يصدر برنامج غزة للصحة النفسية، كمؤسسة رائدة ومستقلة في مجال الصحة النفسية وحقوق الانسان في قطاع غزة، بياناً صحفياً يسرد من خلاله ظروف الغزييّن وكيف حاولوا التكيف مع تسعة أشهر من العدوان الإسرائيلي على القطاع وكذلك الحصار والنزوح والانتهاكات الجسيمة الأخرى لحقوق الإنسان.
يركز التقرير الذي يأتي بعنوان: "تسعة أشهر من حرب إسرائيل على غزة: التداعيات المرتبطة بالصحة النفسية واستجابة برنامج غزة للصحة النفسية" على الحاجة الملحة لإعادة بناء الأمن والأمان، وتقديم بصيص من الأمل للمجتمع الغزي المكلوم، كما ويقدم أيضا توصيات حول ضرورة إيلاء التدخلات النفسية أولوية كبيرة باعتبارها جزءاً أساسياً ضمن الخدمات الإنسانية والاغاثية المقدمه في القطاع.
لقد تم إعداد هذا التقرير استناداً على البيانات العيادية التي تم جمعها من اخصائيي واخصائيات البرنامج والذين قاموا بدورهم خلال هذا العدوان بالحفاظ على استدامة عمل برنامج غزة للصحة النفسية بالرغم مما كابدوه من فقدان وصدمات نفسية، بالإضافة إلى الدمار الذي لحق بمركزيين من اصل ثلاثة مراكز مجتمعية تابعة للبرنامج، وتضرر المركز الثالث.
كما ويسلط هذا التقرير الضوء على مستويات الصدمة النفسية الناتجة عن الفقدان الذي طال أفراد الأسرة والمنازل وكذلك حالة النزوح المتكررة، بالإضافة الى الاعتداءات وحالات التعذيب وسوء المعاملة والاهمال الذي تعرض له الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية، وعملية التجويع ومنع المساعدات من الوصول وسوء التغدية التي مني بها سكان القطاع. وإلى جانب ذلك، يوصّف هذا التقرير التداعيات النفسية المدمّرة على اليافعين والأطفال، والذي تعرض الكثير منهم إلى فقدان الأبوين ومقدمي الرعاية أو تعرضوا لاصابات بالغة غيرت مجرى حياتهم للأبد لتجعل من طفولتهم طفولةً مأساويةً.
لقد نفذت طواقم برنامج غزة للصحة النفسية زيارات الى مراكز الإيواء وتجمعات النازحين والمستشفيات وقدمت خدمات الإسعاف النفسي الأولي للنازحين وضحايا الصدمات النفسية المعقدة، وخلال هذه الزيارات قدم الأخصائيون والأخصائيات تقارير تعكس مستوى مرتفع من الشعور بالعجز والإحباط والاعراض النفسجسمانية بين السكان المتضررين، كما وقدم ايضاَ تفصيلا عن آثار الفقدان والرعب المستمر وانعدام الأفق، حيث استخدم روايات الضحايا ورسومات الأطفال لتوضيح حجم المعاناة.
وفي غمرة هذه الاحتياجات العظيمة، يتلقى العديد من الأشخاص الذين تظهر لديهم اضطرابات نفسية شديدة علاجاً نفسياً متخصصاً من البرنامج، إلا أنه دون تحقيق حالة من الأمن من خلال وقف شامل ودائم لإطلاق النار ووصول كافٍ للأدوية، فإن انجازات طواقم البرنامج تبقى محدودة بشكل أو بآخر.
ويركز التقرير على حاجة المجتمع لاستشعار الامان والأمل ، ويحث المجتمع الدولي على الوقوف امام مسؤولياته في دعم الفلسطنيين في إعادة الاعمار والعمل على ضمان مستقبل أفضل لهم.
لقراءة التقرير كاملاً: رعاية الناجين: تقرير جديد يكشف تداعيات الحرب على الصحة النفسية