الميزان يستنكر استمرار الجرائم الإسرائيلية ويطالب المجتمع الدولي بالتدخل العاجل

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي انتهاكاتها تجاه المدنيين الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة وقطاع غزة على وجه الخصوص، وشكل استهداف الصيادين الفلسطينيين أحد أبرز الانتهاكات الجسيمة والمنظمة لقواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، ما تسبب بتدهور بالغ في قطاع الصيد ووسائل كسب رزق الآلاف من الصيادين وأسرهم على نحو يمسّ بجملة من حقوق الإنسان سواء بالنسبة لهم أو لعائلاتهم. حيث أصابت قتلت تلك القوات صياداً، كما اعتقلت ستة صيادين، واستولت على مركبين في عدة أحداث منفصلة.


وتفيد التحقيقات الميدانية أن الزوارق الحربية الإسرائيلية فتحت النار عند حوالي الساعة 8:30 من صباح يوم الاثنين الموافق 15/5/2017، تجاه مراكب الصيادين الفلسطينيين التي تواجدت في عرض بحر منطقة الواحة شمال غرب مدينة بيت لاهيا في محافظة شمال غزة، وحاصرت مركباً من نوع (حسكة بمحرك) يستقله أربعة صيادين، أثناء تواجده بالقرب من حدود الفصل الشمالية، على بعد حوالي (2.5 ميل) من شاطئ بحر بيت لاهيا، واعتقلت الصياد محمد ماجد فضل بكر (23 عاماً)، من سكان مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، فيما تركت الآخرين على متن المركب، وأفاد عمران ماجد فضل بكر (33 عاماً) وهو أخو المعتقل محمد وكان على متن القارب ساعة اعتقاله، أن شقيقه محمد أصيب بعيار ناري في الصدر وبقي ينزف إلى أن حاصرت زوارق الاحتلال المركب، وقامت باعتقاله.


جدير ذكره أن قوات الاحتلال الإسرائيلي أعلنت عن وفاة الصياد محمد بكر وسلمت جثته عند حوالي الساعة 14:00 من مساء اليوم نفسه الاثنين الموافق 15/5/2017، إلى ذويه في معبر بيت حانون "إيرز" شمال مدينة بيت حانون في محافظة شمال غزة.  وتفيد التحقيقات الميدانية أن بكر استشهد في مستشفى "برزلايت" في مدينة بئر السبع، متأثراً بجراحه التي أصيب في وقت لاحق من صباح اليوم نفسه.


وفي حادث آخر، حاصرت الزوارق الحربية الإسرائيلية عند حوالي الساعة 20:30 من مساء اليوم السابق الأحد الموافق 14/5/2017، قارباً من نوع (حسكة بمحرك) يستقله ثلاثة صيادين، أثناء تواجده بالقرب من حدود الفصل الشمالية مقابل منطقة الواحة شمال غرب مدينة بيت لاهيا في محافظة شمال غزة، على بعد حوالي (2 ميل بحري) من شاطئ بحر بيت لاهيا، حيث اعتقلت الصيادين الثلاثة الذين كانوا على متنه وهم: محمد سعيد عبد الرازق بكر (30 عاماً)، ومحمد طارق عبد الرازق بكر (22عاماً)، وعبد الله صبري محمود بكر (19عاماً)، وهم من سكان مخيم الشاطئ في مدينة غزة، كما استولت على قاربهم.


في حين حاصرت الزوارق الحربية الإسرائيلية عند حوالي الساعة 23:00 من مساء اليوم نفسه، قارباً آخر من نوع (حسكة بمحرك) يستقله ثلاثة صيادين من بينهم طفل، أثناء تواجده بالقرب من حدود الفصل الشمالية، على بعد حوالي (3 أميال بحرية) من شاطئ بحر بيت لاهيا، حيث اعتقلت الصيادين الثلاثة، وهم: محمد أمين رشدي أبو وردة (26عاماً)، ويوسف أمين رشدي أبو وردة (22عاماً)، والطفل حسين أمين رشدي أبو وردة (14عاماً)، وهم من سكان بلدة جباليا النزلة في محافظة شمال غزة. هذا واستولت على القارب ومعدات الصيد التي كانت بحوزتهم.


وبحسب توثيق مركز الميزان، فإن الصيادين الفلسطينيين في قطاع غزة تعرضوا لـ (64) حادثاً منذ مطلع العام الحالي 2017 وحتى الآن، قتلت خلالها قوات الاحتلال صيادين، وأصابت (6) آخرين، واعتقلت (21) صياداً، واستولت على (7) قوارب.


مركز الميزان لحقوق الإنسان إذ يسجل استنكاره الشديد للانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة بحق الصيادين الفلسطينيين في عرض البحر والتي أفضت إلى مقتل الصياد بكر. فإنه يطالب قوات الاحتلال بالإفراج الفوري عن المعتقلين وإرجاع قواربهم ومعداتهم، ويشدد مركز الميزان على أن السياق العام لتعامل قوات الاحتلال مع الصيادين يثبت أن ما تقوم به يعبر عن سياسة منظمة تهدف إلى منع الصيادين من مزاولة أعمالهم، وتعمد إهانتهم وإذلالهم وتكبيدهم الخسائر المادية.


ويعيد مركز الميزان التأكيد على حق الصيادين في ممارسة أعمالهم بحرّية في بحر غزة، كحق أصيل من حقوق الإنسان، وأن قوات الاحتلال ترتكب انتهاكات منظمة لقواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان باستهدافها المتكرر للصيادين.


وعليه فإن الميزان يجدد مطالبته المجتمع الدولي ولاسيما الدول الأطراف الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة بالقيام بواجبها الأخلاقي والقانوني والقيام بخطوات عملية لحماية الصيادين الفلسطينيين، وإلزام قوات الاحتلال باحترام مبادئ القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.

اشترك في القائمة البريدية