في زمن الحرب، حين تتقلص القدرة على تأمين لقمة العيش، وتتحول المائدة اليومية إلى تحدٍّ قاسٍ، لا يعود الطعام مجرد احتياج أساسي، بل يصبح شريان حياة يحفظ كرامة الأسر ويمنحها قدرة على الصمود في وجه الجوع والحرمان. وفي مخيمات النزوح ومراكز الإيواء المنتشرة في قطاع غزة،تعيش آلاف العائلات تحت وطأة انعدام الأمن الغذائي، حيث تواجه الأسر، ولا سيما الأطفال، أياماً طويلة من القلق والجوع في ظل شح الموارد وغياب سبل العيش
ًوانطلاقًا من مسؤوليتها الإنسانية، نفذت جمعية الأمل التدريبية للمرأة والطفل والمعاق تدخلا إغاثياً عاجلاً تمثل في توزيع 1,000 طرد غذائي على الأسر الأشد احتياجاً، بهدف التخفيف من حدة انعدام الأمن الغذائي ودعم العائلات النازحة في تلبية احتياجاتها الأساسية، مع إعطاء أولوية خاصة للأسر الأكثر هشاشة، بما يشمل الأسر التي تعيلها نساء، وكبار السن، والأشخاص ذوي الإعاقة.
ولم يكن هذا التدخل مجرد توزيع لمواد غذائية، بل رسالة تضامن إنساني تؤكد أن هذه الأسر لم تُترك وحدها في مواجهة الجوع. فقد شكّلت الطرود الغذائية متنفسًا يوميًا للعائلات المنهكة، ومصدر طمأنينة للأمهات اللواتي يكافحن لتأمين وجبات لأطفالهن، فيما مثّلت للأطفال فرصة ليوم أقل قسوة في ظل واقع بالغ الصعوبة.
وجرى تنفيذ عملية التوزيع وفق معايير إنسانية واضحة وشفافة، تضمن العدالة في الوصول إلى المساعدة وتحفظ كرامة المستفيدين، في ظل استمرار تدهور الأوضاع المعيشية نتيجة النزوح المتواصل والضغوط الاقتصادية المتفاقمة.
وأكدت جمعية الأمل التدريبية للمرأة والطفل والمعاق أن هذا النشاط يأتي ضمن استجابتها الطارئة المستمرة للأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، مشددةً على التزامها بمواصلة وتوسيع تدخلاتها الإغاثية للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأسر المتضررة.
فكل طرد غذائي وُزّع لم يكن مجرد مواد تموينية، بل وجبة تحمي طفلاً من الجوع، وطمأنينة الأم، ودعامة لصمود أسرة في مواجهة واقع معيشي قاسٍ
