العمل الزراعي وشبكة المنظمات البيئية يعقدان ندوة حول أهمية البذور البلدية في فلسطين

عقد اتحاد لجان العمل الزراعي بالشراكة مع شبكة المنظمات البيئية الاثنين، ندوة الكترونية حول أهمية البذور البلدية في فلسطين، شارك فيها مجموعة من المختصين ومسؤولين ومشرفين على بنك البذور البلدية التابع للعمل الزراعي، وقد جاءت الورشة بهدف تسليط الضوء على أهمية البذور البلدية كموروث يجب الحفاظ عليه وضرورة حث المزارعين الفلسطينيين على العودة لزراعة البذور البلدية الأصيلة التي تتميز بتكيفها مع مناخ فلسطين ولكونها زراعة بعلية لا تحتاج ري.

وقد تناول المتحدثون محاور عدة تناولت السمات الأساسية للبذور البلدية وما يميزها عن البذور التجارية لكونها تتأقلم مع الظروف المحلية من نقص للمياه، ونقص عناصر التربة ولكونها بعلية تعتمد على مياه الأمطار على عكس البذور التجارية التي تحتاج كميات كبيرة من مياه الري. بالإضافة إلى الإشارة إلى انخفاض حاجة البذور البلدية لمدخلات الإنتاج على عكس البذور البلدية التي تحتاج مدخلات عدة مثل البيوت البلاستيكية وخطوط المياه وغيرها من المدخلات، ولكون الزراعة البعلية بالضرورة تشرك كافة أفراد الأسرة فيها ما يزيد من الترابط الأسري والانتماء للأرض وللبذور الأصلية المرتبطة بتاريخ الشعب الفلسطيني وانتمائه لهذه الأرض، حيث ما زالت الكثير من البذور الأصلية تحمل اسم المنطقة التي تواجدت وزرعت تاريخياً فيها.

من جهة أخرى تناول المتحدثون أبرز التحديات التي تواجه الزراعة البعلية البلدية في فلسطين، مثل فتح الأسواق التجارية وإغراقها بكميات كبيرة من الأصناف التجارية ما ساهم في ضياع الأصناف البلدية، بالإضافة إلى التحدي المتعلق بعزوف الأجيال الشابة عن الزراعة ومحدودية الدعم المحلي للزراعة البلدية.

وقد تخلل الندوة شرح عن تجربة بنك البذور البلدية الذي أسسه اتحاد لجان العمل الزراعي في العام 2010 ونجاح فريقه بجمع أكثر من 50 صنف من البذور البلدية التي تم جمعها وحفظها حيث تنتمي ل 14 عائلة نباتية، ونجاحهم في إدخال أصناف نادرة مثل الجزر البلدي أو الجزر الأسود. بالإضافة إلى نجاح بنك البذور بزيادة عدد المزارعين الذين يستخدمون البذور البلدية في الزراعة ونجاحهم في زيادة الغطاء الأخضر بحيث تمت زراعة 7000 دونم بالأصناف البلدية منذ العام 2017 حتى العام 2020. مؤكدين على كون بنك البذور البلدية يوفر بذور عالية الجودة بنسبة انتاج لا تقل عن 90% ونسبة نقاوة لا تقل عن 95% ولكونه ومع مرور السنوات وتراكم الخبرات بات يشكل اليوم مركزاً للأبحاث والتعليم المتخصص، حيث يستهدف بنك البذور طلاب المدارس بهدف تعزيز أهمية الأرض والزراعة لديهم وترسيخ ارتباطهم بالبذور الفلسطينية الأصيلة التي تشكل بالضرورة مسؤولية وطنية واجتماعية يتخذها فريق العمل الزراعي على عاتقه، بالإضافة إلى كون بنك البذور قدم منح لطلاب الدراسات العليا في هذا المجال.

من ناحية أخرى تضمنت الندوة أوراق من أكاديميين كان لهم تعاون مع بنك البذور البلدية، تحدثوا فيها عن مشاريع وأبحاث تركز على جمع الموروث الثقافي المرتبط بالبذور الأصلية وعن مشاريع قادمة ستتضمن البحث عن إمكانية استخدام البذور الأصلية في الزراعة المكثفة.

وقد اختتمت الورشة بتجربة حية قدمتها واحدة من المزارعات المستهدفات بشكل دوري من بنك البذور التي أشارت إلى كون البذور البلدية هي أساس الزراعة الصحيحة، ولكونها شاهدة على نجاح تجربتهن كمزارعات بدأن بمجموعة صغيرة واليوم هن 50 مزارعة يعتمدن زراعة البذور البلدية ويكثرنها وينتجنها. وأشارت إلى الفروق الشاسعة اللاتي لاحظنها من خلال تجربة زراعة البذور التجارية سابقاً والبذور البلدية لاحقاً، من حيث قلة المياه التي احتجنها، وعدم استخدامهن للأسمدة الكيماوية وقلة الآفات الزراعة حيث تقاوم البذور البلدية الآفات الزراعية لتشكل كلها مجتمعة سبباً لتمسكهن في زراعة البذور البلدية والدفاع عنها. 

 

 

اشترك في القائمة البريدية