جمعية نوى تطلق أول ألبوم غنائي تراثي لأغاني النساء في قطاع غزة

في إطار حفظ الموروث الشفوي والتراثي لمنطقة دير البلح وسط قطاع غزة، أطلقت جمعية نوى للثقافة والفنون بالشراكة مع جفرا للإنتاج الموسيقي ألبوم "دابا يا قلبي دابا" الذي يحتوى على مجموعة من أغاني النساء، التي تعكس تراث وعادات وتقاليد مدينة دير البلح الساحلية بما يحمل إرثها التاريخي من تنوع ثقافي ومجتمعي تأثر بمرور العديد من الحضارات على مر الزمن.
تمكنت جمعية نوى للثقافة والفنون وبجهود مجموعة من الشباب/ات الذين تطوعوا بكل حب وتفانٍ من جمع وتوثيق عشرات الأغاني من أفواه الجدات حاملات التراث، والتي عكست مظاهر الحياة اليومية في المناسبات المختلفة ومدى الترابط المجتمعي في المنطقة طوال السنين، ويعزز ذلك دور الجيل القادم في الحفاظ على هويتهم وتراثهم الأصيل. 

كما وتُعد الأغنية الشعبية أحد عناصرالتراث الثقافي غير المادي الذي يوثق القصص والعادات المرتبطة بكل مناحي الحياة في أوقات الفرح والحج والمولود وجميع المناسبات، وبالوقوف على محتواها يساعد في التعرف على طرائق الحياة والعادات والشخصيات المؤثرة في ذلك الوقت، حيث أن بعض هذه الأغنيات مثلت فلسطين قبل النكبة والتي لم تُوثق بأي شكل من الأشكال من قبل، وتلك الأغاني تعزز الرواية الفلسطينية وتثبت أصالتها وعراقتها قبل وجود الاحتلال.  

وتتميز الأغاني الشعبية في مدينة دير البلح عن باقي المناطق الفلسطينية بسمات خاصة على المستوى الفني  من حيث المقام والإيقاع، نتيجة أسباب عدة منها موقع قطاع غزة الجعفرافي وقربها من مصر بالإضافة إلى طبيعة المناخ والبيئة الاجتماعية التي تؤثر على طبيعة المحتوى، كما وبذلت جمعية نوى للثقافة والفنون جهود كبيرة حيث وضعت بند توثيق الموروث الشفوي ضمن الخطة الإستراتجية للنوى للأعوام القادمة لوجود حاجة ملحة لتوثيق الموروث الشفوي الخاص بمدينة دير البلح على وجه الخصوص. 

يحتوى الألبوم على ثماني أغانٍ  منها "ما بريدو" و"نهورة" و"صف البراري" التي  تتميز بها دير البلح ولها رقصة خاصة، تُغنى في مناسبة ليلة حنة العروس، ويتم فيها الاحتفاء بالعروس وتُزين كفيها بالحناء بحضور النساء من الأهل والأقارب والأصدقاء. وفيها تصطف النساء في صفين متقابلين مناصفة وتتشابك الأيدي على الأكتاف، ويتبادلون الأدوار بغناء الأبيات بالتتابع، بحيث تقوم النساء في الصف الثاني المقابل بالرد وبترديد الأبيات، ويقومون بأدائها طوال الليل حتى الفجر لكثرة الأبيات المغناة ويتخلل أدائها الضحك وطاقة الفرح الكبيرة. 

ويأتي العمل بدعم من مؤسسة دروسوس والتي تؤمن بأهمية صناعة وعي جديد للجيل القادم قادر على بناء المستقبل ومحافظًا على الأصالة من خلال التفاعل والنمو ما بين اليافعين وذويهم.

 

 

اشترك في القائمة البريدية