بمشاركة واسعة من اعلاميين وطلاب كليات الاعلام وممثلين عن منظمات المجتمع المدني وشخصيات اعتبارية وناشطين مجتمعيين، نظم المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان مساء يوم أمس السبت فعالية خاصة لعرض فيلم وثائقي جديد بعنوان "العدوان على غزة صيف العام 2014،" وذلك في فندق المشتل بمدينة غزة. وقد تلا العرض حوار ومناقشة معمقين مع معد الفيلم الصحفي الياباني توشيكينو دوي تركز على سبل نقل الرسائل الإعلامية للمجتمع الدولي من قلب الأرض الفلسطينية المحتلة لتوضيح حقيقة ما تقترفه قوات الاحتلال الإسرائيلي من جرائم بحق المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم.
وفي بداية العرض، تحدث المحامي راجي الصوراني، مدير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، لتقديم الصحفي الياباني دوي وانخراطه في العمل الإعلامي في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتوثيق الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي منذ أكثر من 30 عاماً، خصوصاً عبر اعداد الأفلام الوثائقية، حيث يعد الخبير الأول في هذا الميدان، إضافة على التقارير الصحفية والتلفزيونية لنقل المعانة الفلسطينية من قلب المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية. وقد صدر للصحفي دوي 13 كتاباً نشرت في اليابان، بينها 8 كتب عن فلسطين. وفي العام 2009، أعد سلسلة من الأفلام الوثائقية لعنوان "صوت غير مسموع – فلسطين، الاحتلال والشعب،" وذلك بناء على تغطيته الصحفية وعمله على مدى سنوات طويلة. وقد فاز الجزء الأخير من تلك السلسلة، وكان بعنوان "كسر الصمت،" بثلاث جوائز مرموقة في اليابان.
وتم خلال الأمسية عرض أجزاء مختارة من الفيلم الوثائقي الجديد، تركزت حول تدمير البنى التحتية خلال العدوان الإسرائيلي الأخير، وحول الآثار الكارثية الناجمة عن فرض العقوبات الجماعية والحصار على حياة نحو 2 مليون فلسطيني في قطاع غزة. وقد تضمن الفيلم توثيقاً لمعاناة المدنيين الفلسطينيين الناجمة عن الدمار المنظم والمنهجي للبنى التحتية والقطاعات الحيوية، بما في ذلك استهداف محطة توليد الكهرباء وأثر ذلك المرافق الأساسية، خصوصاً المستشفيات وأنظمة الصرف الصحي والصناعة، استهداف المنشآت الصناعية والزراعية وآبار المياه.
وقد أعقب العرض حوار ونقاش معمقين مع الحضور. وأوضح الصحفي دوي، أنه ليس فقط من المهم توثيق الأثر المباشر للعدوان، بما في ذلك القتل والإصابة والتدمير، وهو ما يهم وسائل الإعلام وما تقوم به من تغطية إخبارية، ولكن الأهم أن نوثق وأن ننقل الآثار غير المباشرة والمعاناة التي يخلفها العدوان على حياة المدنيين بأسرها، إذ لا تنتهي هذه المعاناة بانتهاء العدوان. وأكد دوي أن ما تقوم به قوات الاحتلال هو تدمير منظم ومنهجي لكافة مناحي الحياة للمدنيين الفلسطينيين، وهذا ما ينبغي تسليط الضوء عليه ونقله للعالم الخارجي، من خلال نقل صور انسانية والخوض في تفاصيل المعاناة للإنسان الفلسطيني، على أساس قصص فردية وليس جمهور أو شعب. وأضاف إن ذلك مهم للتأثير في المجتمع الدولي وفي احداث تغيير في الرأي العام.