شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية تصدر ورقة حقائق جديدة بعنوان: "مدى مواءمة تدخلات المنظمات الأهلية الفلسطينية في المساحات التعليمية المؤقتة مع المعايير الإنسانية الأساسية (CHS)"

أصدرت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية ورقة حقائق جديدة بعنوان: "مدى مواءمة تدخلات المنظمات الأهلية الفلسطينية في المساحات التعليمية المؤقتة مع المعايير الإنسانية الأساسية (CHS)"، تسلّط الضوء على واقع التعليم في قطاع غزة خلال الحرب، ومدى قدرة المساحات التعليمية المؤقتة على توفير بيئة تعليمية آمنة وفعالة للأطفال المتضررين، في ظل الانهيار شبه الكامل للنظام التعليمي.

وتبرز الورقة حجم التحديات أمام المؤسسات الأهلية في الحفاظ على استمرارية العملية التعليمية، حيث أشارت البيانات إلى أن ما نسبته 97% من المدارس في قطاع غزة تعرضت لأضرار متفاوتة، وأن معظم المساحات التعليمية المؤقتة تعمل في بيئات غير مثالية مثل الخيام أو مبانٍ متضررة، مع محدودية كبيرة في الموارد والتمويل. كما وثقت الورقة أن ما يقرب من 259,000 طفل/ـة تلقّوا خدمات تعليمية في 705 مساحة تعليمية مؤقتة حتى أغسطس 2025، رغم الظروف الإنسانية القاسية.

وأظهرت النتائج أن المنظمات الأهلية حققت مستويات متفاوتة من الالتزام بمعايير العمل الإنساني الأساسية، حيث عكست البيانات أداءً جيداً في مجالات مثل تعزيز القدرات المحلية بنسبة 80%، والتعلم والتحسين المستمر (77%)، والتنسيق مع وزارة التربية والتعليم والجهات الإنسانية (76%). وفي المقابل، كشفت الورقة عن فجوات ملحّة في محاور أخرى مثل إدارة الموارد (68%) والاستجابة في الوقت المناسب (67%)، نتيجة ضعف التمويل وصعوبة الوصول إلى المواد التعليمية والاحتياجات الأساسية للأطفال.

كما سلّطت الورقة الضوء على العديد من التحديات التي تواجه المساحات التعليمية، من أبرزها نقص الموارد بنسبة 97%، وعدم الاستقرار الأمني (90%)، وضعف البنية التحتية، إضافة إلى انقطاع الطلاب المتكرر عن التعليم بسبب النزوح والظروف الخطرة في الميدان. وأكدت الورقة أن هذه التحديات تهدد جودة التعليم وتحدّ من قدرة المؤسسات على تقديم خدمات تعليمية شاملة ومنصفة لجميع الفئات، بما في ذلك الأطفال ذوي الإعاقة والفتيات.

وطالبت الورقة بضرورة تعزيز الحماية للأطفال، وتأمين ممرات إنسانية آمنة تضمن وصولهم إلى المساحات التعليمية، وتوفير المواد التعليمية وأدوات التعلم الأساسية، إضافة إلى رفع مستوى التنسيق بين القطاعات المختلفة لضمان بيئة تعليمية آمنة وشاملة. كما شددت على أهمية بناء خطط طوارئ تعليمية مرنة، وتطوير برامج تدريب متخصصة للمعلمين على التعليم في الأزمات والدعم النفسي الاجتماعي.

وتختتم الورقة بالتأكيد على أن تعزيز جاهزية التعليم في قطاع غزة يتطلب استجابات أكثر تكاملاً، وتمويلاً مستداماً، ونهجاً تشاركياً يضع حقوق الأطفال وكرامتهم في صميم التدخلات الإنسانية.

 

 

اشترك في القائمة البريدية