تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدافها المدنيين الفلسطينيين المشاركين في المسيرات السلمية على امتداد السياج الفاصل شرق قطاع غزة للجمعة الخامسة والعشرين على التوالي. وتستخدم القوة المفرطة والمميتة في تعاملها مع الأطفال والنساء والشبان المشاركين في تلك المسيرات، كما تستهدف الطواقم الطبية والصحفيين. وقد تسبب استخدام القوة خلال فعاليات الجمعة الرابعة والعشرين، في قتل ثلاثة فلسطينيين أحدهما طفل وإصابة (172)، من بينهم (25) طفلاً، و(4) سيدات، و(5) مسعفين/ ات، ومن بينهم (104) أصيبوا بالرصاص الحي، من بينهم (14) طفلاً، وسيدة واحدة.
وتشير أعمال الرصد والتوثيق، التي يواصلها مركز الميزان لحقوق الإنسان، إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة عند السياج الفاصل شرق محافظات غزة، فتحت نيران اسلحتها عند حوالي الساعة16:15 من مساء اليوم الجمعة الموافق 14/09/2018، مستخدمة الرصاص الحي، والرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الغاز المسيلة للدموع تجاه المشاركين في مسيرات العودة على طول السياج الفاصل شرقي قطاع غزة.
وتسبب استخدام القوة المفرطة والمميتة في سقوط عشرات القتلى والجرحى، وفي هذا السياق أعلنت المصادر الطبية في مستشفى غزة الأوروبي عند حوالي الساعة 18:00 من مساء الجمعة نفسه عن استشهاد هاني رمزي محمد عفانة (21 عاماً) من سكان مدينة رفح، جراء إصابته بعيار ناري في الصدر، عند حوالي الساعة 17:25، أثناء مشاركته في مسيرة العودة شرق محافظة رفح.
وفي السياق نفسه أعلنت المصادر الطبية في ستشفى شهداء الأقصى، عن استشهاد محمد خليل غازي شقورة (20 عاماً) من سكان مخيم المغازي، بعد إصابته بعيار ناري في الصدر عند حوالي الساعة 18:40 من مساء الجمعة نفسه، خلال مشاركته في مسيرة العودة شرق مخيم البريج، حيث وصل المستشفى جثة هامدة.
كما أعلنت المصادر الطبية في المستشفى الإندونيسي عند حوالي الساعة 17:30 من مساء اليوم نفسه عن وصول الطفل شادي عبد العزيز محمود عبد العال (12 عاماً) من سكان الفاخورة في مخيم جباليا جثة هامدة، جراء ارتطام جسم صلب برأسه تسبب في كسر في الجمجمة وأحدث نزيفاً داخلياً أدى إلى الوفاة. يذكر أن الطفل كان يشارك في مسيرة العودة شرق جباليا في محافظة شمال غزة.
وواصلت قوات الاحتلال استهداف الطواقم الطبية، حيث أصيبت المسعفة سلوى محمد نظمي جنيد، (20 عاما) والعاملة ضمن طواقم وزارة الصحة بقنبلة غاز بشكل مباشر في القدم اليسرى، والمسعفة ريم منصور عبد الجواد شتات، (20 عاما) المسعفة في فريق المسعف المتطوع بقنبلة غاز بشكل مباشر في الحوض، والمسعف محمد إبراهيم عبد الفتاح كتكت، (46 عاماً) من طواقم الدفاع المدني بعيار ناري في الذراع الأيسر، وثلاثتهم أصيبوا في مسيرة العودة شمال غزة. فيما أصيب المسعف زهير محمود الشيخ (جودة)، (30 عاماً) من طاقم فريق الشباب التطوعي الفلسطيني بعيار ناري في الساق اليمنى، شرق رفح، والمسعفة دينا ابراهيم حسن سالم، (22 عاما) المتطوعة في الهلال الأحمر الفلسطيني بقنبلة غاز بشكل مباشر في الفخذ اليسرى، شرق مخيم البريج. يذكر أن المسعفين/ ات أصيبوا خلال محاولاتهم إسعاف الجرحى والمصابين من المشاركين في مسيرات العودة.
وبحسب توثيق مركز الميزان لحقوق الإنسان، فقد بلغت حصيلة ضحايا الانتهاكات الإسرائيلية في قطاع غزة منذ بدء مسيرات العودة بتاريخ 30/03/2018، وحتى إصدار البيان، (186) شهيداً، من بينهم (135) قتلوا خلال مشاركتهم في مسيرات العودة، من بينهم (26) طفلاً، و(3) من ذوي الإعاقة، و(3) مسعفين، وصحافيين، وسيدة. كما أصيب (9543)، من بينهم (1754) طفلاً، و(417) سيدة، و(112) مسعفاً، و(86) صحافي، ومن بينهم (5414) أصيبوا بالرصاص الحي، من بينهم (885) طفلاً، و(113) سيدة
مركز الميزان لحقوق الإنسان إذ يجدد استنكاره الشديد لاستهداف المدنيين العزل المشاركين في المسيرات السلمية، وتكرار استهداف العاملين في الطواقم الطبية، على رغم التزامهم بالحيادية الطبية، فإنه يكرر إدانته واستنكاره سلوك قوات الاحتلال، وتعمدها إيقاع القتلى والجرحى في صفوف المدنيين من دون اكتراث لقواعد القانون الدولي الإنساني ومبادئ القانون الدولي لحقوق الإنسان.
وعليه فإن مركز الميزان لحقوق الإنسان يجدد مطالباته المتكررة المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لحماية المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والعمل على وقف انتهاكات قوات الاحتلال، وإعمال مبدأ المحاسبة، وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه الأصيل في تقرير مصيره.
ومركز الميزان يعيد التأكيد على أن صمت المجتمع الدولي شجع - ولم يزل –قوات الاحتلال على مواصلة وتصعيد انتهاكاتها الجسيمة والمنظمة لقواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان ولاسيما استخدام القوة المفرطة والمميتة في استهداف المشاركين في المسيرات السلمية التي تعتبر حقاً يحميه القانون الدولي.
كما يشدد مركز الميزان على ضرورة العمل على إنهاء حصار غزة، ووقف تداعياته الإنسانية الكارثية على السكان في قطاع غزة، الأمر الذي يسهم في استمرار تدهور الأوضاع الإنسانية وحالة حقوق الإنسان.