مركز الميزان يستنكر الانتهاكات الإسرائيلية ويطالب المجتمع الدولي بالتدخل لحماية المدنيين


تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدافها للمدنيين العزل في قطاع غزة، من خلال استخدامها للقوة المفرطة والمميتة دون اكتراث بقواعد القانون الدولي الإنساني، حيث تستخدم الرصاص الحي والرصاص المعدني المغلف بالمطاط والغاز المسيل للدموع وبشكل مباشر ضد مجموعات من الأطفال والشبان من المشاركين في الفعاليات الشعبية المناصرة للقدس والتي كان آخرها يوم الجمعة الماضي، ما تسبب في قتل طفل واصابة اثني عشر آخرين بجراح مختلفة.


وحسب تحقيقات مركز الميزان الميدانية فإن قوات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة عند حدود الفصل جنوب شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة، فتحت نيران أسلحتها الرشاشة وقنابل الغاز المسيل للدموع، عند حوالي الساعة 16:30 من مساء يوم الجمعة الموافق 28/7/2017، تجاه مجموعات من الشبان والأطفال الذين تجمهروا في المنطقة للتنديد بانتهاكات قوات الاحتلال في القدس، وتسبب استخدام تلك القوات للقوة المفرطة والمميتة في قتل الطفل عبد الرحمن حسين جبر أبو هميسة (17 عاماً)، من سكان مخيم البريج، وإصابة اثنين آخرين من بينهم طفل عندما حاولا تقديم المساعدة للطفل أبو هميسة لحظة اصابته.


ووفقاً لإفادات شهود العيان، فبينما كان الطفل أبو هميسة (17 عاماً) على بعد حوالي (50 متراً) عن حدود الفصل في المنطقة الواقعة جنوب شرق مخيم البريج أطلق جنود الاحتلال الإسرائيلي نيران أسلحتهم صوبه ما أدى إلى إصابته في كتفه الأيسر وسقط على الأرض، وحين حاول الطفل إسماعيل عماد طلال جبر (15 عاماً) تقديم المساعدة لرفيقه أطلق جنود الاحتلال الإسرائيلي النار عليه وأصابوه في ساقه وفخذه الأيسر، حيث فقد الوعي وسقط أيضاً على الأرض في المكان نفسه،  ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد،  فقام الجنود الاحتلال  بإطلاق النار تجاه الشاب مؤمن علي رجب الخالدي (23 عاماً) عندما حاول سحب الطفل أبو هميسة وأصابوه بعيار ناري في فخذه الأيمن. من ثم تمكن عدد من الشبان والفتية من سحبهم وحملهم وأوصلوهم إلى سيارات الإسعاف التابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، التي نقلتهم إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، حيث أعلن رسمياً عن استشهاد الطفل أبو هميسة، فيما وصفت جراح الآخرين بالمتوسطة.


كما فتحت قوات الاحتلال المتمركزة على حدود الفصل الشرقية، نيران أسلحتها الرشاشة، وأطلقت عدداً كبيراً من قنابل الغاز المسيل للدموع، عند حوالي الساعة 17:00 من مساء يوم الجمعة الموافق 28/7/2017، تجاه عشرات الشبان والأطفال الذين تظاهروا قرب حدود الفصل شرق مقبرة الشهداء شرق جباليا في محافظة شمال غزة، ما تسبب في إصابة (10) مواطنين، بجراح مختلفة.


مركز الميزان لحقوق الإنسان يعبر عن استنكاره الشديد لاستخدام قوات الاحتلال للقوة المفرطة والمميتة ضد المتظاهرين السلميين، الذين لا يشكلون أي خطر أو تهديد على تلك القوات، ويظهر استهداف تلك القوات للمدنيين الذين حاولوا إسعاف الطفل أبو هميسة تعمد قتل الطفل بدم بارد. ويرى مركز الميزان في مضي قوات الاحتلال الإسرائيلية قدماً في انتهاك قواعد القانون الدولي الإنساني، انعكاساً طبيعياً لعجز المجتمع الدولي عن القيام بواجباته القانونية والأخلاقية تجاه المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي قطاع غزة على وجه الخصوص.


ويشدد مركز الميزان على أن تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة واستمرار سياسة الحصار والإغلاق، والاستيلاء على الأراضي ومحاولات تهويد مدينة القدس، والاعتقالات التعسفية والمحاكمات العسكرية التي تفتقر لأبسط شروط المحاكمات العادلة، وتغييب العدالة والمساءلة، كلها انتهاكات جسيمة ترقى لمستوى جرائم الحرب.


عليه فإن مركز الميزان يطالب المجتمع الدولي بالوفاء بالتزاماته القانونية بموجب القانون الدولي، بإنهاء الحصانة والعمل على تفعيل المسائلة والملاحقة عن الانتهاكات الجسيمة لقواعد القانون الدولي الإنساني، والعمل على حماية المدنيين كخطوة على طريق إنهاء الاحتلال وتمكينهم من تقرير مصيرهم بأنفسهم.


 

اشترك في القائمة البريدية