اختتم مركز التنمية والإعلام المجتمعي (CDMC) أنشطة مشروعه "تعزيز مسار آمن للتواصل الرقمي في قطاع غزة"، المموّل من منظمة WACC، والذي استهدف حماية النساء والرجال والفتيات والفتيان والشباب والأشخاص ذوي الإعاقة من الجرائم والانتهاكات الرقمية، وتعزيز الاستخدام الآمن للتقنيات الحديثة.
وجاء المشروع استجابةً لاحتياجات الفئات الأكثر تضررًا من الواقع الرقمي المتأزم في القطاع، مع التركيز على تعزيز القدرة على استخدام التكنولوجيا بشكل مسؤول وآمن خلال فترة الحرب.
وقد أطلق المركز برنامجًا تدريبيًا مكثفًا استهدف 20 متدربًا ومتدربة من الصحفيين الشباب والنشطاء، ركّز على مبادئ الأمان الرقمي، حماية الخصوصية، تأمين الحسابات، وتوثيق الانتهاكات الرقمية والعنف القائم على النوع الاجتماعي عبر الإنترنت. كما شمل التدريب تطوير مهارات إدارة الورش التوعوية وتقديم محتوى مبسّط للفئات الهشّة، ليتمكن الفريق الميداني لاحقًا من نقل المعرفة بفاعلية وتنفيذ تدخلات تلبي الاحتياجات الملحّة للمجتمع.
عقب انتهاء البرنامج التدريبي، نفّذ المتدربون 15 ورشة توعوية في المناطق الجنوبية ومخيمات النزوح، استفاد منها 467 طالبًا وطالبة من المرحلة الثانوية، بينهم 33 شخصًا من ذوي الإعاقة. وتناولت الورش محاور أساسية شملت مبادئ الأمان الرقمي، إدارة الخصوصية على المنصات، مخاطر الروابط المشبوهة، الابتزاز الإلكتروني، العنف الرقمي ضد النساء، حماية البيانات وتأمين الأجهزة، وتعزيز ثقافة الاستخدام الآمن للتكنولوجيا للأطفال والشباب.
وسجّل الفريق الميداني تفاعلاً واسعًا من المشاركين، الذين أعربوا عن حاجتهم الملحة لهذه المعرفة في ظل توسّع التهديدات الإلكترونية وتراجع مستويات الأمن المجتمعي.
وفي ختام أنشطة المشروع، أطلق CDMC حملة رقمية موسعة بالتزامن مع حملة "16 يومًا لمناهضة العنف ضد المرأة"، تحت شعار "المساواة للمرأة في التكنولوجيا"، لتعزيز قدرة النساء والفتيات على حماية وجودهن الرقمي ومواجهة الانتهاكات الإلكترونية. وشملت الحملة نشر رسائل رقمية، إنتاج فيديوهات قصيرة ومواد إنفوجرافيك، وإعداد خمس حلقات إذاعية متخصصة تناولت المساواة الرقمية والأمان الرقمي وطرق الحماية وتأمين الحسابات، إلى جانب مقابلات مع خبراء الأمن الرقمي وحماية الطفل، وبث مباشر تفاعلي أجاب فيه المختص سلطان جحا على أسئلة الجمهور حول الخصوصية والاختراقات الرقمية.
وفي كلمة لها، أكدت إيمان زعرب، منسقة المشروع، على دور المشروع في تعزيز حماية الحقوق الرقمية وبناء قدرات المجتمع للتعامل مع التهديدات الإلكترونية، قائلة: "يسعى مشروعنا إلى تمكين جميع الفئات، من النساء والرجال والفتيات والفتيان والشباب والأشخاص ذوي الإعاقة، من استخدام التكنولوجيا بأمان، من خلال تزويدهم بالمعرفة والمهارات العملية لحماية بياناتهم وحساباتهم الرقمية." وأضافت زعرب: "في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع غزة، أصبح من الضروري أن يمتلك كل فرد القدرة على مواجهة الانتهاكات الرقمية والابتزاز الإلكتروني، ومعرفة كيفية التفاعل الآمن عبر المنصات المختلفة."
وتابعت: "ركز المشروع أيضًا على بناء فرق ميدانية قادرة على نقل المعرفة للمجتمع وتنفيذ ورش تدريبية وتوعوية تلبي الاحتياجات الفعلية، بما يضمن حماية الفئات الأكثر هشاشة ورفع مستوى الوعي الرقمي على نطاق واسع."
واستنادًا إلى نتائج الورش والتفاعل مع المشاركين، أوصى المركز بتوسيع نطاق الورش لتشمل مزيدًا من النساء والطلاب داخل مخيمات النزوح، وتعزيز المحتوى الرقمي التفاعلي الموجّه للنساء والفئات الهشّة باللغة المبسطة. كما شدد على أهمية دعم السياسات التي تحمي النساء من العنف الرقمي، ودمج مفاهيم الأمان الرقمي في البرامج التعليمية والمجتمعية لرفع مستوى الوعي لدى الأطفال والشباب، وتمكينهم من التفاعل الآمن مع التكنولوجيا.
ويأتي هذا المشروع ضمن جهود مستمرة لمركز التنمية والإعلام المجتمعي على مدار تسع سنوات في مجال التوعية الرقمية لمختلف فئات المجتمع، مستهدفًا النساء والشباب والأطفال والأشخاص ذوي الإعاقة، مع إعداد دراسات متخصصة، ودليل الأمان الرقمي، ودليل الحماية من الجرائم الإلكترونية لتزويد المستفيدين بالمعرفة والأدوات العملية لضمان التواصل الآمن والمسؤول عبر المنصات الرقمية.
ويؤكد المركز استمرار التزامه بالعمل في الميدان رغم التحديات الإنسانية واللوجستية، ومواصلة جهوده لتمكين المجتمع وتعزيز الأمان الرقمي، وضمان وصول المعرفة للفئات الأكثر حاجة خلال الحرب وما بعدها.
ويذكر أن CDMC مؤسسة إعلامية وتنموية فلسطينية، تعمل على توظيف الإعلام كأداة للتغيير الاجتماعي، وتعزيز حقوق الإنسان والمواطنة والعدالة والحرية، وتمكين الفئات المجتمعية من أدوات التعبير الرقمي الفعّال، خصوصًا في البيئات المتأثرة بالأزمات.
