شبكة المنظمات الأهلية تدعو إلى تعزيز هبة القدس  عبر تحقيق المصالحة واستعادة الديمقراطية

تتوجه شبكة المنظمات الاهلية الفلسطينية بالتحية والتقدير لأبناء شعبنا في القدس والحراك الشعبي الذي أسقط مخططات الاحتلال الإسرائيلي في المسجد الاقصى، وتؤكد أن الهبة الشعبية العارمة والمتواصلة نصرة للمسجد الأقصى أثبتت وفضحت طبيعة الممارسات العدوانية التهويدية والعنصرية بحقه والهادفة الى تنفيذ التقسيم الزماني و المكاني على طريق فرض السيطرة الاسرائيلية الكاملة عليه، وكذلك مدى استهتار اسرائيل بالقانون الدولي ومبادئ حقوق الانسان، وعدم احترامها لحرية العبادة وتنكيلها بشعبنا مصحوباً بمصادرة للأراضي وفرض منظومة من المعازل والكنتونات تقويضاً لوحدة الارض والشعب والهوية، وتبديداً لأية فرصة باتجاه إقامة الدولة المستقلة تنفيذاً لقرارات الشرعية الدولية، أو لما بات يعرف عالمياً بحل الدولتين .


وتعتبر الشبكة انه في الوقت الذي كشفت به هذه الهبة الوجه العنصري لدولة الاحتلال فإنها اثبتت بما لا يدع مجالاً للشك ما يمتلكه شعبنا من مخزون كفاحي هائل واستعداد للتضحية ووحدته التي برزت من خلال التحركات الشعبية في كل من القدس والضفة والقطاع ومناطق 48 ليس فقط دفاعاً عن المسجد الاقصى ولكن من أجل التصدي لكافة ممارسات الاحتلال وصولاً لنيل حقوق شعبنا بالحرية والاستقلال .


وتشدد الشبكة على إن وحدة الإرادة الشعبية التي ابرزتها هبة الاقصى والقدس تحتم على القوى والفاعليات السياسية وخاصة كلاً من حركتي فتح وحماس مغادرة مربع الانقسام والانتقال إلى مربع انجاز المصالحة وتكريس الوحدة الوطنية، كما يتطلب  تنفيذ خطاب الرئيس محمود عباس الداعي لوقف التنسيق الامني بصورة كاملة ليس فقط مرتبطا بتراجع الاحتلال عن تركيب البوابات الالكترونية والعودة إلى مرحلة ما قبل 14/ يوليو ولكن باتجاه إعادة تجديد قواعد الصراع مع الاحتلال من خلال دعم الحراك والكفاح الشعبي وتفعيل الملفات السياسية والدبلوماسية والتي يجب ان تعمل على تغيير المسار المبنى على المفاوضات فقط وتعزيز عضوية دولة فلسطين بالمنظمات والهيئات الدولية ومسائلة ومحاسبة اسرائيل في محكمة الجنايات الدولية وخاصة تجاه ملفات القدس والاستيطان وحصار قطاع غزة والعمليات العدوانية اتجاهه ، بما يساهم في تعديل موازين القوى لصالح قضية شعبنا واطلاق طاقات شعبنا الميدانية والرسمية على طريق انهاء الاحتلال .


وتؤكد الشبكه انة قد بات من الضروري والملح السعي الجاد باتجاه انهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية، الامر الذي يتطلب وقف جميع الاجراءات من الطرفين والتي تعمل على تعزيز الانقسام وتنذر بمخاطر تحويله إلى انفصال ، بما يتطلب العمل على عقد اجتماع عاجل للإطار القيادي المؤقت للمنظمة وتفعيل حكومة الوفاق الوطني لكي تأخذ مسؤولياتها الكاملة تجاه كل أبناء الوطن دون تميز جهوي أو جغرافي، كما بات من الضروري وقف كافة الاجراءات التي تمس من حالة الحريات العامة بما يشمل حرية الراي والتعبير والتجمع السلمي وتكوين الجمعيات  وكذلك التحضير للانتخابات الوطنية الشاملة بهدف استعادة الديمقراطية المفقودة بالنظام السياسي الراهن من اجل إقامة نظام ديمقراطي تعددي  .


كما تشدد على أنه لا بديل أمامنا إلا الوحدة والتي تشكل الشرط الحاسم لاستكمال مسيرة شعبنا ليس فقط من اجل حماية الأقصى والقدس بل ايضاً من اجل التخلص من الاحتلال وتحقيق اهداف شعبنا الثابتة والمشروعة.


 

اشترك في القائمة البريدية