يستنكر مركز الميزان لحقوق الإنسان بأشد العبارات الجريمة البشعة التي نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي من خلال تعمدها استهداف صحافيي قناة الجزيرة أثناء تواجدهم في خيمتهم أمام مستشفى دار الشفاء غرب مدينة غزة، ما تسبب في استشهاد سبعة مواطنين من بينهم خمسة صحافيين، ومواصلة جريمة الإبادة الجماعية بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة.
ووفق المعلومات التي جمعها باحثو المركز، فقد قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلي، عند حوالي الساعة 23:20 من مساء أمس السبت الموافق 10/08/2025، خيمة صحافيين تتبع لقناة الجزيرة الفضائية، وكانت مقامة بالقرب من بوابة مجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة. وأسفر القصف المباشر عن استشهاد 7 مواطنين من بينهم 5 صحافيين، وإصابة عدد آخر من المواطنين من بينهم الصحافي محمد أحمد محمد صبح (37 عاماً) وهو مراسل قناة الكوفية.
في حين استشهد كل من الصحافي مراسل قناة الجزيرة، أنس جمال محمود الشريف (29 عاماً)، والصحافي مراسل قناة الجزيرة أيضاً، محمد محمد قاسم قريقع (34 عاماً)، ومصوري الجزيرة، إبراهيم عبد الكريم محمد ظاهر (26 عاماً)، ومؤمن زياد محمد عليوة (24 عاماً)، ومساعد طاقم الجزيرة، محمد رياض عبد الله نوفل (30 عاماً)، ومحمد عبد المجيد حسن الخالدي (39 عاماً)، ويعمل في منصة ساحات، وصابر نايف سعد جندية (24 عاماً) وهو أحد المارة.
وبحسب الصحافي سائد حسب الله، عند حوالي الساعة 11:20 من مساء يوم الأحد الموافق 10/8/2025، وبينما كنت جالساً في خيمة تتبع للصحافيين أمام بوابة مستشفى الشفاء، وهناك أكثر من خيمة تعود لعدة قنوان ووكالات أنباء، فجأة سمعت صوت انفجار قوي، خرجت من الخيمة التي كنت فيها، لأجد أن خيمة قناة الجزيرة قد استهدفت بالقصف، وكانت النيران مشتعلة فيها، لحظات وكان الجميع متجمعاً أمام الخيمة المستهدفة، وكنت في حالة صدمة شديدة، إذ كنت أعلم أن الزملاء أنس الشريف، ومحمد قريقع كانا متواجدين بالخيمة، والصدمة كانت حينما وجدتهم عبارة عن جثث هامدة جراء الاستهداف هم وزملاء آخرين، أصبحت أخاف من مهنتي، إذ يشكل الصحافي الفلسطيني هدفاً لقوات الاحتلال على الدوام.
تجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها قوات الاحتلال طواقم الجزيرة في غزة، حيث سبق أن استهدفت مراسل قناة الجزيرة وائل الدحدوح، وابنه حمزة الدحدوح، ومصور القناة سامر أبو دقة، والمراسل حسام شبات، وأحمد اللوح، وإسماعيل الغول، وغيرهم، في عمليات تصفية ممنهجة. وبحسب قناة الجزيرة فإن قوات الاحتلال قتلت 11 من العاملين في قناة الجزيرة في غزة على مدار حرب الإبادة. في حين سبقت عملية الاستهداف حملة تحريض وتهديد وتشويه إسرائيلية مكثفة من قبل مستويات سياسية وعسكرية إسرائيلية طالت مراسل قناة الجزيرة أنس الشريف، ما يؤكد نية الجرم، والعلاقة بين الخطاب التحريضي والتنفيذ الميداني.
هذا وتواصل قوات الاحتلال جرائمها المنظمة بحق الصحافيين الفلسطينيين، بهدف منعهم من مواصلة عملهم في نقل حقيقة ما يحدث على أرض الواقع، وتهاجم قوات الاحتلال الصحافيين بالرغم من وضوح هويتهم، التي تميزها شارة الصحافة الظاهرة على ستراتهم وخوذاتهم ومركباتهم ومعداتهم الصحفية، كما هاجمت عدد كبير من عائلات الصحافيين في عمليات قصف مباشرة لمنازلهم ومنازل ذويهم، دون أي مبرر سوى إيقاع الأذى البليغ بهم وبأسرهم، وفي محاولة لردعهم ومعاقبتهم على استمرارهم في نقل الحقيقة، وفي الوقت ذاته تمنع منذ أكتوبر 2023، وحتى الآن الطواقم الصحفية الدولية من الوصول إلى غزة لتغطية ما ترتكبه من جرائم. وبحسب آخر احصائيات رصدها مركز الميزان، فإن قوات الاحتلال قتلت منذ أكتوبر 2023، وحتى الآن (238) صحافياً وصحافية، وعاملاً في حقل الإعلام.
مركز الميزان لحقوق الإنسان إذ يدين بأشد العبارات الجرائم الإسرائيلية المستمرة بحق المدنيين الفلسطينيين في الأرض الفلسطينية المحتلة، لا سيما الهجمات على الصحافيين الفلسطينيين في قطاع غزة، فإنه يطالب بضرورة تحرك المجتمع الدولي، وبشكل عاجل، من أجل وقف جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي، وإنهاء الظروف غير الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة من بينهم الصحافيين، ووضع حد لمعاناة أكثر من 2 مليون فلسطيني تمارس بحقهم الإبادة.
والمركز إذ يطالب المحكمة الجنائية الدولية باتخاذ خطوات فعالة وعاجلة للتحقيق في الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال لا سيما تجاه الصحافيين الفلسطينيين، فإنه يحث الدول الأطراف في المحكمة الجنائية والمجتمع الدولي بالقيام بواجبها في ملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين ومن أمروا بارتكاب هذه الجرائم على الملأ، واتخاذ التدابير الفورية التي من شأنها توفير الحماية للصحافيين والمدنيين. ويؤكد المركز على أن الهجمات ضد الصحافيين في قطاع غزة تهدف إلى الاستفراد بالضحية، وتغييب نقل وقائع الإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال ضد المدنيين في قطاع غزة.
كما يدعو الميزان صحافيي العالم إلى التضامن مع زملائهم الصحافيين الفلسطينيين، والتحرك لوقف جريمة الإبادة الجماعية، وضمان أن تتخذ الدول التدابير الكفيلة بإنهاء الاحتلال تطبيقاً للرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية، وملاحقة كل من يشتبه بارتكابهم جرائم حرب.