المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان يدين التصعيد المستمر من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية

 

يدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان التصعيد المستمر من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، حيث اقتحمت فجر اليوم مدينة جنين ومخيمها وقتلت سبعة مواطنين، بينهم مدنيان، وأصابت 28 آخرين، غالبيتهم من المدنيين، بينهم تسعة في حالة الخطر الشديد، وذلك خلال عملية عسكرية واسعة، استخدمت فيها الآليات الثقيلة والطائرات الحربية، ولاتزال مستمرة حتى لحظة اعداد هذا البيان.

وعقب المحامي راجي الصوراني، مدير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان على هذا التصعيد قائلاً:

"تذكر هذه العملية بالهجمات المتكررة والنمطية التي تشنها قوات الاحتلال في كافة أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة والتي كان المدنيون فيها دائماً في عين العاصفة، بل إنها تستهدف إلحاق الأذى بالمدنيين والتدمير المنهجي والمتعمد للبنى التحتية المدنية، وهو ما يشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وفق القانون الدولي.  إننا نكرر الدعوة للمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية للتحرك الفوري، بما يشمل الشروع في التحقيق في الوضع في فلسطين، في مواجهة هذه الجرائم وتوجيه رسالة واضحة لمقترفي جرائم الحرب بأن لجريمة بدون عقاب."  

ووفق المعلومات التي جمعها طاقم المركز حول احداث جنين، ففي حوالي الساعة 1:00 فجر اليوم الاثنين الموافق 3/7/2023، اجتاحت قوات الاحتلال الاسرائيلي، تساندها الآليات الثقيلة والطائرات الحربية والمسيرة بدون طيار، وقامت بإغلاق كافة مداخل المخيم بالسواتر الترابية، وفصلته عن المدينة، وسط قصف جوي من الطائرات للعديد من المنشآت المدنية. اعتلى عدد من جنود الاحتلال العديد من المنازل السكنية في المخيم، وحولوها إلى ثكنات عسكرية تمركز فوقها القناصة. واندلعت اشتباكات بين أفراد من المقاومة وقوات الاحتلال، أدت إلى مقتل اربعة مقاومين هم: نور الدين حسام يوسف مرشود، سميح فراس سميح ابو الوفا، أوس هاني حسن الحنون وحسام محمد ابو ذيبة.

وفي حوالي الساعة 10:00 صباحاً، أطلق أحد القناصة النار باتجاه أحد افراد المقاومة ويدعى علي الغول، 20 عاماً، في حارة الدمج على أطراف المخيم، حيث أصيب في صدره، فتقدم المواطن مجدي عرعراوي، 21 عاماً، لسحبه فأطلق عليه القناص عيار ناري أصابه في الرقبة، ومن ثم تقدم محمد مهند الشامي، 18 عاماً، لسحبهما، فاطلق قناص النار عليه، واصابه في راسه وترك ثلاثتهم ينزفون لأكثر من نصف ساعة حتى تمكن المواطنون من سحبهما الى داخل احد المنازل، وهم قتلى.

وبحسب وزارة الصحة حتى اللحظة هناك 28 إصابة، معظمهم من المدنيين، بينهم 9 في حالة الخطر الشديد. ولا تزال العملية مستمرة.

واحتجاجاً على جرائم الاحتلال في جنين، ففي حوالي الساعة 3:44 فجر اليوم الموافق 3/7/2023، انطلقت مسيرة سلمية من وسط مدينة البيرة، وسارت باتجاه المدخل الشمالي لمدينة البيرة.  وهناك تجمهر عدد من الشبان والفتية، على المدخل

المذكور، وألقوا الحجارة صوب الجنود المتمركزين على حاجز المحكمة العسكري المقام قرب مستوطنة "بيت إيل"، شمال المدينة.  ترجل عشرات الجنود من داخل الحاجز العسكري المذكور، وأطلقوا الاعيرة النارية والأعيرة المعدنية وقنابل الغاز والصوت باتجاه المتظاهرين.  وحسب شهود عيان واثناء اندلاع المواجهات، كان المواطن محمد عماد ابو حسنين،21عاماً، يقف على بعد 30 متراً من مكان المواجهات، حيث أطلق جنود الاحتلال النار عليه بشكل مباشر، مما أدى إلى إصابته بعيار ناري في الرأس. ونقل بواسطة سيارة اسعاف الهلال الاحمر الى مجمع فلسطين الطبي، وهناك أعلن عن وفاته بعد حوالي نصف ساعة من محاوله انعاشه.

المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان يحذر من تفاقم الأوضاع في الضفة الغربية ويكرر دعوته المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي ووقف ازدواجية المعايير في تطبيق القانون الدولي، ويدعو على نحو خاص المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية للعمل جديًّا في الوضع الفلسطيني.

ويجدد المركز مطالبته للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها الواردة في المادة الأولى من الاتفاقية والتي تتعهد بموجبها بأن تحترم الاتفاقية وأن تكفل احترامها في جميع الأحوال، كذلك التزاماتها الواردة في المادة 146 من الاتفاقية بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة.

 

 

 

 

اشترك في القائمة البريدية