الإغاثة الزراعية تنظم مؤتمر بعنوان "آفاق معالجة المياه العادمة وإعادة استخدامها في فلسطين"

 

نظمت جمعية التنمية الزراعية (الإغاثة الزراعية) مؤتمر" آفاق معالجة المياه العادمة وإعادة استخدامها في فلسطين"، وذلك ضمن برنامج "المساهمة في تحسين صمود المجتمعات الريفية المعرضة للخطر في نابلس وخانيونس لتمكينها من الوصول الى الحقوق بطريقة منصفة ومستدامة" الممول من التعاون الإسباني AECID و المنفذ من خلال مؤسسة FPS

ورحب مدير عام الإغاثة الزراعية منجد أبو جيش بالمشاركين في المؤتمر و أشاد بالشراكات التي عقدتها الإغاثة الزراعية مع سلطة المياه الفلسطينية ووزارة الزراعة وجامعة بيرزيت وجامعة خضوري كجهات فاعلة في مجال إعداد الدراسات و البحوث و التطبيق الفعلي لإعادة استخدام المياه المعالجة في القطاع الزراعي في فلسطين خصوصا في ظل سيطرة الاحتلال على معظم المصادرة المائية للفلسطينيين وبالتالي انخفاض الحصة المائية الفلسطينية وارتفاع تكلفتها.

وأشار أبو جيش لتدخلات المؤسسة في هذا المجال ، حيث عملت الإغاثة الزراعية على إنشاء محطات تنقية مياه في عانين وعنزة وبيت دجن كنماذج هدفها تشجيع إعادة استخدام المياه المعالجة في القطاع الزراعي.

واَضاف أبو جيش ان مجال استخدام المياه المعالجة في فلسطين يعاني من مشاكل وتحديات كبيرة أهمها مشكلة الوعي لدى المواطنين بضرورة استخدام هذه المياه في بعض المحاصيل الزراعية التي تسمح ، كما أن القوانين الناظمة لعمل لهذا القطاع بحاجة لتطوير ، وأن الإغاثة الزراعية ستأخذ بتوصيات المؤتمر وتشاركها مع الجهات الفاعلة لضمان تطبيقها بما يخدم القطاع الزراعي الفلسطيني .

وبين مدير دائرة استخدام المياه في وزارة الزراعة عماد خليف، أنه لا بد من طرح حلول جديدة لإعادة استخدام المياه العادمة بطريقة آمنة ومستدامة. موضحا أن هناك مواصفات خاصة للمياه المعاد تكريرها تتناسب مع المحاصيل الزراعية

وقدم م . عادل ياسين من سلطة المياه الفلسطينية مداخلة تناولت موضوع إعادة استخدام المياه المعالجة في القطاع الزراعي و أشار للاستراتيجية التي وضعتها السلطة في هذا الإطار و التي تستدعي تدخل الجهات الفاعلة سواء كانت حكومية او قطاع خاص أو منظمات مجتمع مدني.

وأضاف ياسين ان الظروف المناخية استدعت اعتبار المياه المعالجة مصدر رئيسي للمياه و انعكس ذلك في الاستراتيجية الخاصة بسلطة المياه ، حيث ان التغير المناخي وتأثيراته ليس السبب الوحيد لندرة المياه وارتفاع تكاليفها ويضاف له الاحتلال الذي يعتبر المسبب الأول لنقص المياه في فلسطين . وأن سلطة المياه تعمل على تطوير القوانين الناظمة لعمل هذا القطاع لمواكبة الأنظمة و المواصفات العالمية وان سلطة المياه تراقب بشكل دائم لنوعية المياه و المؤشرات ، كما ان سلطة المياه الفلسطينية ترى بأن ثقافة إعادة استخدام المياه المعالجة ليست منتشرة كما يجب بين المواطنين .

وقدم ممثل جامعة فلسطين التقنية د . تحسين سياعرة مداخلة تناولت العقبات و الفرص في قطاع معالجة المياه العادمة وإعادة استخدامها ، خصوصا ان لفلسطين خصوصية كبيرة في هذا المجال وهي تعتبر من المناطق التي تتأثر بالتغير المناخي ولا تأثر به ويضاف لذلك ممارسات الاحتلال و سياساته التي تهدف للسيطرة على موارد المياه و الأراضي الزراعية التي تراجعت بفعل كل ما سبق من ظروف خصوصا ندرة المياه التي استدعت بشكل عاجل اللجوء لإعادة استخدام المياه المعالجة في بعض الزراعات .

وأضاف سياعرة أن أهمية إعادة استخدام المياه المعالجة تتمثل في انها أصبحت مصدرا للمياه ، حماية البيئة والصحة بشكل عام و تحقيق مردود اقتصادي للمزارعين نظرا لتوافرها بشكل كبير في حال تعممت التجارب .

وأشار سياعرة الى المحاذير في استخدام المياه المعالجة ، حيث أنه لا يمكن استخدامها الا بعد التأكد من مطابقتها للمواصفات و ان طبيعة الاستخدام تحدد طبيعة المعالجة ، كما انه لا يمكن ان تستخدم المياه المعالجة في ري مختلف الأصناف الزراعية .

وقدم مدير البرامج والمشاريع في الإغاثة الزراعية م.عزت زيدان عرضا توضيحيا عن تدخلات المؤسسة التاريخية في مجال معالجة المياه وإعادة استخدامها ، حيث تطور العمل في هذا المجال في كل فترة زمنية بعد مراجعات ودراسات عدة أعادت الإغاثة الزراعية فيها النظر بكل توجه ( على المستوى الفردي / الصغير ، على المستوى المتوسط / التجمعات أو الأحياء السكنية ، على المستوى الكبير / محطات المعالجة للعنقود السكاني ) .

وأضاف زيدان بأن عدد محطات معالجة المياه في الضفة الغربية 28 بينما يبلغ عددها في قطاع غزة 5 محطات ،وذلك يعني 450 تجمع فلسطيني على الأقل بحاجة ل1.5 مليار دولار من أجل توفير شبكات الصرف الصحي وإنشاء محطات المياه المعالجة .

وقدم مجموعة من خبراء المياه والبيئة مداخلات تناولت التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجه إعادة استخدام المياه المعالجة في القطاع الزراعي ، كما تم نقاش ضرورة تكثيف البحوث وتكنولوجيا معالجة المياه العادمة وإعادة استخدامها في ظل الواقع الفلسطيني ، وتم عرض تجربة قرية عنزة في معالجة مياه الصرف الصحي ونموذج إعادة الاستخدام الناجح .

و استعرض الأستاذ و ضاح حمدلله الممثل لمؤسسة KFW المعيقات و الفرص المستنتجة من الخبرات السابقة في تنفيذ مشاريع معالجة المياه العادمة و إعادة استخدامها، حيث لخص كل الدروس و العبر التي يجب أخذها بعين الاعتبار قبل الخروج بتصميم نماذج ناجحة في معالجة المياه و استخدامها في تطوير القطاع الزراعي.

وقدم خبير المياه والبيئة في جامعة بيرزيت الدكتور راشد الساعد مداخلة حول أهمية تكيف البحوث والتقنيات والتكنولوجيا مع الواقع الفلسطيني في قطاع معالجة المياه العادمة وإعادة استخدامها. ونوه الى عدة توصيات حول خلق البيئة الممكنة والانتقال المستدام بين العامة ومستخدمين المياه المعالجة نحو تنمية فرص استغلال هذا المصدر الحيوي.

و استعرض دكتور ليث صبيحات تجربة معالجة المياه الخارجة من معاصر الزيتون و الذي قدم من خلالها نموذج تقني ناجح في معالجة الزيبار و تحويله الى مياه معالجة ذات خواص غير ضارة بالاراضي الزراعية.

وفي ختام المؤتمر تم فتح نقاش ما بين الخبراء والجامعات والمزارعين و تقديم التوصيات التي سيتم رفعها لكل جهة حسب الاختصاص .

 

 

 

اشترك في القائمة البريدية