مؤسسة الضمير في ذكرى وعد بلفور تحث المجتمع الدولي لإعادة الاعتبار لحقوق الشعب الفلسطيني

يصادف اليوم الخميس الموافق 02 نوفمبر (تشرين الثاني) 2017 ذكرى صدور وعد  بلفور قبل مائة عام، وهي مناسبة يحييها الشعب الفلسطيني سنوياً رفضاً منه لمضامين الرسالة التي أرسلها آرثر جيمس بلفور إلى اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد يشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.


حيث تعهدت الحكومة البريطانية من خلال وعد بلفور بأمرين اثنين، أولهما بذل أفضل المساعي والجهود من أجل إقامة وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين. وثانيهما عدم السماح بأي إجراء يلحق الضرر بالحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين نتيجة إنشاء الكيان الجديد.


إن وعد أو تصريح بلفور قد صادر حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره ، وخلق معاناة اللاجئين الفلسطينيين الذين هجروا من منازلهم إبان الحروب الإسرائيليةالمتكررة، كما وضع المدنيين الفلسطينيين تحت ظلم سلطات الاحتلال الاسرائيلي ، التي أخذت تنتهك وعلى مدار فترة الاحتلال وحتى يومنا هذا كافة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها حقه في تقرير المصير، كما انتهكت الحق في الحياة والحرية، والتعبير عن الرأي، والمحاكمة العادلة، والتحرر من التعذيب وكافة الحقوق التي تضمنتها منظومة حقوق الإنسان القائمة على حماية جميع بني البشر من انتهاك جميع هذه الحقوق، والتي تشمل الحقوق السياسية والمدنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وهي حقوق يجري انتهاكها يومياً من قبل قوات الاحتلال وسلوكه الإجرامي والقمعي، خاصة في الآونة الأخيرة التي ازداد فيها الإجرام الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين، هذا الإجرام الذي افشل كافة الجهود الرامية لتحقيق السلام العادل والشامل والدائم.


تأتي هذه المناسبة مع استمرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي تنكرها لكافة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، حيث تتنكر لحق عودة اللاجئين الفلسطينيين، المنصوص عليه في قرار الجـمعيـة العامة للأمم المتحدة رقم 194 الصادر بتاريخ 11 كانون الأول 1948، كما تستمر دولة الاحتلال اعتماد سياسات تتنافى والقانون الدولي، من أبرز هذه السياسيات مخالفه دولة الاحتلال لمبدأ عدم جواز ضم الأقاليم المحتلة إلى أراضي دولة الاحتلال، وعدم التزامها باحترام معايير حقوق الإنسان، وعدم اعترافها بانطباق القانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 على المدنيين في فلسطين المحتلة، جملة من السياسات الإسرائيلية تحرم الشعب الفلسطيني حقوقه العادلة التي تضمنها القانون الدولي، وتقابل هذه السياسات حالة صمت من المجتمع الدولي، الذي أصبح يضحى بمبادئ الإنسانية وقيمها تجاه هذه السياسات الإسرائيلية، وتترافق ذكرى وعد بلفور هذا العام مع استمرار سلطات الاحتلال مواصلة عملياتها العسكرية في قطاع غزة و الضفة الغربية، وحصارها الشامل المفروض على قطاع غزة ، في انتهاك صارخ لمبادئ القانون الدولي الإنساني.


إن ذكرى صدور وعد بلفور مناسبة لحث المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالواجبات القانونية والأخلاقية التي تقع على كاهلها وذلك بضرورة العمل على وضع حد لانتهاك حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ونبذ الاعتبارات السياسية عند التعامل معها، كما انه مناسبة لدعوة النواب البريطانيين إلى الاعتذار للشعب الفلسطيني عن كل المآسي التي ترتبت على وعد بلفور .


مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان إذ تشارك شعبها الفلسطيني احياء ذكرى صدور وعد بلفور المشئوم، وإذ تدين استمرار الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وإذ تدين صمت المجتمع الدولي عن المعاناة المدنيين الفلسطينيين وخاصة اللاجئين المشردين في دول الجوار، وإذ تستنكر استمرار وقوع الانتهاكات الإسرائيلية على مسمع ومري المجتمع الدولي الذي لم يحرك ساكناً تجاه اسمرار الانتهاكات الإسرائيلية لقواعد القانون الدولي لحقوق الإنسان وقواعد القانون الدولي الإنساني، فإنها تسجل وتطالب بما يلي:




  1. الضمير تطالب بريطانيا بضرورة تقديم اعتذار للشعب الفلسطيني عن كل الألآم والمأسي التى ترتبت على وعد بلفور , وتؤكد بأن ما قامت به بريطانيا ضد الشعب الفلسطيني جريمة لا تسقط بالتقادم .

  2. الضمير تدعو المجتمع الدولي لأن يقف أمام هذه المناسبة لتقييم دوره لدوره في ضمان احترام حقوق الإنسان، ومدي مناصرته لحقوق الشعب الفلسطيني المظلوم، وأن تتحول هذه المناسبة إلى مناسبة للعمل الفعلي والحقيقي لضمان احترام حقوق الإنسان الفلسطيني ومساعدة ضحايا الانتهاكات ، وذلك بالعمل على مساعدة الشعب الفلسطيني على تقرير مصيره .

  3. الضمير تطالب المجتمع الدولي بضرورة التحرك العاجل من أجل العمل الجاد لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالقضية الفلسطينية.

  4. مؤسسة الضمير تطالب القيادات الفلسطينية لإعلاء مصلحة شعبهم  وقضيتهم الوطنية من خلال النجاح في تطبيق اتفاقات المصالحة الوطنية الفلسطينية وتحويلها لحقيقة يشعر بها المواطن الفلسطيني.

اشترك في القائمة البريدية