أزمة المياه في قطاع غزة وبعض الحلول

بقلم/ نجمة فارس 


إنّ مشكلة المياه في قطاع غزة من شأنها خلق أزمة في الأعوام القادمة سواء تعلق الأمر بنوعية المياه


أو كميتها حيث تعتبر الأمطار  المصدر الرئيسي للمياه و المصدر المائي المتجدد للمياه الجوفية لكن نقص المياه عن السابق  و نسبة  المياه التي يتم أخذها من الخزان الجوفي اكثر مما يتم تجميعه  من الأمطار مما يسبب حالة عدم توازن هذا ما يقودنا إلى ظاهرة زحف مياه البحر إلى عمق الخزان الجوفي  الأمر الذي يؤدى إلى اختلاطها بالمياه العذبة  بالتالي ملوحة المياه و تراجع في نوعية هذه المياه حيث سجلت نسبة تلوثها بالكلوريد عن ما يزيد عن 1500 ملغ / ل خاصة ببعض المناطق في الجزء الغربي المشترك بين محافظات الشمال و محافظة غزة و  بعض البؤر بمحافظة خانيونس و دير البلح أضف الى ذلك  تلوثها بالنترات  حيث أن نسبة  النترات تجاوزت 500 ملغ/ل في بعض البؤر كالجنوب الغربي لمحافظة غزة  و بعض مناطق الشمال و اكثر نسبة تلوث يمكن  تسجيلها بمحافظة خانيونس  و جاء ذلك  نتيجة الاستخدام المفرط للأسمدة الكيماوية و وجود ظاهرة الحفر الامتصاصية التي لا تزال  ليومنا هذا خاصة بمناطق شرق خانيونس ...للعلم أن هذه الملوثات تجاوزت  المعدل الذي حددته منظمة الصحة العالمية مما أدى إلى انتشار بعض الأمراض خاصة لدى فئة الأطفالكما أن اغلب التقارير تشير إلى إن ما يزيد عن الـ 97 في المائة من مياه قطاع غزة "لا تنطبق عليها معايير منظمة الصحة العالمية لمياه الشرب".


ومما يزيد في تفاقم الأزمة عدم وجود مشاريع مساعدة كتجميع مياه الأمطار  ومعالجتها واستخدامها كبديل لتزويد القطاع الزراعي بالمياه الذي يستهلك كمية كبيرة من المياه وبالتالي  يقلل من حصة المواطن اليومية  في المياه بمقدار النصف عن  المعدلات العالمية خاصة بعد الدار الذي سببته الحروب على القطاع و التي أدت إلى تلف العديد من الشبكات و  و تدمير العديد من الآبار و الخزانات  و المضخات هذا ما تسبب في  تقليص كميات الضخ من الآبار الجوفية.


و قد لوحظ بالأعوام  الأخيرة ظاهرة يظن بعض المواطنين والمزارعين من خلالها  تخفيف الأزمة  و و بذلك التغلب على نقص المياه وملوحتها   حيث لجأ العديد منهم  لحفر آبار مياه في منازلهم أو أرضهم هذا أدى إلى ازدياد الاستهلاك كما لجأ البعض إلى إنشاء محطات تحلية "كمشاريع استثمارية" والتي تعد بالمئات في وقتنا الحالي لا يتوارىأهل غزة عن شراء ماءها رغم أنأغلبيتها غير مرخص و لا تخضع للمراقبة لكن مجبرون على ذلك حيث أن المياه التي التي تصل البيوت غير صالحة للشرب...كما وجد عدد كبير من المواطنين ضالتهم بتركيب الفلاتر الخاصة بالمياه في منازلهم لكنهم متشككون من أن فلترة المياه تؤدي إلى امتصاص الحديد والكالسيوم منها ما يؤدي إلى أمراض هشاشة العظام عند الأطفال والنساء مؤكدة ذلك بعض الدراسات لذا نجد  العشرات من الأطفال والمواطنين يصطفون يومياً أمام محطات التحلية أو الآبار لتعبئة غالوناتهم والزجاجات بالمياه العذبة.


كل هده المشاكل التي يعاني منها القطاع بمجال المياه تستوجب إيجاد حلول سريعةعلى  المدى المتوسط و البعيد لتخفيف العبءعلى الخزان الجوفي  و النظام البيئي و حماية صحة المواطن و توفير ما يسد حاجته من المياه النقية و الصالحة للشرب خاصة أن عدد السكان في قطاع غزة في نزايد مستمر و الطلب على الموارد المائية  في ازدياد...إحدى هذه الحلول هو معالجة مياه الصرف الصحي و إعادة استخدامها في الري و الزراعة للمحافظة على مصادر المياه وحماية البيئة من التلوث التي يتسبب فيه التصريف غير السليم للمياه العادمة و العمل على فكرة تحلية مياه البحر حيث يتم فيها خفض نسبة الأملاح الذائبة في المياه المالحة إلى المستوى التي تصبح فيه المياه قابلة للاستخدام...كما يوجد في منطقة دير البلح  محطة لتحلية مياه البحر لكنها غير كافية لذا يوجد توجه لإنشاء محطات أخرى في باقي المحافظات  خلاصة أن  القطاع له ساحل بطول 40 كم و هناك طرق عديدة مبنية على دراسات لتبني تحلية مياه البحر إحداها طريقة التحلية باستخدامك التناضح العكسي  و التي تعتبر الطريقة السائدة في قطاع غزة علما أن هذا النوع من المشاريع  من الناحية الاقتصادية باهضه الثمن و ذات تكلفة عالية و تعتبر هذه المشاريع ذات آثار بيئية  سيئة   حيث ازدياد نسبة أملاح مياه البحر  يؤدي لقتل الكائنات البحرية  بالتوازي يجب تأكيد  العمل على  وجود حلول حقيقية  لمشكلة الكهرباء و الاهتمام  ب التوعية للسكان بالترشيد باستهلاك المياه ...

اشترك في القائمة البريدية