مربو الدواجن في قطاع غزة يتكبدون خسائر فادحة جرّاء ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض الأسعار وتداعيات انتشار فيروس كورونا في قطاع غزة

 تعرض قطاع غزة في الفترة الزمنية بين (3/9/2020 حتى 07/09/2020)  إلى موجة حر شديدة فاقت فيها درجات الحرارة المعدل السنوي بتسع درجات مئوية لتصل الى حدود 37 درجة مئوية مع ارتفاع ملحوظ في نسبة الرطوبة حيث وصلت الى 40%،  مما أثر سلباً على قطاع الدواجن اللاحم والبياض وأدى الى نفوق عدد كبير من الدجاج اللاحم لدى المزارعين حيث وصلت نسب نفوق الدجاج اللاحم في المزارع المفتوحة من 10% - 30% في حين وصلت نسبة الفاقد في وحدات التربية المنزلية من 50-70% ما اضطر المزارعين للاستعجال لبيع ما تبقى لديهم من الدجاج دون الوزن المطلوب الأمر الذي ضاعف خسائر مربي الدجاج اللاحم.

كما أثر ارتفاع درجات الحرارة أيضاً على إنتاج مزارع الدجاج البياض بالرغم من محاولات أغلب المزارعين لتخفيف درجات الحرارة الشديدة بطرق عديدة منها رش أسطح المزارع بالمياه، والإقلال من إطعام الدجاج بالنهار حتى لا تزداد معاناة الدجاج من الاحتباس الحراري والحرارة المرتفعة جداً نتيجة موجة الحر الشديدة.  

إن موجة الحر الشديدة التي ضربت البلاد فاقمت ما تعرض له مربو الدواجن في قطاع غزة من خسائر متلاحقة، ولم تكن هذه الضربة الأولى التي يتعرضون لها خلال هذا العام، فقد تعرضوا لخسائر فادحة من قبل نتيجة تدني أسعار منتجات قطاع الدواجن المختلفة، حيث بلغ سعر كرتونة البيض من المزرعة (6) شواكل، بينما بلغ سعر كيلوجرام الدجاج اللاحم الحي من المزرعة (7) شواكل، الأمر الذي كبد مربي الدجاج اللاحم والدجاج البياض خسائر فادحة نتيجة انخفاض الأسعار التي باتت لا تغطي تكلفة الإنتاج، وراكمت الديون على المزارعين نتيجة انخفاض الأسعار لدى المربين بنسبة إضافية بحوالي 20% منذ بداية ازمة كورونا وإعلان حالة الطوارئ.

انتشار وباء كورونا وتأثيره على مربي الدواجن

منذ اليوم الاول لإعلان حالة الطوارئ بسبب اكتشاف حالات مصابة بفايروس كورونا من داخل المجتمع في  الرابع والعشرون من شهر أغسطس لعام 2020 تم فرض حظر تجول على كامل المناطق في قطاع غزة وتم اعلان بدء العمل ضمن خطط الطوارئ الخاصة بالوزارات العاملة في قطاع غزة حيث أعلنت وزارة الزراعة عن خطتها في مواجهة ازمة كورونا والمتمثلة باغلاق الأسواق المركزية واستبدالها بنقاط ومراكز محددة لنقل وتوزيع المنتجات الزراعية الى الاحياء والأسواق المؤقتة الفرعية

كذلك اتاحت الخطة حرية الحركة لموزعي الاعلاف ومربي الدواجن في التنقل في فترات زمنية محددة وضمن إجراءات محددة لضمان السلامة والحد من انتشار العدوى

هذه الإجراءات كان لها تأثيراتها السلبية على قطاع مربي الدواجن حيث عمد المربون الى تخفيض عدد العاملين واعتماد طريقة الطلبية لحجز الاعلاف والأدوية البيطرية ومياه الشرب الخاصة بالدواجن من موزعين معتمدين وخلال فترة التوزيع المسموح بها والذي انعكس على المربيين في ضعف قدرتهم على الاستجابة لخطر ارتفاع درجات الحرارة بسبب قلة عدد العمال وعدم وتاخر ادوية المناعة وعدم القدرة على متابعة المزارع اثناء الليل "بعد انتهاء المهلة المتاحة لهم" وكذلك انقطاع المياه المستخدمة في تبريد وتلطيف الأجواء للدواجن

كذلك قامت الوزارة ضمن حطة الطوارئ بتحديد أسعار الدواجن والبيض بحد ادنى من المتوسط العام لاسعار الدواجن في مثل هذه الفترة من العام بسبب الأوضاع الاقتصادية للمواطنين والذي تزامن مع ضعف الطلب على الدواجن بسبب اغلاق المتنزهات والمناطق العامة والمطاعم وتغير سلوك المستهلك بسبب الازمة وتغير توجهاته واولوياته في الغذاء وهذا ما أدى الى ضعف التسويق للمنتجات الدواجن.

ازمة انقطاع الكهرباء وتأثيرها على المزارعين

تزامن اعلان حالة الطوارئ مع تشديد الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة والذي أدى الى انقطاع التيار الكهربائي لمدة تصل الى 20 ساعة يوميا اعتمد فيها المربون على تشغيل المولدات الكهربائية التي تعمل بالوقود كبديل لمصدر الطاقة وهذا ما رفع من التكلفة التشغيلية لمزارع الدواجن

المزارع سُكَّر- خسائرنا من موجة الحر وصلت الى 12 ألف شيكل

المزارع / محمد مصطفى سُكَّر - من سكان الشجاعية، لديه مزرعة دجاج لاحم في منطقة جحر الديك يربي فيها 35 ألف دجاجة، تعرضت مزرعته نتيجة موجة الحر الشديد إلى نفوق 1000 دجاجة، حيث وصل وزن الدجاج في مزرعته ما بين 1.7- 1.8 كيلو غرام، ويقدر المزارع سُكَّر خسائره بمبلغ 12 ألف شيكل.

يقول المزارع سُكَّر " لقد بذلنا كل ما لدينا من إمكانيات وطاقات للحد من نفوق الدجاج في مزرعتنا، إلا أن الحرارة كانت شديدة جداُ، حيث قمنا برش أسطح المزرعة بالمياه وتشغيل المراوح داخل المزرعة مع ضخ رذاذ من المياه، داخل المزرعة ولم نتمكن من السيطرة على الوضع أو منع وقوع خسائر لدينا"، ويضيف سُكَّر  " أنا مربي للدجاج اللاحم منذ فترة طويلة وأعتبر عملي في هذا المجال يشكل مصدر دخلي وأسرتي،  وقد كان عملنا في هذا المجال جيد، إلا أننا في الآونة الأخيرة بدأنا نتعرض لخسائر كبيرة، مرة انخفاض أسعار، ومرة ثانية أزمة كهرباء، واليوم نعاني من عدم قدرتنا على تسويق منتجنا نتيجة تقييد الحركة بسبب انتشار وباء كورنا، والله ما احنا عارفين من وين نتلقاها. الديون تراكمت علينا وتجار الأعلاف يطالبونا بتسديد ثمن الأعلاف، وأصحاب الفقاسات يطالبونا بتسديد ثمن الصوص. واحنا مش عارفين كيف نسدد خسائرنا – يعني وضعنا لا نحسد عليه".

المزارع البطران: لا نعلم كيف نتدبر أمورنا بعدما تعرضنا للخسائر

أما المزارع محمد البطران من سكان حي النصر في غزة، لديه مزرعة دجاج يربي فيها 5000 دجاجة، وصلت خسائره نتيجة موجة الحر الشديدة إلى 9000 شيكل بسبب نفوق 650 دجاجة بوزن 1,600 كيلو جرام.  

يقول المزارع البطران: "إننا كنا معتمدين على الله أولاً وعلى هذا الفوج وننتظر أن يكبر الدجاج ونبيعه لنسد الديون التي علينا للتجار قيمة ثمن الأعلاف والصوص، ونسد احتياجاتنا الأسرية، إلا أننا والحمد الله تعرضنا لخسائر كبيرة والآن لا نعلم كيف سندبر أمورنا مع التجار ومع الأسرة وندبر معيشتها".

ويطالب مربو الدواجن في ظل هذه الأزمات المتلاحقة بضرورة:

  1. وضع سياسات وطنية لحماية المزارعين من الكوارث الطبيعية.
  2. تفعيل صندوق درء المخاطر للتعويضات والتأمينات الزراعية.
  3. وضع سياسات تسويقية تضمن تسويق المنتجات والحفاظ على أسعار مناسبة تشجع المربين على الإنتاج.
  4. الوقوف الى جانب المزارعين في الأزمات وتأمين الأعلاف وباقي مدخلات الإنتاج بأسعار مناسبة.
  5. المساهمة في وضع خطة تسويقية ضمن خطة الطوارئ لمنتجات الدواجن في ظل تفشي وباء كورونا.
  6. ضرورة وقوف المؤسسات الزراعية الأهلية إلى جانب مربي الدواجن من خلال تقديم وتمويل المشاريع الداعمة لتطوير قطاع الدواجن.
  7. مراعاة أوضاع المربين أثناء انقطاع التيار الكهربائي والمساهمة في إيجاد البدائل من خلال توفير الخلايا الشمسية لمزارع الدجاج البياض والدجاج اللاحم.

      تقرير/ جمعية التنمية الزراعية (الإغاثة الزراعية) دائرة المناصرة والإعلام- غزة بالشراكة مع جمعية المهندسين الزراعيين العرب

اشترك في القائمة البريدية