الإعلام المجتمعي يختتم تنفيذ ورش التوعية النفسية والتمكين الرقمي في قطاع غزة

أنهى مركز التنمية والإعلام المجتمعي (CDMC) تنفيذ 60 ورشة توعية نفسية وتمكين رقمي في قطاع غزة، ضمن أنشطة مشروع "الدعم النفسي والتمكين الرقمي نحو تعافٍ مستدام في قطاع غزة"، المموّل من مؤسسة CCFD – Terre Solidaire، في وقت يشهد فيه القطاع ضغوطًا نفسية واجتماعية ورقمية متزايدة بفعل الحرب وتداعياتها المستمرة.

وأفاد المركز بأن الورش نُفذت بواقع ثلاث ساعات لكل جلسة، بعد تدريب مسبق لميسّري الورش ضمن برامج متخصصة في مناصرة السلامة الرقمية وبناء الصلابة النفسية، ما أتاح تقديم محتوى متكامل يجمع بين الدعم النفسي والتمكين الرقمي، وبما يراعي خصوصية السياق المحلي والاحتياجات الفعلية للمجتمع.

وتركّزت الجلسات في نصفها الأول على الدعم النفسي والاجتماعي، حيث قُدمت مفاهيم الرعاية الذاتية، وإدارة الضغوط، وبناء الصلابة النفسية، إلى جانب أدوات عملية تساعد المشاركين على التكيف مع واقع ضاغط ومعقّد، والتعامل مع آثار الصدمات النفسية والعنف الرقمي. كما وفّرت الورش مساحات آمنة للمشاركين للتعبير عن تجاربهم ومخاوفهم اليومية، ومناقشة التحديات النفسية التي يواجهونها، بما عزز الوعي بأهمية الصحة النفسية كركيزة أساسية للصمود.

وأشار المركز إلى أن المتابعة الميدانية أظهرت بدء عدد من المستفيدين بتطبيق استراتيجيات الدعم النفسي في حياتهم اليومية، ما يعكس فاعلية هذا المحور في تمكين الأفراد من أدوات عملية للتكيف وتعزيز التوازن النفسي.

وفي النصف الثاني من الورش، قاد مناصرو السلامة الرقمية جلسات التمكين الرقمي، التي تناولت موضوعات شملت الحماية عبر الإنترنت، والتواجد الرقمي الآمن، والسلوك المسؤول في الفضاء الرقمي، والتعامل الواعي مع منصات التواصل الاجتماعي، والوقاية من العنف والتنمر الإلكتروني، بما في ذلك العنف القائم على النوع الاجتماعي، إضافة إلى أساسيات الأمن السيبراني.

وبلغ عدد المستفيدين من هذه الورش 1,942 مشاركًا ومشاركة، من بينهم 964 يافعًا ويافعة، و978 من أولياء الأمور، حيث سُجل تفاعل لافت مع الأنشطة التطبيقية والنقاشات الجماعية، لا سيما حول دور الرعاية الذاتية في التخفيف من آثار العنف الإلكتروني، ومسؤولية الأسرة في حماية الأطفال في الفضاء الرقمي.

وأعرب أولياء الأمور عن تقديرهم للورش، مؤكدين أنها لبّت احتياجاتهم الواقعية، وساعدتهم على فهم تأثير التوتر والصدمة على سلوك الأطفال والمراهقين، ومنحتهم أدوات عملية للتعامل مع هذه التحديات بهدوء ووعي أكبر، خاصة في أوقات الأزمات. كما أشاروا إلى أن محور التمكين الرقمي أسهم في رفع وعيهم بمفاهيم الحماية الرقمية، وشجّعهم على بناء حوار مفتوح مع أبنائهم حول الاستخدام الآمن والمسؤول للإنترنت.

وأكد المركز أن هذه الورش أسهمت في رفع مستوى الوعي بالمخاطر الرقمية، وتعزيز السلوك الرقمي المسؤول، وتمكين المشاركين من أدوات نفسية وعملية تدعم قدرتهم على الصمود والتوازن، مع التأكيد على التكامل بين الأمان النفسي والأمان الرقمي كمدخل أساسي لحماية المجتمع الفلسطيني.

وأوضح (CDMC) أن تنفيذ هذه الورش يأتي ضمن جهوده المستمرة لتعزيز ثقافة الأمان الرقمي والدعم النفسي، من خلال دمج هذه المفاهيم في برامجه الإعلامية والتوعوية، وبما يسهم في بناء وعي رقمي مستدام، خاصة في ظل الأزمات المتلاحقة.

ويؤكد مركز التنمية والإعلام المجتمعي أن هذه التدخلات تمثل خطوة محورية نحو تمكين الأفراد والأسر من أدوات حماية نفسية ورقمية فعّالة، وتعزيز الصمود الأسري والمجتمعي، وبناء مجتمعات أكثر مرونة وقدرة على مواجهة التحديات اليومية في قطاع غزة.

اشترك في القائمة البريدية