أطلق قطاع المرأة في شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية نداءً عاجلاً إلى المجتمع الدولي يُطالبه بإنهاء العدوان الاسرائيلي ورفع الحصار وفتح المعابر وإدخال المساعدات والعمل الفوري لإفشال المخطط الإجرامي الذي أقرّه المجلس الوزاري المصغّر لحكومة الحرب الإسرائيلية في 8 أغسطس 2025، والقاضي بإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل، وتهجير أكثر من مليون فلسطيني قسراً من مدينة غزة وشمالها إلى الجنوب.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي نظمه قطاع المرأة في شبكة المنظمات الأهلية في مقر الشبكة بمدينة غزة بمشاركة المنظمات الاهلية النسوية وممثلي منظمات أهلية وحقوقية، معتبراً أن المخطط ليس سوى فصل جديد من جريمة تطهير عرقي وإبادة جماعية مكتملة الأركان.
وفي كلمتها أكدت منسقة قطاع المرأة بالشبكة آمال صيام أن هذا المؤتمر جاء لرفع صوت نساء غزة عالياً للمطالبة بوقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق أكثر من مليوني فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال المستمرة منذ 675 يوماً، ارتكب فيها جيش الاحتلال الإسرائيلي أبشع جرائم الإبادة الجماعية وسياسة الحصار والتجويع ومنع الرعاية الصحية، وفقدنا خلالها 12,700 امرأة، و18 ألف طفل، فيما انضمت 15 ألف امرأة إلى النساء الأرامل تُركن في مواجهة الفقر والتجويع والتشرد والنزوح ورعاية أسرهن وحدهن.
وأكدت صيام أننا أتينا اليوم لنقول بصوت عالي "لا لاحتلال مدينة غزة وإعادة السيطرة عليها" ونؤكد على رفضنا بشدة للمخطط الإجرامي الذي أقرّه المجلس الوزاري المصغّر لحكومة الحرب الإسرائيلية، الذي يمثل تعميقًا لحرب الإبادة والتهجير القسري، وسيكون له تبعات كارثية على الشعب الفلسطيني خاصة على أكثر من مليون مواطن في شمال قطاع غزة سيضطرون إلى النزوح إلى منطقة تقل مساحتها عن 5% من القطاع، وما يتبعه من خسائر فادحة في الأرواح وتدمير لكل معالم الحياة في قطاع غزة في انتهاك صارخ لكافة القوانين والأعراف الدولية.
ومن جهتها تلت سحر ياغي مديرة جمعية الدراسات النسوية الفلسطينية البيان الصادر عن قطاع المرأة في شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية حيث أكدت فيه على أن إعلان الاحتلال السيطرة الكاملة على غزة، بدءاً بمدينة غزة، ليس خطوة عسكرية عابرة، بل تنفيذ ممنهج لخطة تهجير قسري وتصفية وجود الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، تُنفذ على مرأى ومسمع العالم أجمع، وبدعم وتواطؤ دولي مكشوف.
وأشارت ياغي إلى أن الاحتلال لا يقتلنا بالصواريخ والقذائف فقط، بل يقتلنا جوعاً وبطئاً. حيث يمنع دخول المساعدات، فيضطر أطفالنا لأكل خبز فاسد، ويُحرمون من الحليب، ونضطر لدفنهم بأيدينا، ومع ذلك، نعلنها بوضوح: لن نرحل، ولن ننكسر، وسنبقى على أرضنا مهما كانت التضحيات.
ودعت ياغي جميع نساء ورجال العالم، وكل أحرار الأرض بألا يكونوا شركاء في الجريمة بصمتهم. وألا يتركوا غزة وحدها. فالتاريخ سيسجل كل موقف، والإنسانية الحقيقية تُقاس اليوم، هنا، بمواقفكم ووقوفكم مع الحق، فالصمت أمام الجريمة مشاركة فيها.
وطالب البيان بالوقف الفوري والشامل للإبادة الجماعية بحق شعبنا الفلسطيني في غزة. وإدانة ورفض مخططات الاحتلال الإسرائيلي بالسيطرة واحتلال مدينة غزة أو أي جزء من القطاع.
كما طالب بتوفير حماية دولية عاجلة وفعّالة لكل قطاعات شعبنا، بما فيها النساء والفتيات والأطفال والشيوخ والرجال، رفع الحصار الإسرائيلي وفتح المعابر فوراً وتوفير ممرات إنسانية آمنة لإيصال الغذاء والدواء والرعاية الصحية، خاصة للحوامل والمرضعات وضحايا العنف.
وفيما يلي نص البيان الصادر عن قطاع المرأة في شبكة المنظمات الأهلية:
لا للإبادة الجماعية قتلاً وتجويعاً وتشريداً في غزة
نحن ممثلات منظمات المرأة في قطاع غزة، نطلق اليوم صرخة مدوّية إلى العالم أجمع، نفضح فيها ونُدين ونستنكر ونرفض بشدة المخطط الإجرامي الذي أقرّه المجلس الوزاري المصغّر لحكومة الحرب الإسرائيلية في 8 أغسطس 2025، والقاضي بإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل، وتهجير أكثر من مليون فلسطيني/ة قسراً من مدينة غزة وشمالها إلى الجنوب. هذا المخطط ليس سوى فصل جديد من جريمة تطهير عرقي وإبادة جماعية مكتملة الأركان.
منذ 675 يوماً من العدوان المتواصل، حوّل جيش الاحتلال الإسرائيلي غزة إلى مقبرة جماعية، دمر خلالها 85% من البنية التحتية المدنية، وقتل 61,369 شهيداً، وأصاب 152,850 شخصاً، بينهم ما يزيد عن 50 ألف حالة إعاقة دائمة. وبين هؤلاء، نحن النساء ندفع الثمن الأكبر، فأكثر من 28,000 امرأة وفتاة استشهدن، وأكثر من 15,000 أرملة تُركن في مواجهة الفقر والتشرد ورعاية أسرهن وحدهن.
كما ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي واحدة من أبشع الجرائم بحق الطفولة في التاريخ المعاصر، إذ استشهد أكثر من 18,000 طفل، كثير منهم مع عائلاتهم كاملة تحت الأنقاض، في انتهاك صارخ لكل القوانين والأعراف الدولية، محوّلاً أحلامهم الصغيرة إلى صور مؤلمة على جدران الذاكرة الفلسطينية.
واليوم، تعيش في غزة 55,000 امرأة حامل تحت تهديد الموت في أي لحظة، بسبب سياسة الحصار والتجويع ومنع الرعاية الصحية، في جريمة إبادة إنجابية غير مسبوقة. فالمستشفيات دُمرت، والأدوية وأدوات التعقيم والتخدير مُنعت، والنساء يُجبرن على الولادة في ظروف كارثية، فيما يولد 160 طفلاً يومياً يواجهون الموت منذ اللحظة الأولى بسبب نقص الحليب الغذائي والطبيعي.
الاحتلال الإسرائيلي لا يقتلنا بالصواريخ والقذائف فقط، بل يقتلنا جوعاً وبطئاً. ويمنع دخول المساعدات، فيضطر أطفالنا لأكل خبز فاسد، ويُحرمون من الحليب، ونضطر لدفنهم بأيدينا، ومع ذلك، نعلنها بوضوح: لن نرحل، ولن ننكسر، وسنبقى على أرضنا مهما كانت التضحيات.
إن إعلان الاحتلال السيطرة الكاملة على غزة، بدءاً بمدينة غزة، ليس خطوة عسكرية عابرة، بل تنفيذ ممنهج لخطة تهجير قسري وتصفية وجودنا، تُنفذ على مرأى ومسمع العالم، وبدعم وتواطؤ دولي مكشوف.
إننا في قطاع المرأة بشبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، كممثلات عن المرأة في قطاع غزة، نطالب في هذا النداء العاجل والمباشر بما يلي :
- الوقف الفوري والشامل للإبادة الجماعية بحق شعبنا الفلسطيني في غزة.
- إدانة ورفض مخططات الاحتلال باحتلال مدينة غزة أو أي جزء من القطاع.
- توفير حماية دولية عاجلة وفعّالة لكل قطاعات شعبنا، بما فيها النساء والفتيات والأطفال والشيوخ والرجال.
- رفع الحصار الإسرائيلي وفتح المعابر فوراً.
- فتح ممرات إنسانية آمنة لإيصال الغذاء والدواء والرعاية الصحية، خاصة للحوامل والمرضعات وضحايا العنف.
- إجراء تحقيق دولي عاجل، والسماح بدخول الصحفيين لتوثيق الجرائم، ومحاسبة الاحتلال على كل ما ارتكبه من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
إلى نساء ورجال العالم، إلى كل أحرار الأرض:
لا تكونوا شركاء في الجريمة بصمتكم. لا تتركوا غزة وحدها. التاريخ سيسجل كل موقف، والإنسانية الحقيقية تُقاس اليوم، هنا، بمواقفكم ووقوفكم مع الحق، فالصمت أمام الجريمة مشاركة فيها.
المؤسسات والمراكز النسوية في قطاع المرأة بشبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية