حيدر عبد الشافي ينظم لقاء "تطور المفهوم الاخلاقي في الواقع الفلسطيني"

نظم مركز د. حيدر عبدالشافي للثقافة والتنمية لقاءً حوارياً ثقافياً عبر استضافة الكاتب والباحث الاستاذ / غازي الصورانى تحت عنوان " تطور المفهوم الاخلاقي وراهنتيه في الواقع الفلسطيني " بحضور نخبة من المثقفين والشباب في قطاع غزة.

بدء اللقاء في السلام الوطني تقديراً و وفاً للدكتور حيدر عبدالشافي وإحياءً للذكري العاشرة على وفاته حيث قدم الاستاذ محسن ابو رمضان ممثلاً عن المركز كلمة موجزة أكد بها على ان افضل تكريم لهذا القائد الوطني الكبير هو التمسك بقيمة ومبادئه


واكد باننا بكل عام نركز على واحدة من المبادئ والقيم والمفاهيم التى كان يرددها الدكتور حيدر خاصة في آخر سنوات حياته ففي العام الماضي تم تنظيم لقاء تحت عنوان الديمقراطية في ثقافة الدكتور حيدر والعام الذي سبقة نظم لقاء عن الوحدة الوطنية وضرورة انهاء الانقسام حيث كان يشدد على اهمية الوحدة الوطنية ونبذ الفرقة والاختلاف كما اننا في هذا العام ارتينا على ان نركز على مفهوم الاخلاق كمفهوم ثقافي ومعرفي يجب ان نستنبطه ونستدخله في الواقع الفلسطيني لان الاخلاق تعتبر الشرط الرئيسي لتحقيق السياسات الصائبة علي المستوي الوطني والاقتصادي والاجتماعي وعلى مستوي ضمان القدرة على تحقيق الحكم الديمقراطي الرشيد المبني على سيادة القانون والفصل بين السلطات واحترام الحريات العامة واستقلال القضاء مؤكداً ان الدكتور حيدر عرف في مواقفة المبدئية الرافضة للفساد ولهدر المال العام مشدداً على ضرورة وضع الانسان المناسب في المكان المناسب ومحاربة الزبائنية والمحسوبية والجهوية والعائلية والفئوية الضيقة مؤكداً في كل مواقفه على ضرورة تقديم المصلحة العامة على المصلحة الذاتية وضرورة استثمار الطاقات وأهمية توظيفها لتعزيز مقومات الصمود في مرحلة التحرر الوطني والبناء الديمقراطي

ثم قام المحاضر الكاتب والباحث الاستاذ /غازي الصورانى باستعراض المفهوم التاريخي عبر الفلاسفة المتعددين الذين تناولوا مفهوم الاخلاق مشدداً على ان هناك مفاهيم كانت متباينة ما بين البرغماتية والنفعية والانتهازية التي كان يمثلها ميكافلي وما بين العديد من المفاهيم التي كان يمثلها سقراط و ارسطو وافلاطون وغيرهم من الفلاسفة الذين اعتبروا الاخلاق مرتبطة بالحكمة و الالتزام و المصلحة العامة والحرية والمساواة وعدم التميز .

واشار بان التطور النوعي في سياق الاخلاق جاء من خلال عصر التنوير الذي كان رواده كلاً من فرنسيس بيكون وجون لوك وهوبس وسبينوزا ورسو الذين دشنوا عصراً جديداً مبنياً على مبدأ سيادة القانون وعلى مبدأ المواطنة المتساوية المتكافئة بين الناس بغض النظر عن الدين ،الجنس اللغة العرق ،الاصل الاجتماعي وايضاً بان الاخلاق تأتي من خلال النظام الديمقراطي ومن خلال المشاركة السياسية و التداول السلمي للسلطة واحترام التعددية وثقافة الاختلاف عبر الحوار وعبر الادوات السلمية وعبر صندوق الاقتراع والعملية الانتخابية .

وتطرق الى الواقع الفلسطيني مؤكداً بان التمسك بالأخلاق يجب ان يكون بوصلتنا حتى نستطيع ان نصوب الاختلالات الموجودة في الحياه الوطنية الفلسطينية الداخلية ومراجعة المسار السياسي القائم على طريق الوحدة الوطنية وتحقيق نظام فلسطيني ديمقراطي تعددي مبني على حرية وكرامة المواطنين .

مشدداً بان الاستبداد نقيض الديمقراطية وان الديمقراطية هي الوعاء الضروري للأخلاق الذي يتميز بتقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة وتحقيق المصلحة الوطنية بعيداً عن القضايا الفئوية والمصلحية والذاتية والفئوية .

وفى نهاية اللقاء شدد على ان الاخلاق ليست فقط مفهوم ثقافي ومعرفي بقدر ماهي ايضا مفهوم عملي يجب ان يترجم بالممارسة التي تعتبر معيار للحقيقة .

وبعد ذلك فتح باب النقاش للعديد من المداخلات حيث شدد الاستاذ /عبدالله ابو شرخ على اهمية استحضار تجربة ابن رشد في الثقافة العربية والاسلامية الذي اكد على ضرورة فتح باب الاجتهاد وعلى تأكيد أهمية العقل بدل النقل واكد على ضرورة اصلاح نظام التعليم في بلادنا الذي يشكل مدخل مهم للثقافة التنورية والعقلانية التي ترتكز على المصلحة العامة كأحد المعاير الهامة ،كما شدد الدكتور/ ايوب عثمان على اصلاح اوضاع الجامعات الفلسطينية وعلى ضرورة ان تكون هناك مناهج تنمى القدرات الابداعية وان الشفافية والمهنية يجب ان تشمل المؤسسات الاكاديمية وفى المقدمة منها الجامعات واكد الدكتور/ رفيق المصري على ضرورة تحفيز دور المثقفين في ترويج مفاهيم الاخلاق في المجتمع الفلسطيني بوصفهم الاداة القادرة على احداث  الوعي المجتمعي الذي سيساهم في تحقيق التغير الايجابي نحو الافضل .

وانتهي اللقاء بتأكيد الاستاذ / محسن ابو رمضان على ان الوفاء الافضل لذكري الدكتور حيدر عبدالشافي يأتي من خلال التمسك بثقافته ومبادئه ومفاهيمه

اشترك في القائمة البريدية