دانت الحملة العربية للتعليم للجميع والائتلافات التربوية العربية، استمرار الاحتلال الإسرائيلي في جرائمه ضد الشعب الفلسطيني، وخاصة الأطفال، واستهدافه اليوم بالقصف منازل وبيوت المدنيين، بالإضافة لتعرض عدد من المؤسسات التعليمية والمدارس لأضرار جسيمة نتيجة القصف الهمجي من قبل طائرات الاحتلال الإسرائيلي.
وتحمل الحملة العربية للتعليم للجميع، الكيان الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذه الانتهاكات والجرائم، وما يسببه من خسائر وتداعيات محتملة في ظل العدوان والغارات المستمرة والمتكررة بحق الفلسطينيين في القطاع، وفي كافة أرض دولة فلسطين المحتلة.
وتؤكد الحملة العربية للتعليم للجميع أن استهداف المنازل والمدارس والمؤسسات المدنية ومقار المؤسسات الإعلامية والصحفية وغيرها من الأهداف المدنية هو جريمة حرب لا يمكن السكوت عنها وانتهاك واضح للقانون الدولي، ولواجبات الكيان الإسرائيلي، كقوة احتلال في حماية المنشآت التعليمية خلال النزاعات المسلحة، مشيرة إلى أنه يشكل كذلك اعتداء على الحق في التعليم ومخالفة صريحة لحصانات وامتيازات منظمة الأمم المتحدة، ومؤسساتها بما فيها الأونروا.
وتشدد الحملة العربية للتعليم للجميع، على أن تجاهل المجتمع الدولي لواجباته في حماية الشعب الفلسطيني ولاجئيه وأطفاله، وحقهم الأساسي في تقرير المصير والعودة، وعدم اتخاذ إجراءات وخطوات واضحة نحو تحقيق حقوقهم، وإعمال قرارات الشرعية الدولية، يشجع الاحتلال على الإمعان في جرائمه يوماً بعد يوم، فهذه الحرب تأتي في سلسلة حروب دامية طالت قطاع غزة المحاصر ظلماً في انتهاك صريح لكافة المواثيق والمعاهدات والاتفاقيات والقرارات الدولية ذا الصلة بالقضية الفلسطينية.
وطالبت الحملة العربية للتعليم المجتمع الدولي والأمين العام للأمم المتحدة واليونيسكو، بالخروج عن صمتهم وإدانة الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال بشكل مستمر وممنهج وواسع النطاق ضد حقوق الشعب الفلسطيني، وضد المؤسسات التعليمية والأطفال، والتحقيق فيها، ووضع الكيان الإسرائيلي محل المساءلة والمحاسبة، وإنهاء حقبة الإفلات من العقاب على هذه الجرائم، بما فيها ضرورة إدراج هذا الكيان، وأدواته الاحتلالية المختلفة، وجيشه والمستوطنون الإرهابيون على قائمة الأمم المتحدة للجهات التي تنتهك حقوق الأطفال أثناء النزاعات المسلحة.
كما وتطالب الحملة العربية للتعليم للجميع بأن تدرج اعتداءات قوات الاحتلال المتكررة ضد المؤسسات التعليمية تحت قرار الجمعية العامة في الأمم المتحدة الذي اتخذ في دورتها الرابعة والسبعون اعتماد اليوم الدولي لحماية التعليم من الهجمات، حيث يؤكد هذا القرار على حق التعليم للجميع، وأهمية ضمان بيئات تعلم آمنة ومواتية في حالات الطوارئ الإنسانية والنزاعات والحروب. والاستمرار في حشد التأييد الدولي من أجل ضمان المساءلة عن هذه الهجمات المستمرة والمتعمدة على التعليم، والعنف المسلح الذي يعاني منه الأطفال في قطاع عزة. بالإضافة لتسليط الضوء على معاناة الأطفال الفلسطينيين المتضررين، وحاجتهم الملحة إلى الدعم التعليمي، والالتزام بآليات فعالة لمساءلة مرتكبي هذه الهجمات، ووضع حد لإفلاتهم من العقاب.
وتؤكد الحملة العربية للتعليم للجميع على أن التعليم يوفر الاستقرار والأمل لمستقبل أفضل للأطفال الفلسطينيين الذين يتعرضون للخطر في كافة الأراضي الفلسطينية والقدس، ويتأثرون بإجراءات وممارسات قوات الاحتلال الإسرائيلي المستمرة والهمجية.
وترى الحملة العربية للتعليم للجميع وشركائها أن هذه الأزمة فرصة لتسليط الضوء على معاناة أكثر من 1.6 مليون طالب فلسطيني، والذين هم بحاجة ماسة للدعم في مجال التعليم بسبب تعرضهم لأزمات مختلفة نتيجة الاحتلال.
وتؤكد الحملة العربية للتعليم للجميع وشركائها أن منظمات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي يتحمل المسؤولية الأساسية لتوفير الحماية وضمان التعليم الجيد المنصف والشامل لكل المتعلمين الفلسطينيين وعلى جميع المستويات، وخاصة الذين يمرّون بظروف حرجة، كما وتشدد الحملة على ضرورة تكثيف الجهود المبذولة في هذا الصدد وزيادة التمويل المخصّص لتعزيز بيئة مدرسية آمنة ومحصّنة في حالات الطوارئ الإنسانية، وذلك من خلال اتخاذ جميع التدابير الممكنة لحماية المدارس والمتعلمين والطواقم التربويّة من الهجمات الاسرائيلية، والامتناع عن الإجراءات التي تعوق وصول الأطفال إلى التعليم، وتيسير الوصول إلى التعليم في حالات النزاع المسلح كالتي يمر فيها قطاع غزة حالياُ.
وتؤكد الحملة العربية للتعليم للجميع أن المنظمات الدولية وثقت أكثر من 100 هجوم على المدارس الفلسطينية بشكل متكرر في الفترة من 2017 إلى 2019، نتيجة اعتداءات متكررة لقوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين الإسرائيليين، كما أفاد تقرير "الهجوم على التعليم 2020" أن الغارات الجوية الإسرائيلية في غزة ألحقت أضرارًا بأكثر من 35 مدرسة بين عامي 2017 و2019، وقد تأثر نتيجة كل هذه الأحداث أكثر من 27000 طالب فلسطيني.
وتؤكد الحملة العربية للتعليم للجميع وشركائها، أنه وفي ضوء كل هذه المعطيات الخطرة أنه لا تؤدي الهجمات على المدنيين والتعليم إلى قتل أو إصابة الطلاب والمعلمين كأفراد فحسب، بل أنها تؤثر أيضا على المجتمعات لسنوات. مع تدمير المباني أو المواد التعليمية وعيش الطلاب والمعلمين في خوف، تضطر المدارس والجامعات للإغلاق ولا يستأنف بعض الطلاب تعليمهم، ومن شأن ذلك أن يعيق التنمية على المدى الطويل.
وأخيراً، تدعوا الحملة العربية للتعليم للجميع وشركائها كافة منظمات المجتمع المدني العربية للمشاركة في حملتها الإقليمية لمناصرة التعليم في قطاع غزة تحت شعار (#أوقفوا_الهجوم_على_التعليم_في_غزة) (#StopAttackOnEducationInGaza) والتي بدأت فعالياتها مع إطلاق هذا البيان، ستشمل الحملة مجموعة من الفعاليات الوطنية والإقليمية التي تسلط الضوء على أثار الهجوم على التعليم في غزة، وكيف يمكن أن نحمي الحق في التعليم، ونرفع صوتنا عالياً في وجهة الاحتلال التي ينتهك هذا الحق لنقول له "كفى".