أطلقت جمعية التنمية الزراعية (الإغاثة الزراعية) ، حملتها الوطنية "إحنا معكم" في موسمها السابع عشر، لمساندة المزارعين الفلسطينيين خلال موسم قطف ثمار الزيتون في مختلف محافظات الوطن، في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وتأتي الحملة في ظل تصاعد خطير لعنف المستوطنين المسلحين تجاه المزارعين الفلسطينيين في الضفة الغربية، حيث تؤكد قواعد بيانات المنظمات الحقوقية والأمم المتحدة أن العنف الاستيطاني أدى إلى سقوط قتلى وإصابات ودمار في ممتلكات المزارعين. وتشير بيانات أممية الى أنه تم قُتل على الأقل 20 فلسطينياً على يد مستوطنين مسلحين منذ بدء الحرب الحالية في أكتوبر 2023، كما وثقت تقارير الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية أخرى وقوع مئات الهجمات ضد القرى والمزارع خلال الفترة الأخيرة.
كما تم توثيق حالات قتل وجرح وعمليات تجريف وقطع أشجار نفّذها مستوطنون ، حيث سجَّل عام 2024 حالات قتل لمواطنين فلسطينيين على يد مستوطنين ، واستمر في عام 2025 تصاعد واضح في الحوادث التي تمنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم وتعرّضهم لمخاطر مباشرة أثناء العمل في حقولهم.
واختارت الإغاثة الزراعية إطلاق الحملة من أراضي بلدة شويكة في طولكرم، والتي تعرضت مؤخراً لتجريف 200 دونم على يد قوات الاحتلال، في رسالة تؤكد الحق الفلسطيني في استثمار الأرض والتمسك بالقطاع الزراعي كمصدر لتعزيز أمنه الغذائي. وتضمنت الفعالية جولة لوسائل الإعلام المحلية والدولية للاطلاع على حجم الانتهاكات التي تحدّ من قدرة الفلسطينيين على الوصول إلى أراضيهم ومصادرهم الطبيعية.
وأوضحت الإغاثة الزراعية أن الحملة ستُنفذ بالتعاون مع مئات المتطوعين المحليين والدوليين، والمجالس المحلية والريفية، ولجان الحماية المجتمعية، من خلال توفير الأدوات والمستلزمات الزراعية اللازمة، بما يضمن تمكين المزارعين من جني محصولهم بسرعة وأمان، وحمايته من اعتداءات المستوطنين، إضافة إلى تعزيز روح العمل الجماعي والتعاوني في القرى والبلدات.
وستشمل الحملة هذا العام 25 موقعاً في الضفة الغربية، بما فيها محافظة القدس، فيما سيُنفذ في قطاع غزة برنامج رمزي يسلط الضوء على معاناة المزارعين بعد التدمير الواسع للأراضي الزراعية جراء العدوان الأخير، وما خلّفه من آثار كارثية على سبل عيش آلاف الأسر العاملة في القطاع الزراعي .
ودعت الإغاثة الزراعية شركاءها المحليين والدوليين واللجان المجتمعية للانخراط في أنشطة الحملة، والاطلاع على برنامجها عبر صفحات التواصل الاجتماعي ومكاتبها المنتشرة في مختلف المحافظات، دعماً لصمود المزارعين الفلسطينيين وضمان وصولهم إلى أراضيهم خلال موسم الزيتون.