في اليوم العالمي لحرية الصحافة، الميزان يوجه التحية للصحافيات والصحافيين ويجدد الدعوة لحمايتهم واحترام وتعزيز الحريات الإعلامية

يُحيي العالم في الثالث من آيار/ مايو من كل عام، اليوم العالمي لحرية الصحافة، تكريساً للمبادئ الأساسية لحرية الصحافة، وتعزيزاً لحماية وسائل الإعلام، وتكريماً للصحافيين الذين فقدوا حياتهم خلال ممارستهم للمهنة. ويصادف عام 2023 الذكرى السنوية الثلاثين لليوم العالمي لحرية الصحافة بعد إعلانه في العام 1993.

تأتي المناسبة هذا العام فيما تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي انتهاكاتها المنظمة والجسيمة بحق الصحافيين والصحافيات والعاملين في حقل الإعلام في الأراضي الفلسطينية المحتلة؛ بهدف منعهم من العمل الإعلامي والتغطية الصحفية أو الحدّ من قدرتهم على ممارسة أعمالهم تحت وطأة التهديد والاعتداء الجسدي وإطلاق النار والقصف، على الرغم من وضوح هوياتهم التي تميزها شارة الصحافة. وتنوعت الانتهاكات بحق الصحافيين/ات الفلسطينيين/ات بين استهدافهم بالقتل أو إصابتهم بجروح أو كسور أو حروق أو بالاختناق، أو بالضرب وتحطيم المعدات الصحفية، أو بالاعتقال التعسفي دون توجيه تهم محددة لهم، أو بمنعهم من الوصول لمناطق الأحداث، كما استهدفت وسائل الإعلام المختلفة عبر قصف وتدمير مقراتها ومركباتها، أو إغلاق وسائل الإعلام على خلفية تغطيتها الإعلامية، أو قرصنة ترددات البث للفضائيات الفلسطينية.

وتشير حصيلة عمليات الرصد والتوثيق التي ينفذها مركز الميزان لحقوق الإنسان في قطاع غزة، إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي أصابت صحفي خلال استهدافها الصحافيين/ات والعاملين/ات في حقل الإعلام خلال الفترة من 3/5/2022 وحتى 3/5/2023م، كما تعرضت (5) مؤسسات إعلامية للضرر خلال عدوان أغسطس 2022.

ووثق المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية "مدى" (605) انتهاك للحريات الإعلامية في فلسطين، حيث ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين (69%) من الانتهاكات بحق الصحافيين/ ات وحرياتهم، وارتكبت جهات فلسطينية مختلفة في الضفة الغربية وقطاع غزة (9%) من تلك الانتهاكات. وشهد العام 2022 مقتل الصحفيتين: شيرين أبو عاقلة وغفران وراسنة، وتصاعدت انتهاكات قوات الاحتلال بحق الصحفيين خلال عدوان أغسطس 2022 على قطاع غزة ومسيرات الاحتجاج والتضامن في الضفة الغربية، وطالت الانتهاكات (315) صحافياً و(42) صحافية، والاعتداء على (11) طاقماً صحفياً خلال العمل الصحفي. وكانت أبرز انتهاكات قوات الاحتلال بحق الصحافيين/ات: (2) حالتي قتل، و(122) اصابة واعتداء جسدي، (162) منع تغطية، (52) اعتقال واستجواب، (8) حالات إغلاق وتدمير مؤسسات إعلامية، (39) اتلاف معدات اعلامية والاستيلاء عليها[1].

في الذكرى الثلاثين لليوم العالمي لحرية الصحافة أكدت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) بأن "حرية التعبير محرك لجميع حقوق الإنسان الأخرى، ويعتبر الثالث من مايو بمثابة تذكير للحكومات بضرورة احترام التزامها بحرية الصحافة، وكما أنه يوم للتأمل بين الإعلاميين حول قضايا حرية الصحافة وأخلاقيات المهنة[2].

في اليوم العالمي لحرية الصحافة؛ يحيّي مركز الميزان لحقوق الإنسان الصحافيين/ات الفلسطينيين/ات والعاملين/ات في حقل الإعلام، على مواصلة جهودهم وتضحياتهم في سبيل نقل الحقيقة، ويدعوهم إلى تعزيز نضالاتهم المطلبية لتعزيز حرية الرأي والتعبير في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويجدد تضامنه معهم، ويعيد التأكيد على أهمية الوظائف والأدوار الإيجابية التي تقوم بها الصحافة في المجتمع لا سيما وظائف الإخبار والإعلام والتثقيف وفضح انتهاكات حقوق الإنسان.

ويشدّد "الميزان" على ضرورة ممارسة العمل الصحفي بكل حرّية من منطلق أهمية ممارسة الصحافة الحرة تحقيقاً للدور المنوط بها، وضرورة احترام قواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان لاسيما نص المادة (19) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، وحماية حقّهم في حرية الرأي والتعبير وحرية الوصول للمعلومات وحرية التجمع السلمي ارتباطاً بجملة حقوق الإنسان. وضمان توفير الحماية للعاملين/ات في حقل الإعلام في مناطق المنازعات المسلحة بوصفهم أشخاصاً مدنيين.

ولمّا كان اليوم العالمي لحرية الصحافة مناسبة لحث الدول والحكومات على ضرورة الوفاء بتعهداتها، ويتيح للعاملين في وسائل الإعلام فرصة التوقّف على قضايا حرية الصحافة، ولمّا كان هذا اليوم فرصةً للتضامن مع وسائل الإعلام التي يمارس بحقها القمع وتحرم من حقوقها، وإحياء ذكرى الصحفيين/ات الذين ضحوا بأرواحهم لنقل الحقيقة للرأي العام؛ فإنّ "الميزان" يطالب المجتمع الدولي بالتحرك العاجل للتحقيق في الانتهاكات المرتكبة بحقّ الصحفيين/ات الفلسطينيين/ات، واتخاذ التدابير الفورية من أجل توفير الحماية لهم، ومحاسبة الجناة على ما اقترفوه من انتهاكات ترتقي إلى مستوى جرائم الحرب.

 كما يطالب مركز الميزان الجهات المسؤولة في قطاع غزة والضفة الغربية، باحترام الحق في حرية الرأي والتعبير وحرية العمل الصحفي، وفاءا بالتزاماتها الدولية واحتراما للقانون الأساسي الذي يكفل بموجب المادة (19) منه الحق في حرية الرأي والتعبير، واتخاذ المزيد من التدابير الضامنة لممارسة هذا الحق وغيره من الحقوق الواردة في الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان.

في اليوم العالمي لحرية الصحافة؛ يناشد مركز الميزان الصحافيين والصحافيات ومؤسساتهم حول العالم بضرورة تعزيز التضامن مع الصحافيين/ات العاملين/ات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومواصلة العمل على فضح الانتهاكات الإسرائيلية الموجهة ضد الصحافيين ووسائل الإعلام، وضد الحريات الصحافية، وبحق المدنيين الفلسطينيين وحقوق الإنسان بشكل عام.

انتهى


[1] المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية "مدى"، انتهاكات الحريات الإعلامية في فلسطين، التقرير السنوي 2022، الرابط الإليكتروني: https://www.madacenter.org/article/1801/.

[2] اليونسكو، اليوم العالمي لحرية الصحافة، 2023. الرابط الإليكتروني: https://www.unesco.org/ar/days/press-freedom.

 

اشترك في القائمة البريدية