مركز الميزان يستنكر طريقة التعامل مع المسيرات السلمية في غزة، ويطالب بفتح تحقيق عاجل في الانتهاكات التي تخللتها

 

انطلقت عدة مسيرات سلمية عند حوالي الساعة 17:00 مساء الأحد الموافق 30/7/2023، في مناطق مختلفة من القطاع، شملت محافظة رفح، وخان يونس، ودير البلح، وغزة، وشمال غزة، للمطالبة بحل أزمة الكهرباء والبطالة وتحسين الأوضاع المعيشية في قطاع غزة، وذلك تلبية لدعوات أطلقها مجموعة من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى الرغم من الطابع السلمي للمسيرات إلا أنها شهدت بعض أعمال عنف أدت إلى إصابة عدد من المشاركين بجروح وكدمات. كما وثق المركز حالات اعتداء على مشاركين، واعتقال عدد منهم من قبل أفراد من الشرطة والأجهزة الأمنية على خلفية المشاركة في هذه المسيرات.

وبحسب المعلومات الميدانية، فقد تجمع المئات من المواطنين، عند حوالي الساعة 17:00 مساء يوم الأحد الموافق 30/7/2023، في مناطق محددة في مختلف محافظات قطاع غزة، وقد رافقت هذه التجمعات تجمعات أخرى لمواطنين من أنصار حركة حماس. وكانت الحركة قد دعت أنصارها إلى هذه التظاهرات بالتزامن مع وقت وأماكن تجمع المشاركين في التجمعات المطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية، لا سيما في مخيم جباليا منطقة الترنس، وخان يونس، ورفح، ورفع أنصار حماس شعارات تدعم المقاومة وتطالب برفع الحصار.

هذا وحدثت صدامات ومشاحنات بين المشاركين في تلك التجمعات، وتطورت إلى حد العراك والتراشق بالحجارة، هذا وتسبب الاعتداء على المشاركين في إصابة عدد منهم بجروح وكدمات متفاوتة. في حين اعتقلت الشرطة الفلسطينية عدداً من المشاركين في التجمعات المطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية، ومنع عضو الأمانة العامة لنقابة الصحفيين، الصحفي وليد طلال محمد عبد الرحمن (44 عاماً)، من تغطية مسيرات شمال غزة..

وفي سياق متصل، تعرض الصحفي إيهاب عمر فسفوس (44 عاماً) للتهديد من قبل أشخاص يرتدون ملابس مدنية، ووفق إفادة الصحفي للمركز فقد عرفوا أنفسهم على أنهم من المباحث، ومنعوه من استخدام الكاميرا التي كانت بحوزته، وتكرر الأمر عند تحرك المسيرة تجاه دوار أبو حميد في خان يونس من قبل شخص آخر يرتدي ملابس مدنية وعرف عن نفسه بأنه من الأمن الداخلي.

وفي محافظة غزة، فضت الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية في قطاع غزة المسيرة السلمية المقررة في ساحة الجندي المجهول وسط مدينة غزة عند حوالي الساعة 17:00 مساء اليوم نفسه، حيث هاجم عناصر الأجهزة الأمنية المتجمعين، واعتدوا عليهم بالضرب واعتقلوا عددا منهم.

وفي محافظة دير البلح، اعتقلت الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية في قطاع غزة، ثلاثة أشخاص على خلفية المشاركة في التجمع السلمي في مخيم المغازي احتجاجاً على الظروف المعيشية التي يعيشها المواطنون في قطاع غزة.

كما اعتقلت شرطة محافظة رفح، أربعة مواطنين، على خلفية مشاركتهم في الحراك الشبابي، من بينهم ثلاثة كانوا يخضعون للعلاج في مستشفى أبو يوسف النجار في رفح، نتيجة الصدام الذي حدث بالقرب من ميدان العودة بين أنصار حماس وبين مسيرة الحراك الشبابي، وجرى توقيفهم بعد عرضهم على نيابة رفح.

مركز الميزان لحقوق الإنسان يعبر عن أسفه الشديد للانتهاكات التي تعرض لها المشاركون في المسيرات السلمية، ويؤكد على ضرورة احترام الحق في التجمع السلمي والحق في حرية الرأي والتعبير وحرية العمل الصحفي وعمل وسائل الإعلام، كونها حقوق مكفولة بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان، والقانون الأساسي الفلسطيني. 

مركز الميزان إذ يطالب بالإفراج عن المحتجزين، وإذ يكرر مطالبته النيابة العامة بفتح تحقيق جدي في مجمل هذه الأحداث بما في ذلك الإجراءات التي اتبعتها الأجهزة الأمنية في معرض تعاملها مع المشاركين في تلك المسيرات، فإنه يؤكد على أن واجب الأجهزة الأمنية ليس فقط احترام الحق في التجمع السلمي والحق في حرية الرأي والتعبير، بل عليها اتخاذ الإجراءات اللازمة أيضاً للحفاظ على أمن وسلامة المواطنين خلال ممارستهم لهذه الحقوق.

كما ينظر المركز بقلق إلى الأحداث التي رافقت المسيرات السلمية والصدام الذي حدث بين المشاركين وأنصار حركة حماس في أكثر من محافظة، ويحذر من خطورة هذه الأحداث على الأمن والسلم المجتمعي، ويخشى أن تكون نهجاً لترويع وقمع المشاركين في التجمعات سلمية.

مركز الميزان يدعو دوائر العمل الحكومي في غزة إلى النظر جدياً في المطالب المشروعة التي رفعها المحتجين، ومراجعة سياساتها المتعلقة بالكهرباء والضرائب والمخططات الهيكلية في البلدية، وتبني سياسات اقتصادية واجتماعية تراعي ظروف المجتمع وتدعم صمود الناس، لأن الظروف الاجتماعية والاقتصادية بالغة الصعوبة والخطورة، في ظل استمرار الحصار والعقاب الجماعي المفروض على القطاع واستمرار الانقسام.

 

اشترك في القائمة البريدية