الإعلام المجتمعي يختتم حملة رقمية موسّعة لتعزيز أمان النساء في الفضاء الرقمي

اختتم مركز التنمية والإعلام المجتمعي حملة رقمية موسّعة بعنوان "المساواة للمرأة في التكنولوجيا"، نُفّذت ضمن مشروع تعزيز مسار آمن للتواصل الرقمي في قطاع غزة المموّل من منظمة WACC، وبالتزامن مع حملة "16 يوم لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي".

وهدفت الحملة إلى تعزيز حضور النساء والفتيات في الفضاء الرقمي، وتوعيتهن بأساسيات الخصوصية الإلكترونية، وأساليب الوقاية من العنف الرقمي والتمييز القائم على النوع الاجتماعي عبر المنصات.

وشملت الحملة نشر مواد تثقيفية متنوعة، من بينها إنفوجرافيك، فيديوهات قصيرة، مقابلات مع مختصّات، ورسائل إذاعية، ركزت على مفاهيم الاستخدام الآمن للتكنولوجيا، وكيفية التعامل مع التهديدات الرقمية المتزايدة.

وأكدت إيمان زعرب، منسقة المشروع، أن الحملة تأتي استجابة لارتفاع وتيرة الانتهاكات الرقمية ضد النساء خلال الحرب، مما جعل التوعية بالأمان الرقمي ضرورة ملحّة وليست خيارًا. وقالت:"نطمح إلى تزويد النساء بأدوات عملية تساعدهن على مواجهة التهديدات الرقمية، وتأمين حساباتهن، وممارسة حقوقهن الرقمية بوعي وثقة."

وضمن الحملة، بثّ المركز سلسلة حلقات إذاعية قدّمها الصحفي سلطان جحا، استشاري الإعلام وخبير الأمان الرقمي في CDMC، وتركّزت على توضيح أساسيات الحماية الرقمية بلغة مبسّطة مرتبطة بالحياة اليومية للمستخدمين.

وبحثت الحلقة الأولى مفهوم الأمان الرقمي وخطوات حماية الحسابات، بمشاركة استشاري الإعلام الرقمي محمود البربار. أما الحلقة الثانية فسلّطت الضوء على علاقة النساء بالتكنولوجيا والتحديات التي يواجهنها في غزة، بمشاركة الصحفية مادلين شقليه.

في الحلقة الثالثة، ناقش جحا مع المهندس محمد عوض طرق حماية البيانات الشخصية وتأمين الأجهزة، إضافة إلى الأخطاء الشائعة في استخدام المنصات الرقمية. فيما تناولت الحلقة الرابعة دور الأسرة والمدرسة في بناء وعي رقمي للأطفال والشباب، بمشاركة المتخصصة في حماية الطفل فدوى عبد الله.
أما الحلقة الخامسة، فناقشت مع المستشار القانوني سعيد عبد الله مفهوم المساواة الرقمية، وأهمية السياسات الداعمة لفضاء رقمي أكثر عدالة وشمولية.

إلى جانب الحلقات الإذاعية، نفّذ المركز بثًا مباشرًا تفاعليًا أجاب خلاله جحا على أسئلة الجمهور حول حماية الخصوصية وإدارة الحسابات على المنصات الاجتماعية. وشهد البث تفاعلًا لافتًا من مستخدمين طرحوا استفسارات حول الوقاية من الاختراق، التصدي للمضايقات الإلكترونية، وتجنب الروابط المشبوهة.

وقال جحا إن الأمان الرقمي "تحوّل إلى ضرورة يومية في ظل الاعتماد الواسع على التكنولوجيا"، مضيفًا أن ضعف الوعي، خصوصًا بين النساء والفئات الهشة، يجعل نشر المعرفة الرقمية "مسألة حماية مجتمعية وليست تقنية فقط".

وأشار المركز إلى أن هذه الحملة تأتي ضمن سلسلة جهود مستمرة منذ سنوات، تشمل تدريبات متخصّصة، ورش توعية، حملات رقمية، وإنتاج أدلة تعليمية تستهدف الصحفيات، الناشطات، والمؤسسات المجتمعية، بهدف بناء فضاء رقمي أكثر أمانًا لجميع المستخدمين في غزة.

وأكد المركز أن التفاعل الواسع مع الحملة يعكس إدراكًا متزايدًا لأهمية الأمان الرقمي، مشددًا على ضرورة استمرار العمل لضمان وصول النساء والفتيات إلى بيئة رقمية عادلة وآمنة.

اشترك في القائمة البريدية