بمناسبة اليوم العالمي للمياه: الإغاثة الزراعية تجدد التزاماتها في البحث عن الحلول المائية لقطاع غزة


تولي الإغاثة الزراعية اهتماماً كبيراً بمواضيع المياه، لاعتبارات عديدة أهمها انها تعمل مع القطاع الزراعي، وتشكل المياه بالنسبة لها عنصر أساسي في استدامة الوضع الزراعي وبقائه كرافد اقتصادي هام وحيوي للفلسطينيين. ولأهمية المياه كمورد طبيعي فقد عملت الإغاثة الزراعية على تنفيذ العديد من المشاريع التي تهدف الى الحفاظ على المياه ومصادرها، كما ساهمت الإغاثة الزراعية من خلال توجهاتها التنموية في إيجاد الحلول والبدائل لمشكلة استنزاف المياه والسحب الجائر على مياه الخزان الجوفي، وفي وضع السياسات المائية والخطط الاستراتيجية الهادفة لتحسين جودة المياه والحفاظ عليها، وشاركت في العديد من المؤتمرات المحلية والإقليمية الخاصة بقضايا المياه.


لقد تعددت طرق الحفاظ على المياه كمصدر طبيعي وهام في عمل الإغاثة الزراعية، فمنذ بداية عملها مع القطاع الزراعي وهي تهتم بنشر وتعميم طرق الري الحديث في أوساط فئاتها من المزارعين، الامر الذي يضمن استهلاك المياه بشكل اقل من نظام الري التقليدي. كما نفذت الإغاثة الزراعية مئات والاف البرك لتجميع مياه الامطار من أسطح البيوت البلاستيكية واستخدامها في ري المحاصيل الزراعية لتخفيف السحب على مياه الخزان الجوفي.


ومع تزايد المخاوف والمخاطر المستقبلية من الوضع المائي وتحديداً في قطاع غزة، حيث يتعرض القطاع حالياً الى مشاكل كبيرة في مجال المياه سواء من حيث الكم او النوع، يشعر أهالي قطاع غزة بالقلق الشديد نتيجة تفاقم ازمة المياه حيث أصبحت المياه في قطاع غزة غير صالحة للشرب، كما ان نسبة ارتفاع الملوحة في المياه المستخرجة من الخزان الجوفي يتزايد عاماً بعد عام، ووصلت الأمور الا ان أصبحت المياه المالحة تغطي أكثر من ثلثي مساحة قطاع غزة، ان لم يكن معظمها.


يسلط هذا التقرير الضوء على مساهمة الإغاثة الزراعية بغزة في المجال المائي لعام 2016، والذي يتناول أنشطة الإغاثة الزراعية الخاصة بالمياه من دعم مادي وبناء القدرات والحقوق. كما ويتناول ايضاً توجهات الإغاثة الزراعية القادمة في مجال تحسين الأوضاع المائية في قطاع غزة.


الفرا _ انشاء وتأهيل 400 وحدة حصاد مائي لتجميع مياه الامطار


ساهمت الإغاثة الزراعية من خلال برامجها ومشاريعها لعام 2016، بتنفيذ عدة أنشطة تهدف لتحسين الوضع المائي في قطاع غزة، وللحديث حول هذه المشاريع والأنشطة يقول مدير دائرة البرامج والمشاريع في الإغاثة الزراعية بغزة هاني الفرا  ان " الإغاثة الزراعية نفذت خلال العام الماضي عدد من المشاريع والأنشطة ذات العلاقة بالمياه، منها مد شبكات ري لمساحة 620 دونم، وتوزيع 100 خزان مياه سعة 1000لتر، ويضيف المهندس الفرا ان الإغاثة الزراعية أنشأت وأهلت ما يقارب 400 وحدة حصاد مائي لتجميع مياه الامطار من فوق اسطح المنازل، وأوضح الفرا ان هذه الوحدات من الحصاد المائي ساهمت الى حد كبير في تخفيف السحب من مياه الخزان الجوفي، الى جانب خفض تكلفة الإنتاج لدى المزارعين. وأشار ايضاً الى مد خطوط مياه ناقلة بطول 3 كيلو متر في كل من منطقتي الشجاعية والشيخ عجلين. وأوضح الفرا " ان مشاريع الإغاثة الزراعية من خلال أنشطتها عملت على تعزيز قدرات الفئات المستهدفة من المزارعين وأصحاب البيوت من تدريبهم على إدارة المياه والنظافة، ترشيد الاستهلاك، السلوكيات السليمة في استخدام المياه، معدلات الاستخدام المنزلي من المياه والإدارة المستدامة لمصادر المياه".


الحقوق المائية لقطاع غزة                                           


من جهته أشار مدير دائرة المناصرة والاعلام في الإغاثة الزراعية بغزة مدحت حلس " ان الإغاثة الزراعية لم تكتفي بتقديم الخدمات المادية وبناء القدرات في المجال المائي، بل عملت دائماً على تناول موضوع المياه من الجانب الحقوقي، وأوضح حلس "ان ازمة المياه في قطاع غزة كان من الممكن عدم حدوثها فيما لو ان دولة الاحتلال الإسرائيلي لم تعترض جريان المياه المتدفقة لقطاع غزة عبر وادي غزة وبعض الاودية الأخرى من خلال إقامة السدود على طول الشريط الحدودي لقطاع غزة، وأوضح حلس ان هذا الامر يتنافى مع القوانين الدولية باعتبار ان هذه المصادر طبيعية ومن حق الجميع الاستفادة منها. وأضاف حلس ان الإغاثة الزراعية في إطار دعمها للقطاع المائي في غزة، قامت بنشر دراسة بعنوان "ازمة المياه وطرق التأقلم معها" وأصدرت 3000 بروشور توعوي وارشادي حول المياه في قطاع غزة وأنظمة تجميع مياه الامطار. الى جانب اصدار ورقة حقائق حول واقع المياه والابار الجوفية في قطاع غزة، كما أطلقت الإغاثة الزراعية حواراً سياسياً حول واقع المياه في القطاع الزراعي، بين المزارعين وأصحاب القرار من الوزرات المعنية ومؤسسات الحكم المحلي، واشرفت الإغاثة الزراعية على حلقات إذاعية مختصة بالمياه، الى جانب نشر 4 مقالات علمية حول المياه ومشاكلها في قطاع غزة.


أبو غالي _ استخدام المياه المعالجة في الزراعة ومصائد مياه الامطار بدائل عملية


وحول توجهات الإغاثة الزراعية القادمة في مجال الحفاظ على المياه وإيجاد الحلول البديلة قالت القائم بأعمال إدارة شؤون غزة عفاف أبو غالي " ان الإغاثة الزراعية ستعكف على دراسة وتطوير موضوع المياه المعالجة، باعتبارها احد البدائل الممكنة، وأضافت أبو غالي " اننا سنعمل على تشجيع المشاريع التي تعمل على تحسين نوعية وزيادة كمية المياه، مشيرة الى توجه الإغاثة الزراعية في دعم فرض سياسة الحد الأدنى لاستخدام المياه العذبة المتاحة، وقالت سنركز في مشاريعنا القادمة في المياه حول الاكثار من مصائد مياه الامطار وبرامج الحصاد المائي، وهي السياسة التي من خلالها نضمن حماية الخزان الجوفي من الاستنزاف والتلوث، وأشارت الي توجهات الإغاثة الزراعية في مجال الاقتصاد في المياه من خلال استبدال ري الحدائق العامة والمتنزهات بالمياه العادمة بدلاً من المياه الصالحة للشرب. وأوضحت أبو غالي ان الإغاثة الزراعية قريباً ستعمل على مشروع لمعالجة مياه الصرف الصحي، واستخدامها كبديل عن المصدر الرئيسي من مياه الخزان الجوفي، وقالت " انه سيتم ري بساتين الفواكه من هذه المياه بعد اخضاعها لعمليات المعالجة والتأكد من صلاحيتها لذلك، وأضافت ان هذه المياه ستدخل ايضاً في عملية تصنيع الاعلاف.



 

اشترك في القائمة البريدية