المركز الفلسطيني يدين تصعيد قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية: مقتل طفل في أريحا وإصابة 3 مواطنين في نابلس


يدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بشدة استمرار التصعيد من قوات الاحتلال الإسرائيلي بما في ذلك تنفيذ اقتحامات في عمق مدن الضفة الغربية واقتراف جرائم القتل والتدمير، والتي كان من آخرها مقتل مواطنين، أحدهما طفل، خلال اقتحامها مخيم عقبة جبر جنوب أريحا، وإصابة ثلاثة مواطنين خلال اقتحام نابلس.

واستناداً للمعلومات التي جمعتها باحثة المركز، حول ما حدث في أريحا، ففي حوالي الساعة 4:00 فجر يوم الثلاثاء الموافق 15-8-2023، تسللت قوة خاصة من قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى مخيم عقبة جبر للاجئين المتاخم لمدينة أريحا، وتمركزت في حارة أبو العسل، وداهمت منزل عائلة المواطن محمد نصر خليل أبو العسل، 26عاماً، وفتشت المنزل واعتقلت المذكور. في تلك الأثناء، تجمهر عدد من الشبان والفتية وتصدوا لجنود الاحتلال بالحجارة والزجاجات الحارقة، إلى أن سمع صوت اشتباك مسلح بين جنود الاحتلال وأفراد المقاومة وجرت الاشتباكات في الحارة المذكورة. خلال عدة دقائق وصلت تعزيزات من قوات الاحتلال لمكان الحدث، واستمرت الاشتباكات حوالي 15 دقيقة، أسفرت عن إصابة أحد المقاومين بجراح. في الوقت نفسه كان الطفل قصي عمر سليمان الولجي، 16عاماً، يقود دراجته النارية عائداً من منزل شقيقته في المخيم، علمًا أنه من سكان مدينة أريحا، وبمجرد مروره من الشارع على بعد 50 مترًا من موقع الاشتباك، حيث تتواجد قوة عسكرية كبيرة من جيش الاحتلال في الشارع الرئيسي، أطلق جنود الاحتلال النار تجاهه دون أي تحذير أو مبرر، فأصيب بعياريين ناريين بالصدر، وبدأت قوات الاحتلال بالانسحاب من المكان. خلال عملية الانسحاب، تجمع أهالي المخيم ونقل الشبان المصابان بسيارة مدنية وخلال نقلهما شرع جنود الاحتلال بإطلاق النار محيط المركبة عشوائيًّا ولم يتمكنوا من إيقافها وانطلقت مسرعة بالمصابين إلى مستشفى أريحا الحكومي، ولاحقاً أعلنت المصادر الطبية في المشفى عن وفاتهما متأثرين بإصابتهما. وتبين أن المقاوم القتيل هو محمد ربحي نجوم،25عاماً، سكان مخيم عقبة جبر، وأصيب بعيار ناري في الجهة اليسرى من صدره. والطفل من سكان مدينة اريحا وسط الضفة الغربية.

ووفق المعلومات التي جمعها باحث المركز حول ما حدث في نابلس، ففي حوالي الساعة 10:30 مساء اليوم نفسه (الثلاثاء) اقتحمت قوات الاحتلال مدينة نابلس من مدخلها الشمالي الشرقي، وتمركزت القوة في محيط قبر يوسف بهدف تأمين حماية دخول عشرات الحافلات التي تقل مستوطنين للمكان، واعتلى بعض أفرادها أسطح المنازل المجاورة للقبر، وأحكمت الحصار عليه. إثر ذلك اندلعت مواجهات مع المواطنين الذين رشقوا بالحجارة آليات الاحتلال المتوغلة، في حين أطلقت تلك القوات أعيرة نارية وأعيرة معدنية مغلفة بطبقة رقيقة من المطاط وقنابل الصوت والغاز تجاه المتظاهرين. أسفر ذلك عن إصابة ثلاثة مواطنين أحدهم جراحه بالغة الخطورة.  وقد انسحبت تلك القوات في حوالي الساعة 5:00 فجر اليوم الأربعاء.  وقبل انسحابها، دمرت قوات الاحتلال المحتوى الداخلي لمنزل غير مأهول للمواطن عبد الله أبو شلال في مخيم بلاطة، شرقي مدينة نابلس.

المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان يحذر من تصاعد سياسة الاقتحامات في عمق المدن الفلسطينية، وما يتخللها من انتهاكات متعددة بما فيها القتل دون أي مبرر التي تقترفها قوات الاحتلال في الضفة الغربية. ويكرر دعوته المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي ووقف ازدواجية المعايير في تطبيق القانون الدولي، ويدعو على نحو خاص المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية للعمل جديًّا في الوضع الفلسطيني.

ويجدد المركز مطالبته للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها الواردة في المادة الأولى من الاتفاقية والتي تتعهد بموجبها بأن تحترم الاتفاقية وأن تكفل احترامها في جميع الأحوال، كذلك التزاماتها الواردة في المادة 146 من الاتفاقية بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة.

 

اشترك في القائمة البريدية