مركز الدكتور حيدر عبد الشافي للثقافة والتنمية يعقد لقاء حواري

عقد مركز الدكتور حيدر عبد الشافي للثقافة والتنمية لقاء حواري في مقره بمدينة غزة استضاف به الباحث والمختص بالشئون الاسرائيلية الاستاذ / اسماعيل مهرة وذلك بمناسبة خمسين عام على الاحتلال الاسرائيلي لاراضي 67عام  هدف اللقاء الى تسليط الضوء على قراءة سياسية لمجمل المشاريع والمقترحات والاجراءات الاسرائيلية التي تم اتخاذها تجاه اراضي عام 67.


وبدأت الجلسة بكلمة من قبل الاستاذ / محسن ابو رمضان ممثلا عن مركز دكتور حيدر عبد الشافي للثقافة والتنمية اكد بها أن ربما ساهم عدوان حزيران عام 67 والاحتلال بوحدة اراضي الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس بحيث اصبحت عنوانا دوليا صدر من خلاله العديد من القرارات الدولية الخاصة بهذه الاراضي المحتلة ومنها قرارات في مجلس الأمن والجمعية العامة والعديد من الهيئات والمرافق الدولية واشأر بأن ذلك شكل فرصة لوحدة النسيج السياسي والمؤسساتي والاجتماعي الفلسطيني بين الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس , الامر الذي ازعج الاحتلال وقامت من خلاله حكومات الاحتلال المتعاقبة بتقديم سلسلة من المقترحات والمشاريع الرامية لتصفية القضية الوطنية  الخاصة بحدود الرابع من حزيران عام67 من ضمنها مشروع ألون والتقاسم الوظيفي والحكم الاداري الذاتي وروابط القرى وغيرها من المشاريع التي فشلت على سخط صمود شعبنا وتمسكه بثوابته وبرنامجه الذي تم اعتماده في وثيقة الاستقلال التي كانت نتاجا للانتفاضة الشعبية الكبرى في عام 1988 .


وأشار بأن مازالت حكومات الاحتلال المتعاقبة تقترح العديد من المشاريع بهدف تجزئة اراضي عام 67 وعدم السماح باقامة دولة فلسطينية بها كاملة السيادة وهذا يتضح من خلال مشروع دولة غزة ومشاريع الادارات المحلية بالضفة الغربية ومشاريع مثل السلام الاقتصادي والادارات المحلية والبنتوستانات والمعازل  بالضفة وبالقطاع .وأكد بأن هذه الذكرى يجب ان تدفعنا لمراجعة تقييمية لاداءنا بهدف مواجهة هذه المشاريع التصفوية واستعادة المبادرة على قاعدة وحدوية ضمن اطار وطني فلسطيني جامع عنوانه منظمة التحرير وايضا ضمن فكرة توحيدية عنوانها الحرية والاستقلال والعودة.


من جهته اشار الاستاذ / اسماعيل مهرة بأن تاريخيا شكل وحدة اراضي الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية على خلفية عدوان حزيرن عام67 معضلة كبيرة لدى الاحتلال الاسرائيلي وربما من خلال هذه المسألة حاولو تقديم العديد من المقترحات والمشاريع العديدة  , واستعرض بعمق وبتفاصيل طبيعة هذه المشاريع وخاصة مشروع ألون ومشروع الحكم الاداري الذاتي وغيرها من المشاريع مؤكدا بأن هناك تحرك وحراك في المقترحات الاسرائيلية ولكنها من أقصى اليمين الى اقصى اليسار ثابتة في مواضيع محددة , اهمها ان لاتخرج عملية الحلول عن حكم اداري ذاتي ولاتصل الى دولة ذات سيادة , الجانب الثاني بأن هناك اجماعا على اللاءات الاربعة  المعروفة في المجتمع الاسرائيلي السياسي منها لا لحق العودة ,لا للانسحاب من حدود حزيران عام   67 ,لا لتقسيم القدس , لا لتفكيك الكتل الاستيطانية الضخمة وضرورة الابقاء عليها.


وأشار أن التحولين الوحيدين الذين ربما كان بالامكان ان يساهما في تحويل فكرة الحكم الذاتي الى مايشبه دولة رغم انها منقوصة السيادة هي مقترحات باراك في كامب ديفيد عام 2000والتي تمت تحت رعاية الرئيس الامريكي السابق كلينتون والمفاوضات التي تمت بين الرئيس محمود عباس واولمرت . وأشار بأن اوسلو لم يحقق للفلسطينيين أي شيء واستغلته اسرائيل كغطاء لفرض الوقائع على الأرض ولكنه لم يستطع أوسلو أن يخلق حالة لكي الوعي لذلك استمر الفلسطينيون في مطالبهم الثابتة والمشروعة والمعترف بها في القانون الدولي . وأكد بأن جميع المقترحات ترمي بالدرجة الاساسية الى تجزئة الأراضي الفلسطينية وعدم خلق التواصل بين مكوناتها الجغرافية والتعامل مع الشعب الفلسطيني كمجموعات سكانية وليس كشعب متكامل له حقوقه في تقرير المصير والسيطرة على حدوده والموارد والمعابر . وأبرز أن هناك خلافات جزئية في التكتيك بين أقطاب اليمين الذي هو يهيمن على المشهد السياسي في اسرائيل والذي يصنع القرار السياسي راهنا, وهذا الخلاف بين تيار نتنياهو الذي يريد ممارساتً طويلة الامد تهدف الى ابتلاع الاراضي الفلسطينية عن طريق الكتل الاستيطانية ومصادرة الأراضي , بينما يختلف ذلك عن نفتالي بنت رئيس حزب البيت اليهودي المتطرف الذي يريد ضم اراضي الضفة الغربية مرة واحدة والى الابد بغض النظر عن ردود فعل المجتمع الدولي. هذا الخلاف في التكتيك لايعني ان هناك خلاف في الجوهر فجميع الاوساط  اليمينية المتطرفة في اسرائيل لاتعترف بحقوق الشعب الفلسطيني ولا في قرارات الأمم المتحدة وتؤمن بأن الاستيطان هو عقيدة ثابتة لديها وبأنه لايستحق الفلسطينين سوى ادارة شؤونهم السكانية والحياتية.


وأبرز بأن مايشاع بالاعلام حول صفقة كبرى سوف يقوم براعيتها الرئيس ترامب والذي سيزور المنطقة قريبا هي مضيعة للوقت ولن تحقق أي شيء لأن الحديث عن مؤتمرات اقليمية ودولية قد جرب في اوسلو وفي واي ريفر وفي انابوليس ولكنه لم يحقق سوى اعطاء مناخات بأن هنا اجواء من المفاوضات تسير بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي ولكن هذه المرة يريد ترامب ان ينهي الصراع العربي الاسرائيلي على قاعدة علاقات طبيعية وفي نفس الوقت امكانية اعطاء كيان محدود الصلاحيات للفلسطينيين ممكن ان يسمى دولة لكنه لن يرتقي الى مصاف الدولة بأي حال من الأحوال .


وبعد ذلك قام الحضور بتقديم مداخلات هامة , فتحدث الاستاذ / تيسير محيسن عن المخططات الاسرائيلية القديمة المبنية على فكر عقائدي وايدولوجي يستهدف بالدرجة الأساسية تصفية المشروع الوطني الفلسطيني ومكونات الشعب الفلسطيني و يريد ان يحول الشعب الفلسطيني الى اقفاص ومعازل ويفرض القيود عليهم ولن يسمح لهم بحقهم في التطور وانشاء كيانهم الذاتي المستقل عن طريق انشاء دولة.


كما أشار الاستاذ / غازي الصوراني بأن موازين القوى مختلة بالكامل لصالح اسرائيل ولصالح الولايات المتحدة حيث هناك تجزئة على المستوى الفلسطيني نتيجة حالة الانقسام وهناك انشغالات عربية في الملفات الخاصة في الصراعات الجهوية والطائفية والعرقية والقبلية وأن هناك انحيازا في الاوساط العالمية بصورة كبيرة لصالح اسرائيل وفي ظل هذه الأجواء لايمكن بأي حال من الأحوال تحقيق الحد الأدنى من متطلبات حقوق الشعب الفلسطيني .


من جهته أشار الاستاذ / حسن عبدو بـأن اسرائيل تتعامل مع الشعب الفلسطيني كعبيد وهذا يستند الى ايدولوجيا وفلسفة عقائدية وهي تسير بهذه الخطى على قاعدة امكانية احتواء اية متطلبات ونضالات وطنية فلسطينية تطالب بالحقوق الثابتة والمشروعة وبالتالي هي تقترح تصورات تؤدي الى ادارة شؤون السكان ليس الا ولن تسمح بأي حال من الأحوال بتحويل هذه الادارة الى كيان وارادة ودولة فلسطينية ذات سيادة .


وقدم آخرين العديد من المداخلات وأوصى الحضور على أهمية استخلاص النتائج والدروس والعبر من تجربة خمسين عام على الاحتلال حتى نستطيع أن نوقف التدهور بالملف الوطني الفلسطيني الذاتي واستعادة المبادرة من جديد على قاعدة اعادة بناء واصلاح منظمة التحرير على أرضية تشاركية وديموقراطية وفق برنامج وطني توحيدي عنوانه الحرية والانعتاق والاستقلال والعودة.

اشترك في القائمة البريدية