شهدت جلسات ملتقى لمة صحافة بنسخته الثانية تفاعلاً كبيراً من قبل المشاركين والحضور الذين قدموا من مختلف محافظات الضفة الغربية، وخرجت بعدة توصيات ولعل أهمها، أهمية استمرار نقل الرسالة الإعلامية رغم كافة التحديات. وضرورة التركيز على فهم السياق في النقل والترجمة عن الإعلام العبري، خاصة في ظل عزل السردية والرواية الفلسطينية وتغييبها من الإعلام الإسرائيلي. رغم الضغوطات والتحديات الجمة التي تعصف بالصحفيات والانتهاكات إلا أنه هناك إصرار على إيصال الرسالة مع ضرورة توفير الحماية للصحفيات. وضرورة التفكير بإطار جديد لحل المشاكل التي تواجه الإعلام الفلسطيني، مع تعزيز حاضنات الإعلام الرقمي. وضرورة توفير إطار مؤسسي يوفر نوع من الأمان المهني والصحفي الصحفي المستقل.
واحتضن الملتقى الذي تم بث عدد من جلساته على الهواء مباشرة، ست جلسات بعناوين مختلفة عبرت عن العنوان الرئيس للملتقى (الإعلام الفلسطيني في زمن الإبادة)، وعقد الملتقى بالشراكة مع الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان "ديوان المظالم"، لإضفاء أبعاد قانونية وحقوقية على مجمل محاور وجلسات الملتقى التي تناقش حال الصحافة والصحفيين الفلسطينيين.
وجاءت الجلسة الأولى من دير البلح التي أدارتها نسمة حلبي، تحت عنوان الإعلام الفلسطيني بين نار الحرب وتحديات العصر وشارك فيها أمجد الشوا مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية نائب المفوض العام للهيئة المستقلة والصحفيان مروان الغول وسليمان حجة والصحفية ربا العجرمي.
الصحافة والتحول الرقمي تطلعات وتحديات، عنوان الجلسة الثانية التي أدارها مجيد صوالحة، وشارك فيها عبد الله زماري باحث في لمة صحافة، وإبراهيم ربايعة: أكاديمي وباحث وسماح وتد صحفية ومدربة، وعمار جاموس باحث حقوقي من الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان. أما الجلسة الثالثة والتي أدارها محمد فرحات فقد جاءت بعنوان الصحفيون المستقلون الحقوق والتحديات فقد شارك فيها الصحفيون المستقلون فراس طنينة، عزيزة نوفل، عرين ريناوي، ومصعب شاور. وجاءت الجلسة الرابعة بعنوان الترجمات عن الصحافة العبرية والسردية الفلسطينية، وأدارها عبد القادر بدوي، وشارك فيها نهرو جمهور صحفي مختص في الشأن الإسرائيلي، محمد هلسة باحث ومختص في الشأن الإسرائيلي، أحمد دراوشة صحفي مختص بالشأن الإسرائيلي وشيرين يونس صحفية وباحثة من الداخل الفلسطيني. أما الجلسة الخامسة والتي جاءت بعنوان الصحفيات الفلسطينيات بعد السابع من أكتوبر وأدارتها مريم عقل فقد تحدثت فيها كل من الصحفيات جيفارا البديري، سالي مؤقت، رشا حرز الله وحنين قواريق وسالي مؤقت.
وجاءت الجلسة الختامية جلسة المساءلة بعنوان الصحافة بين الحريات وحق الوصول للمعلومات، وأدارها محمد الرجوب بمشاركة كل من، الدكتور عمار دويك مفوض عام الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان
والأستاذ ناصر أبو بكر نقيب الصحفيين الفلسطينيين نبال ثوابته أستاذة الإعلام بجامعة بيرزيت والناطق باسم الحكومة الدكتور محمد أبو الرب.
وحول مشاركة ودور الهيئة المستقلة في هذا الملتقى، أشار إسلام التميمي مدير دائرة التوعية والتدريب والمناصرة في الهيئة، إلى أن الهيئة تضع ضمن أولوياتها الاستراتيجية تعزيز دور الإعلام الفلسطيني، لاسيما الإعلاميين الشباب، عبر إسنادهم بأدوات قانونية وحقوقية لمواجهة التحديات المتصاعدة في زمن التحولات الرقمية والذكاء الاصطناعي، وانطلاقًا من محاور الملتقى التي تناقش تحولات المشهد الإعلامي الراهن مع استمرار جريمة الإبادة الجماعية وتصاعد الانتهاكات بحق الصحافيين الفلسطينيين، وأيضاً مستقبل الصحافة مع الثورة التكنولوجية، مشدداً على أهمية بلورة بيئة ضامنة لحرية التعبير وحماية الصحفيين من الانتهاكات، إلى جانب الاستثمار في المعرفة الحقوقية الرقمية التي تتيح للإعلاميين القيام بدورهم في كشف الحقيقة وتعزيز المساءلة، فحماية الحق في الوصول إلى المعلومات وضمان أمن الفضاء الرقمي باتت من القضايا الاستراتيجية لمواكبة التغيرات الراهنة وبناء إعلام فلسطيني قادر على الصمود والاستدامة.