الهيئة المستقلة تنظم ورشة عمل حول الحق في حرية الرأي والتعبير والوصول للمعلومات في إطار التنظيم الذاتي لمهنة الإعلام

 

نظمت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان "ديوان المظالم" ورشة عمل عبر الربط الإلكتروني ما بين مدينتي رام الله وغزة، حول الحق في حرية الرأي والتعبير والوصول للمعلومات في إطار التنظيم الذاتي لمهنة الإعلام، بالتعاون مع عدد من المؤسسات الشريكة في برنامج الزمالة الدولي المتقدم حول تطور وسائل الإعلام في الحياة الديمقراطية، بمشاركة عدد من الإعلاميين ومسؤولي المؤسسات الإعلامية والأكاديميين في كليات الإعلام في قطاع غزة.

وأوضحت منسقة الاتصال والتواصل في الهيئة المستقلة نسمة الحلبي والتي أدارت الورشة، أن الهدف منها هو التعريف بمفهوم التنظيم الذاتي لمهنة الإعلام، وهو مفهوم قديم جديد، أصبح من الأهمية بمكان إبرازه في ظل التغيرات السياسية والتكنولوجية الحالية التي من شأنها تقييد العمل الصحفي والحريات الإعلامية وإحداث خلل في ثقة الجمهور بوسائل الإعلام، لوضع أسس تنظيمية حديثة تتواءم مع المشهد الإعلامي الجديد.

وأكد الأستاذ طلال عوكل عضو مجلس مفوضي الهيئة أهمية العمل الدؤوب بمختلف الآليات التي تحقق النهوض بواقع الإعلام والممارسات الصحافية على أسس مهنية، وأهمية الدور الذي يؤديه في الحياة العامة بما يضمن حماية حقوق الإنسان ويخدم احتياجات المجتمع خاصة في ظل الواقع الاستثنائي في فلسطين في ظل الاحتلال والخلافات السياسية.

من جانبه قدم مدير مشروع الزمالة في مؤسسة نيراس خليل عنصرة تعريفا ببرنامج الزمالة الدولي(ITP) الذي يستهدف أكثر من 20 دولة من بينها دول من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (فلسطين، لبنان، تونس، المغرب)، بتمويل من الوكالة السويدية للتعاون الإنمائي الدولي (سيدا)، يهدف إلى توفير منصة للحوار لممثلي وسائل الإعلام ومؤسسات رسمية ومجتمع مدني، لبحث سبل تحسين التنظيم الذاتي والأطر التنظيمية لوسائل الإعلام، من خلال بناء القدرات بهدف إحداث تغيير حقيقي من خلال تخطيط وتنفيذ مشاريع للتنظيم الذاتي لوسائل الإعلام أكثر كفاءة واستدامة.

واستعرض مدير المعهد الفلسطيني للاتصال والتنمية الأستاذ فتحي صباح تجربة المشاركة في هذا البرنامج وما تم الاطلاع عليه من خبرات وتجارب دول متعددة في مجال التنظيم الذاتي للإعلام، تتعدد آلياتها وتختلف تبعاً لطبيعة كل مجتمع، إلا أنها تتفق في معايير أساسية تتلخص في عدم تدخل الدولة أو أي أطراف أخرى في ممارسة المهنة، وحماية حقين أساسيين، هما: الحق في حرية التعبير، والحصول على المعلومات، والالتزام بأخلاقيات المهنة وتعزيز العمل المهني الذي يحافظ على ثقة الجمهور.

فيما شدد الأستاذ مجيد صوالحة مسؤول الاتصال والتواصل في الهيئة على أهمية مدونات السلوك وأخلاقايات مهنة الصحافة وتعزيز مضامينها بما يخدم معايير التنظيم الذاتي، لافتاً إلى أن العمل يجري في إطار برنامج الزمالة على مساقات علمية تتضمن هذه المفاهيم، ويمكن أن تشكل إسهاماً مهماً على صعيد المناهج الدراسية في جامعاتنا الفلسطينية لتمكين طلبة الإعلام واكسابهم المعارف والمهارات المطلوبة.

ومن جانبها، أشارت منسقة البرنامج في فلسطين نبال ثوابتة إلى أهمية التعاون والتشبيك الذي يحققه برنامج الزمالة بين عدد من المؤسسات المحلية والاقليمية لتقديم أفضل الممارسات في مجال التنظيم الذاتي، لافتة إلى البدء بتنفيذ مشروع منصة إلكترونية للتوعية بمعايير التنظيم الذاتي ونقل الخبرات والتجارب المتعلقة به، قد تتطور لتؤدي دور الوسيط الإعلامي لاستقبال شكاوى وحا اشكاليات تتعلق بالصحافيين، وصولاً الى إقرار مبادئ تنظيم ذاتي فعالة تخدم الصحافة وتعزز وجود بيئة إعلامية تراعى فيها الأخلاقيات والمعايير المهنية، وتحافظ على وجودها وتطورها في ظل ثورة التكنولوجيا.

وفي مداخلته، أكد المحامي بكر التركماني منسق التحقيقات والشكاوى في الهيئة أن تعزيز الحريات الإعلامية، يتطلب تهيئة بيئة قانونية تتعلق بتوحيد القوانين وتعزيز رؤية المُشرع تجاه بيئة داعمة لحرية الرأي والتعبير والحق في الوصول للمعلومات، الأمر الذي يتطلب مواءمة التشريعات الوطنية المتعلقة بحرية الإعلام بما ينسجم مع العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والاقتصادية، مؤكداً أن معايير التنظيم الذاتي من شأنها تعزيز بيئة الحريات الإعلامية وحماية الصحافيين. 

وأجمع المشاركون في الورشة على أن التنظيم الذاتي لمهنة الإعلام خطوة مهمة على طريق  حماية وتعزيز الحريات الإعلامية، والنأي بمهنة الصحافة من أية سطوة، ومنحه مساحة حرة من التنظيم عبر القيم والمعايير والأخلاقيات والسلوكيات المهنية التي تطور الإعلام وتحمي حرية الرأي والتعبير والعمل الصحافي.

وأكدوا أنه لا يمكن الحديث عن التنظيم الذاتي لوسائل الإعلام في معزل عن الواقع الفلسطيني والاشكاليات الكبيرة واحتياجات الصحافيين التي يتسبب بها الاحتلال والانقسام السياسي، لذا من المهم توافر بيئة تمثيلية مستقلة جامعة للصحافيين، تضغط باتجاه توسيع ساحة الحريات مع التحلي بالمسؤولية.

يذكر أن عدداً من المؤسسات الإعلامية والحقوقية والأكاديمية المهتمة بتحسين واقع الإعلام في فلسطين، شاركوا في برنامج الزمالة الدولي المتقدم حول تطور وسائل الإعلام في الحياة الديمقراطية في نسخته الثالثة  ITP3 للعام2022_ 2023وهم: مركز تطوير الإعلام_ جامعة بيرزيت، الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، المرصد الفلسطيني للتحقق والتربية الإعلامية (كاشف)، نقابة الصحافيين الفلسطينين، دائرة الإعلام الرقمي- جامعة القدس، دوز للصحافة والإعلام، راديو الرابعة من الخليل، ويعكفون على تعميم المعرفة بمفهوم التنظيم الذاتي لوسائل الإعلام ونقل الخبرات والتجارب المتعلقة به.

اشترك في القائمة البريدية