قام برنامج غزة للصحة النفسية من خلال فرقه الميدانية في الاسبوعيين الأخيرين بتنفيذ 15 لقاء توعوي استهدفت مخيمات النزوح في مدينة خانيونس. حيث استهدفت اللقاءات مجموعات من الرجال والنساء في تلك المخيمات، وسط تفاعل كبير من الحاضرين.

وتم خلال هذه الجلسات تناول العديد من المواضيع الهامة مثل ادارة الضغوطات النفسية والرعاية الذاتية والصدمة النفسية وكيفية التعامل مع الاطفال وقت الازمات وأيضا مواضيع تتعلق بالعنف الاسري وغيرها من المواضيع المهمة.

وقد لوحظ تجاوب وتفاعل كبير جدا من الحاضرين خلال هذه اللقاءات وطالبوا بالمزيد منها، كما وطرح الحضور العديد من التساؤلات خاصة فيما يتعلق بموضوع العنف الاسري (أحد الرجال سال: ماذا علي ان افعل لأوقف العنف ضد زوجتي وابنائي: اشعر بان هذا الموضوع خارج عن سيطرتي)، مثال آخر على ما تم طرحه في موضوع إدارة الضغوط النفسية (امرأة تساءلت أيضا: كيف يجب ان اعتني بنفسي رغم الضغوط التي امر بها فترة الحرب) وغيرها من التساؤلات التي طرحت وتم الاجابة عليها من قبل المهنيين. والجدير بالذكر أن فئة الشباب على وجه الخصوص كانت تتفاعل بشكل كبير مع مواضيع العنف الاسري.

يلاحظ برنامج غزة للصحة النفسية من خلال العمل الميداني، ان الناس بحاجة لمثل هذه اللقاءات حيث يطرح الناس تجاربهم الواقعية ومشاكلهم اليومية وكيف يتعاملون معها وبالتالي تكون هناك فرصة مناسبة للاستفادة وتعميم هذه التجارب وحلولها مع بعضهم البعض، حيث تكمن أهمية اللقاءات في تصحيح بعض المفاهيم المغلوطة وتوضيحها بشكل علمي، حيث انه وبسبب المفاهيم الخاطئة والوصمة المحيطة بقضايا الصحة النفسية، يعاني الناس غالبًا في صمت ولا يسعون للحصول على تدخل مناسب لحالاتهم. إن التوعية بالصحة النفسية هي مبادرة مهمة لتحسين فهم حالات الصحة النفسية وزيادة فرص الحصول على الرعاية الصحية لمن يحتاجون إليها.

تهدف التوعية بالصحة النفسية إلى تقليل الوصمة الاجتماعية حول المرض النفسي من خلال مشاركة الخبرات الشخصية؛ وبالتالي، فهي خطوةٌ ضرورية واستباقية للصحّة النفسية والعافية النفسية، إذ غالباً ما تؤدّي المفاهيم الخاطئة حول الصحة النفسية إلى التزام الناس الصمت بشأن ظروفهم، ما يُفضي بهم إلى المعاناة. كما تُساهم التوعية بالصحة النفسية في تحسين فهم المشاكل النفسية والوصول إلى مقدّمي رعاية الصحة النفسية في الوقت المناسب.