمل التعاوني والعمل بجانب المزارع الفلسطيني، بالإضافة إلى تعزيز روح الانتماء إلى الأرض من خلال تغيير عقلية البحث عن وظيفة في القطاع العام بل العمل على إدارة مشاريع خاصة بهم والتوجه للقطاع الخاص والأهلي.

النتائج المرصودة:

ومن النتائج المرصودة التي يتم العمل على تحقيقها لخريجي البرنامج التدريبي إعداد مهندسين زراعين ذوي قدرات على العمل تحت الأزمات، وتزويد المهندسين الزراعيين بالأطر والمنهجيات التي تؤهلهم للتعلم والتطور ذاتياً، وتحسين قدرات المهندسين الزراعيين على الاتصال وعمل العلاقات الإنسانية والاجتماعية والتشبيك، وربط البحث الاجتماعي والاقتصادي والزراعي بعملية التنمية والإرشاد، وربط المهندسين باحتياجات وهموم الريف الفلسطيني، وتحسين التقنيات المكتسب من برنامج التعليم الجامعي حسب تخصصاتهم المختلفة، وتأهيل قدرات المهندسين الزراعيين حديثي التخرج للعمل في مشاريع خاصة بهم والعمل على التنمية المستدامة.

ومن أهم البرامج المميزة لتخصصات (الإنتاج النباتي والوقاية، الإنتاج الحيواني، الصناعات الغذائية) برامج سلاسل القيمة في المحاصيل الزراعية مثل الزيتون، العنب، الجوافة.. إلخ، برامج الزراعة العضوية، برامج الزراعات التصديرية، برامج الجلوبال جاب، برامج الجودة والآيزو وغيرهم الكثير.

ومما سبق يتضح تميز نتائج البرنامج التدريبي الأول والوحيد والمتخصص في تدريب المهندسين وتنميتهم وسد الفجوات ما بين متطلبات سوق العمل وقدراتهم في ظل ضعف الفرص وندرتها.

متطلبات التخرج:

بدوره يشير منسق المشروع بغزة سامى ضاهر ان للتخرج والحصول على شهادة البرنامج التدريبي متطلبات أولها برنامج بناء القدرات والمهارات العامة (الإدارة الشخصية). برنامج بناء القدرات الفنية المتخصصة حيث يقوم المهندسين المتدربين بمرافقة مرشدي الإغاثة أثناء عملهم في المواقع وزياراتهم للمزارعين بالإضافة إلى العمل في مشاريع زراعية حيوانية وتصنيع غذائي، ويتم تدوير المهندسين على الشركات والمؤسسات والمزارع والمصانع ذات الصلة وً برنامج البحث التطبيقي حيث يقوم كل متدرب بإشراف أكاديمي بتنفيذ بحث تقني في مجال تخصصه وذو علاقة بأهداف وفلسفة عمل جمعية التنمية الزراعية.

وكذلك البرنامج التقني التخصصي حيث يتلقى المهندسون تدريبات نظرية وعملية فنية كلٌ حسب تخصصه فمثلاً الإنتاج النباتي تدريبهم في البستنة الشجرية والخضار وشبكات الري والاسمدة والمبيدات والامراض والآفات الزراعية وغيرهم، الانتاج الحيواني مثل التدريبات في الاستزراع السمكي وصحة الحيوان والتلقيح الصناعي وتربية الابقار والاغنام والدواجن وغيرهم، والصناعات الغذائية تدريبهم منها الأنظمة الحديثة للجودة والمختبرات والتصنيع وغيرها وً برنامج الجوالات والزيارات الحقلية والميدانية كزيارات الميدانية التدريبية للمشاتل والزيارات الميدانية للمزارع النموذجية وتنظيم زيارات لمحطات تجارب زراعية محلية ومراكز بحوث زراعية.

ويبين ضاهر انه من خلال الإلمام بأهمية البرنامج التدريبي يتضح نجاح البرنامج منذ نشأته وتطوير أنشطته بما يواكب الواقع ومتطلبات السوق خلال 10 أعوام سابقة حتى العام الحالي وذلك من خلال تسويق المهندسين الزراعيين حديثي التخرج ومساعدتهم في الحصول على فرص عمل بعد التدريب وقدرة الربط بين متطلبات سوق العمل وقدراتهم وتدريبهم على تلك المتطلبات خاصة في ظل ضعف الفرص، إذ ما يقارب 75% من كل دفعة من المهندسين سنوياً يجدوا فرص عمل إما داخلية على مشاريع جمعية التنمية الزراعية وجمعية المهندسين العرب أو فرص عمل خارجية لدى المؤسسات وشركات القطاع الزراعي المتنوعة رغم وجود المتغيرات الخارجية الكثيرة حيث تم سد الفجوات بقدر الإمكان ما بين السوق والمهارات والمعارف والقدرات وزادت مساحة التنافس فيما بينهم، ويتولى عدد كبير من خريجي هذا البرنامج مناصب عليا في مؤسسات محلية ودولية فاعلة في القطاع الزراعي والتنموي.

انطلاقه ونشأته:

وتبنت الإغاثة الزراعية أفكارا ومشاريع عدة منذ نشأتها، من أهم تلك الأفكار والبرامج هو تدريب متخصص للمهندسين الزراعيين حديثي التخرج، لما له من مخرجات ملموسة هائلة على الكادر المهمش من المهندسين، وبالإضافة لأهمية البرنامج في اكتساب المهارات والخبرات العلمية والعملية لدى المهندسين وزيادة المساحة التنافسية فيما بينهم وأيضاً إتاحة اقتناص فرصة عمل في ظل الركود الوظيفي وتكدس البطالة، حيث نشير وصول الدورات التدريبية في البرنامج إلى الدورة الخامسة والعشرين في قطاع غزة.

اشترك في القائمة البريدية