أصدرت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية (PNGO) ورقة سياسات بعنوان " فاعلية المساعدات الإنسانية المقدمة من المنظمات الأهلية في قطاع الأمن الغذائي وسبل تعزيزها" حيث يشهد القطاع تدهورًا حادًا في الأوضاع المعيشية، لا سيما في مجال الأمن الغذائي، حيث يُعد الأمن الغذائي أحد الأعمدة الأساسية للاستقرار المجتمعي والاقتصادي، ومن هذا المنطلق تتزايد الحاجة إلى تدخلات إنسانية فعّالة وسريعة للتخفيف من تداعيات الأزمة الراهنة.
وتهدف هذه الورقة إلى تقييم فعالية المساعدات الإنسانية المقدمة من قبل المنظمات الأهلية في مجال الأمن الغذائي، وتحديد السبل التي يمكن من خلالها تعزيز جودة هذه المساعدات واستدامتها، كما تسعى إلى توفير إطار عملي يدعم اتخاذ القرارات المبنية على البيانات، ويُسهم في تطوير استجابة إنسانية أكثر تكاملاً وتأثيرًا خلال الأزمة الراهنة.
وخلصت الورقة إلى تأثرت كفاءة وفعالية المساعدات الإنسانية المقدمة من المنظمات الأهلية في قطاع الأمن الغذائي خلال الحرب الحالية على غزة بعدة عوامل رئيسية حيث انتهج الاحتلال الإسرائيلي خلال حربه على قطاع غزة سياسة تدمير ممنهج للأراضي الزراعية، والقيود المفروضة على التنقل نتيجة الحصار والقصف المستمر، وتدمير البنية التحتية مما يعرقل عمليات الإغاثة بشكل كبير، كما أدى انهيار أنظمة المياه والصرف الصحي بسبب الحرب إلى تفشي واسع للأمراض، مما ترك تأثيراً مباشراً على الصحة العامة والتغذية، خاصة بين الأطفال، والجدير بالذكر، تُعد سرقة المساعدات الغذائية واحدة من أبرز العوامل المؤثرة على كفاءة وفاعلية المساعدات الإنسانية، حيث يتطلب التعامل مع هذه التحديات جهودًا دولية منسقة للتغلب على تأثيرات الحصار، وإعادة بناء البنية التحتية، وضمان وصول المساعدات إلى الفئات الأكثر احتياجًا.
في ضوء تحليل السياسات الحالية والتحديات على المساعدات الإنسانية المقدمة من المنظمات الأهلية في قطاع الأمن الغذائي، توصي هذه الورقة بضرورة تبني مجموعة من السياسات التي تهدف إلى تحسين فعالية هذه المساعدات من خلال تعزيز مشاركة المجتمع المحلي في عملية اتخاذ القرارات لضمان تلبية احتياجاته بشكل دقيق وفعّال، وتحسين دقة عمليات تقييم الاحتياجات من خلال إشراك المجتمع المحلي واستخدام بيانات حديثة وتقنيات جمع المعلومات الحديثة.
كما يجب تعزيز المساءلة والشفافية في توزيع المساعدات، بما في ذلك مكافحة الفساد ووضع آليات رقابة فعالة، وضرورة الضغط من قبل المجتمع الدولي على الاحتلال لوقف حرب الإبادة لفتح المعابر وزيادة تدفق المساعدات الإنسانية بالإضافة لتكثيف الجهود من أجل تعزيز صمود المجتمعات الهشة من خلال زيادة المساعدات الإنسانية المقدمة ومراعاة احتياجاتهم وخاصة الأطفال والأشخاص ذوي الإعاقة.