ينظر مركز د. حيدر عبدالشافي للثقافة والتنمية بخطورة بالغة لتدهور الاوضاع الاقتصادية والمعيشية في قطاع غزة جراء 10 سنوات من الحصار المديد والطويل وعمليات عسكرية عدوانية واسعة تم تدمير بها البنية التحتية والمرافق الانتاجية حيث ادى ذلك الى ارتفاع غير مسبوق في معدلات الفقر والبطالة وتم تحويله إلى معتقل كبير.
واكد المركز ان تحذيرات الامم المتحدة الاخيرة والبيان الموقع من سبعة مقررين امميين في اشارة تعكس مدى جدية خطورة الاوضاع تؤكد بان قطاع غزة اصبح مكان غير ملائم للعيش حيث انقطاع التيار الكهربائي بحيث لا يتوفر لاكثر من ثلاثة ساعات في اليوم إلى جانب بطئ وتعثر عملية إعادة الاعمار ، وكذلك تلوث مياه البحر حيث يسكب به كميات كبيرة من المخلفات تصل إلى 108مليون لتر يومياً الأمر الذي أدى إلى تلوثه مصحوباً مع ملوحة وتلوث مياه الشرب بنسبة لا تقل عن 90% ومصحوباً كذلك بتلوث البيئة كل ذلك عمق من طبيعة الازمة الانسانية التي يحيها المواطنين في قطاع غزة .
وقد فاقم من تدهور الأوضاع مؤخراً الاجراءات التي اقدمت عليها السلطة الفلسطينية اتجاه الموطنين الفلسطينيين في قطاع غزة ، مثل تقليص تحويل المرضي وازمة الادوية والمستلزمات الطبية الى جانب التقاعد المبكر للموظفين والخصومات التي تمت على الموظفين العمومين كل هذه الاجراءات عمقت من الازمة وادت الى اغراق القطاع في مشاكل متلاحقة ومتكررة مصحوباً كل ذلك بتقليص المساعدات من قبل العديد من المنظمات الدولية ببرامجها الاغاثية والتنموية المختلفة كما تم مثلاً مع برنامج الاغذية العالمي الذي قلص المساعدات لحولي 6 الاف اسرة .
في هذا السياق فان المركز يدعو الامم المتحدة للتحرك على الصعيد الدولي لبلورة اليات وادوات الزامية للاحتلال لإنهاء الحصار والسماح لحرية الحركة للبضائع والافراد وايضا يدعو اطراف الصراع الفلسطيني الداخلي لإنهاء الانقسام فوراً والشروع في تشكيل حكومة وحده وطنية تحضر لانتخابات شاملة للرئاسة والمجلس الوطني والتشريعي من اجل إعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني على قاعدة من الديمقراطية والشراكة
ويثمن المركز دور الشقيقة الكبرى مصر في مساعيها الجادة لتخفيف الأعباء الانسانية عن قطاع غزة ويرى في هذا الدور مساهمة فاعلة في تعزيز مقومات صمود شعبنا وضمان العيش الكريم له .
آن الاوان للضمير الانساني ان يتحرك بوقف حالة التدهور المنتظم والمنهجي والمتسارع تجاه سكان القطاع وان يتم ايقاف كافة الخطوات الرامية لدفع القطاع لأوضاع كارثية وصعبة فهناك مسؤولية كبيرة تقع على المؤسسات الدولية وعلي الرائ العام العالمي بمؤسساته وبمنظماته المختلفة لإلزام اسرائيل باحترام وثيقة جنيف الرابعة وانهاء هذا العقاب الجماعي الظالم المفروض من قبل الاحتلال بحق شعبنا في القطاع .