الميزان يصدر تقريراً حول مكبات النفايات في قطاع غزة "الآثار البيئية والصحية"

 

مركز الميزان لحقوق الإنسان يصدر تقريراً بعنوان مكبات النفايات في قطاع غزة "الآثار البيئية والصحية"، ويسلّط الضوء على واقع مكبات النفايات في قطاع غزة وأهمية إدارة النفايات والاستفادة منها والتوجه نحو إعادة استخدمها وتدويرها، ارتباطاً باحترام حقوق الإنسان والحفاظ على البيئة وحماية الصحة العامة للسكان. ويُستهل بمدخل عام، ثم يتناول الاشتراطات المطلوبة في مكبات النفايات الرئيسة، ويوضح أنواع مكبات النفايات في القطاع وكميات النفايات المنتجة فيها، ثم يستعرض المخاطر البيئية والصحية لمكبات النفايات، وينتهي بخلاصة وتوصيات مهمة.

وتخلل العمل على إعداد التقرير نشوب حريق بتاريخ 1/9/2023 في مكب حجر الديك الكائن شرق محافظة غزة، حيث توسعت النيران فيه، واستطاعت الجهات المختصة إطفاء الحريق بتاريخ 9/9/2023، في ظل انتشار الدخان في المناطق الشرقية لمدينة غزة محدثة مشكلة بيئية. علماً أنّه تعرّض لحريق مماثل بتاريخ 3/3/2023، بسبب إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة على السياج الفاصل شرق مدينة غزة لعدد من قنابل الغاز المسيل للدموع تجاه المكب، وصلت لكومة النفايات، وتواصل الحريق لعدة أيام، حيث تمكنت طواقم الدفاع المدني من إخماد الحريق بتاريخ 8/3/2023. وتسبب الدخان الناجم عن الحريق في مشكلة بيئية وصحية في محيط المنطقة أثرّت على السكان في المناطق القريبة.

 

خلُص التقرير إلى أنّ سلطات الاحتلال الإسرائيلي تعوق عمليات تطوير مكبات النفايات في قطاع غزة، وذلك من خلال سياسة التقييد التي تأتي في سياق الحصار المشدد الذي تفرضه على القطاع للسنة ال17 على التوالي، والذي يسهم في تفاقم الحالة البيئية المتردية في مناطق القطاع. وتتسبب إجراءات الاحتلال في عدم توسعة مكب النفايات القائم في جحر الديك شرق غزة بسبب تكدس النفايات داخله، بفرضها منطقة مقيد الوصول لمسافة 300 متر من السياج الفاصل، علماً أن المكب يلاصق السياج. كما تعوق سلطات الاحتلال إنشاء مكبات أخرى في المناطق الحدودية البعيدة نسبياً عن المناطق السكنية وفقاً لجغرافية القطاع. وتمنع سلطات الاحتلال دخول الآليات اللازمة للعمل في مكبات النفايات، مثل: جرافات البلدوزر كبيرة الحجم (D9) التي تدفع كميات النفايات وتسويها بالأرض، وآلات ضغط النفايات (المدحلة). ودخول آليات جمع النفايات التي تستخدمها البلديات وجهات الجمع مثل الصناديق الكبيرة (الرمثا)، وسيارات الجمع (المكبس). ودخول الرافعات، وإدخال قطع الغيار اللازمة لصيانة الآلات والمعدات الخاصة بمنظومة جمع النفايات الصلبة والتخلص منها في قطاع غزة.

وخلص إلى أنّ مشكلة النفايات الصلبة تتمثّل في كونها إحدى المشكلات الكبيرة التي تواجه سكان قطاع غزة، وتتعامل معها كل من مجلسي الخدمات والبلديات وعدد من الشركات الخاصّة التي تلجأ إليها بعض البلديات، وتنقلها في أماكن خاصّة منها المكبات المركزية ومنها العشوائية والمؤقتة، وتقدّر كمية النفايات الصلبة الناتجة عن القطاع بحوالي 2000 طن يومياً. وتكمن مشكلة النفايات الصلبة في قطاع غزة في عدم وجود مكبات صحية تكفي حاجة سكان القطاع، وتلتزم بالاشتراطات الصحية والبيئية لحماية المواطنين من مخاطر النفايات لا سيما البلاستيكية، حيث يحتاج قطاع غزة فعلياً إلى مكبين صحيين رئيسين، في الوقت الذي يتوفر فيه مكب واحد فقط تنطبق عليه الشروط الصحية والبيئية جنوبي القطاع، بينما يحتاج مكب جحر الديك لإعادة التأهيل والتطوير، فيما يوجد العديد من المكبات المفتوحة المؤقتة التي تكب فيها النفايات بعشوائية، وتتكدس فيها أطنان النفايات المضرّة بالبيئة والصحة العامة، وتحتاج للترحيل الفوري وإيجاد حلول طارئة واستراتيجية، حيث تحتاج منظومة إدارة النفايات في قطاع غزة إلى تطوير عمليات الجمع والفرز وإعادة الاستخدام والتدوير، وإلى إنشاء مكبات صحية، وتوفير عربات خاصّة للقيام بمهام الجمع والنقل والطمر، حيث يوجد نقص كبير في عدد العربات المخصصة للجمع والنقل والطمر.

وخلص التقرير إلى أنّ أضراراً كبيرة تتسبب بها النفايات الصلبة للبيئة والصحة العامة، وتنعكس على جملة حقوق الإنسان، إن لم تتبع الطرق السليمة في كيفية إدارة هذه النفايات والتخلص منها. وعليه وضع التقرير مجموعة من التوصيات، كان أبرزها:

  1.  ضرورة تحمّل المجتمع الدولي مسؤولياته وإلزام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالسماح بإنشاء مشروعات إدارة النفايات الصلبة والمشروعات التنموية والاقتصادية الحيوية في قطاع غزة، والسماح بإدخال الأجهزة والمعدات اللازمة لتلك المشروعات، ووقف انتهاكاتها الجسيمة والمنظمة بحق المدنيين الفلسطينيين.
  2. ضرورة تنسيق عمليات إدارة النفايات محلياً؛ بين البلديات ومجالس الخدمات المشتركة، وتفويض البلديات بالجمع الأولي للنفايات (من المنازل والمنشآت إلى محطات الترحيل)، والمجالس بالجمع الثانوي (النقل من محطات الترحيل للمكب والتخلص منها)، وذلك لضمان توحيد الجهود والوصول إلى إدارة سليمة للنفايات الصلبة.
  3. أهمية سعي وزارة الحكم المحلي للارتقاء بمنظومة إدارة النفايات الصلبة في قطاع غزة، والعمل على تقليل حجم النفايات الواصلة إلى مكبات النفايات، من خلال فرزها في محطات خاصة، وتفعيل صناعات إعادة الاستخدام وإعادة التدوير.
  4. أهمية إيجاد جهات الاختصاص طرق موائمة ومبتكرة للاستفادة من الكم الكبير من النفايات المتراكمة في المكبات القائمة سواء مكب جحر الديك أو المكبات المؤقتة، واستغلالها في إعادة التدوير لا سيما النفايات العضوية.
  5. ضرورة قيام الجهات الحكومية والأهلية بتوعية المواطنين بأهمية فرز النفايات الصلبة في المنزل، ووضع النفايات البلاستيكية والحديدية والورق والكرتون كل على حدة، لمساعدة صناع الجمال وطواقم نقل وفرز النفايات في عملهم. وذلك ضمن خطة وطنية شاملة للاستفادة من تلك النفايات وإعادة استخدامها وإعادة تدويرها.

 

 

اشترك في القائمة البريدية