في أجواء مليئة بالنقاش والتفاعل، نظمت جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية لقاء الطاولة المستديرة الثاني يوم الاثنين الموافق 23 ديسمبر 2024، بمشاركة واسعة من السياسيين والأكاديميين والشباب والشابات. هدف اللقاء إلى مناقشة سبل تعزيز مشاركة النساء والشباب في الحياة السياسية، وتسليط الضوء على تداعيات الانقسام الفلسطيني الذي يشكل عقبة كبرى أمام تحقيق الوحدة الوطنية والتنمية المستدامة.
حضر اللقاء نخبة من الشخصيات المؤثرة التي قدمت رؤى وأفكارًا معمقة حول القضايا المطروحة. من بين المشاركين الدكتور ناصر الدين الشاعر، الأكاديمي والمحاضر في جامعة النجاح الوطنية، والدكتورة نجاة أبو بكر، عضو المجلس التشريعي السابق عن حركة فتح، والدكتور غسان حمدان، الناشط السياسي ومدير مكتب الإغاثة الطبية. ناقش الضيوف أهمية تعزيز الوعي السياسي والمجتمعي من خلال الدور الأكاديمي، مع التأكيد على ضرورة تمكين النساء والشباب وتوسيع مشاركتهم في مراكز صنع القرار كخطوة أساسية لتحقيق العدالة الاجتماعية. كما شددوا على المسؤولية الكبرى التي تقع على عاتق القوى السياسية في تمكين الفئات المهمشة والعمل بجدية على إنهاء حالة الانقسام التي تعيق التقدم الوطني.
من جهة أخرى، كان للشباب والشابات الحاضرين دور بارز في إثراء النقاش، حيث عبّروا عن آرائهم بكل وضوح وطرحوا تساؤلات مباشرة حول سبل تعزيز دورهم في المشهد الفلسطيني. تناولت مداخلاتهم التحديات التي يواجهونها، مثل ضعف التمثيل في مواقع صنع القرار وتأثير الانقسام السياسي على تطلعاتهم وفرصهم المستقبلية.
وفي ختام اللقاء، أجمع المشاركون على أهمية استمرار مثل هذه الحوارات كمنصة لتبادل الأفكار وتعزيز التعاون بين مختلف الجهات السياسية والمجتمعية. وأكدوا على ضرورة صياغة استراتيجيات عملية وشاملة تدعم تمكين النساء والشباب، مع التركيز على إيجاد سياسات تكفل مشاركة عادلة ومؤثرة لهذه الفئات في صنع القرار الوطني.
جدير بالذكر أن هذا اللقاء يأتي ضمن إطار مشروع "النهوض بحقوق المرأة من خلال تنفيذ اتفاقيات المصالحة في فلسطين"، الذي تنفذه الجمعية بالتعاون مع شبكة كرامة الإقليمية وبدعم من الوكالة النرويجية للتعاون الإنمائي (NORAD). بهذه الجهود، تواصل الجمعية دورها الريادي في تعزيز الأمل وتمكين الفئات المهمشة، لبناء مستقبل أكثر عدالة وديمقراطية في فلسطين.