خلال مؤتمر صحفي: "إسقاطات الاحتلال والأبارتهايد وسياسات التمييز العنصري على النساء الفلسطينيات"

 

تحت شعار الاحتلال أصل الانتهاكات، بمبادرة الجمعيات: نساء ضد العنف ومركز الطفولة من الناصرة وطاقم شؤون المرأة ومركز الدراسات النسوية في القدس لعقد مؤتمر وندوة تقدم وتناقش من خلالها اسقاطات الاحتلال وسياسات التمييز العنصري على واقع النساء.

بثلاث شاشات من غزة ورام الله والناصرة وببثٍ حيّ ومباشر في تمام الساعة الثانية عشر ظهراً، قدمت كل من الناشطات النسويات نائلة عواد مديرة جمعية نساء ضد العنف في الناصرة سامة عويضة مديرة مركز الدراسات النسوية في القدس ونادية أبو نحلة مديرة طاقم شؤون المرأة فرع غزة. تطرقت من خلالها إلى واقع النساء الفلسطينيات في ظل الاحتلال وسياسات التمييز العنصري.

افتتحت المؤتمر الناشطة السياسية والنسوية ختام واكد التي أدارت المؤتمر الصحفي بكلمة أكدت من خلالها على دور النساء في خوض النضالات الوطنية كجزء لا يتجزأ من نضالات المرأة لنيل حقوقها وأكدت على أهمية النظرة الشمولية لإسقاطات الاحتلال على النساء الفلسطينيات بأشكال مختلفة.

البداية كانت من الناصرة، ففي داخل الخط الأخضر تحدثت نائلة عواد عن سياسات التمييز التي يعانيها المجتمع الفلسطيني ككل وتتأثر بها النساء بصورة أكبر كونهن يعانين من أكثر تمييز مركب كنساء وكأقلية، تطرقت من خلال ورقتها إلى سياسة هدم البيوت حيث لم يحظّ ما يقارب الـ 50،000 بيت في البلدات العربيّة بتراخيص بناء من لجان التّخطيط والبناء، وقد تقرّر هدمها جميعها.

وفي موضوع الأمن والأمان نرى أن النساء الفلسطينيات تعاني من انعدام الأمن والأمان، وكذلك الرجال والفتيات والفتيان الفلسطينيين بحيث يرتبط هذا بشكل تلقائيّ باستمرار الاحتلال والتمييز البنيويّ الممارس بحقّ الفلسطينيين مواطني الدولة المبنيّ على المفهوم القوميّ للأمن في الدولة، وغياب دستور يحمي حقوق الإنسان الأساسيّة بما في ذلك الحقّوق الجماعيّة للأقليّة الفلسطينيّة.

أكثر من أربعمائة ألف قطعة سلاح غير مرخصة مصدرها الجيش وما يسمى قوى الأمن، منتشرة بيد المجرمين، وهناك أكثر من مئة وعشرين ضحية لجرائم العنف سنوياً، في الوقت الذي تقتل فيه 56% من النساء بالسلاح الناري. وتطرقت بهذا الى تقاعس السلطات، وسياسات التهميش العنصرية، والعنصرية التي تمارسها المؤسسات الحكومية، وتواطؤها مع المجرمين، وتكريس الذكورية والعنصرية، كذلك سياسات الإهمال الممنهج الذي أفضى الى عواقب وخيمة في مجال العمل والتشغيل فبرغم من التقدم العلمي والأكاديمي لا تزال النساء معطلة عن العمل وإذا عملت فهي تعمل في الوظائف المتدنية الأجور وهذا ليس بسبب قلة الدافعية أو انعدام المهارات إنما بسبب عنف اقتصادي تمارسه الدولة يبدأ من التعليم في المدارس والمناهج المنقوصة التي لا تحضر الطالبات والطلاب لسوق العمل المستقبلي، بالإضافة الى انعدام البنية التحتية الداعمة من مناطق صناعية وتشغيلية في محيط المدن العربية، وانعدام شبكة مواصلات تتيح التنقل مع نقص في رياض أطفال تمكن النساء من الخروج لسوق العمل .

عن الضفة الغربية القدس تحدثت سامة عويضة فذكرت أن النساء تعيش بالقدس تهديداَ متواصلا على حياتهن من خلال سياسة الاستيلاء على البيوت، النساء يصل ليلهن بنهارهن لتحمي بيوتهن، النساء طوال الوقت بانتظار المجهول، وانتظار الفرصة السانحة ليعدّن لممارسة حياتهن الطبيعية، ليتمكن من الذهاب إلى عملهن دون خوف، ليمشين بالشوارع دون الخوف من التعرض لهجمات المستوطنين المحميين من قبل جنود الاحتلال، ففي حيّ عين اللوزة في بلدة سلوان يعتقل الاحتلال الأطفال أمام أعين أمهاتهم، ويتكرر المشهد بشكل يومي فيفقد الأطفال طفولتهم وتفقد الأمهات دورها في توفير الحياة الهادئة والآمنة لهم ، ففي اعتقال الأطفال اعتقالاً منزلياً توظف الأم لتكون الحارسة على ابنها لتتحول العلاقة بينهما من علاقة أم راعية وطفل بحاجة للرعاية إلى سجانة وسجين.

وتطرقت في ورقتها لأوضاع النساء في الضفة الغربية ككلّ، انفلات قطعان المستوطنين بدعم من جيش الاحتلال كما حدث في حوارة في الأسابيع الماضية وكما يحدث طوال الوقت، سنوياً في موسم قطف الزيتون نرى المستوطنين يعتدون على الأشجار والفلسطينيين العزل يخربون ويسرقون الموسم.

لا يوجد مكان آمن في غزة بحسب ما عرضته الناشطة نادية أبو نحلة في ورقتها :" في غزّة يتواصلُ تهديد أمنِ وسلامةِ النساءِ ويبدو جلياً في أخطرِ تهديدٍ للحقِ في الحياةِ، حيث استشهدت 677 امرأةٍ أثناء العدواناتٍ المتكررةٍ على قطاعِ غزةَ خلال العشرِ سنواتِ الأخيرةِ، أي أن هناك 677 ضحيةٍ شاهداتٍ على أيامٍ سوداءَ في غيابِ العدالةِ الدوليةِ، حيث استهدفتْ حياةَ النساءِ في غاراتٍ شنتها آلةُ القتلِ الصهيونيةِ، وكانَ آخرها عدوانَ آبَ 2022، والذي راحَ ضحيتهُ 49 شهيدٍ، منهمْ 19 طفلاً، 4 نساءٍ، وإصابةُ 360 شخصٍ، منهمْ 58 امرأةٍ".

خنقٌ وعُزلةٌ وحياةٌ شبه مُستحيلةٍ، بعدَ 15 عاماً منْ الحصارِ، وهوَ شكل غيرَ مسبوقٍ منْ أشكالِ العقابِ الجماعيِ، حِينَ أعلنَ الاحتلالُ الإسرائيليُ " غزةَ مُغلقةٌ "، وفرضتْ القيودُ على حركةِ دخولِ البضائعِ والوقودِ وحركةِ المواطنينَ منْ وإلى غزةَ ومنعَ الطلابِ الجامعيينَ منْ تلقي التعليمِ في الضفةِ ومنعتْ الطواقمَ الطبيةَ، وحُرمتْ العائلاتُ منْ لمِ الشملِ. ويعمق الاحتلالُ مأساويةَ الواقع ِ الاقتصاديِ الصعبِ على النساءِ في قطاعِ غزة، حيثُ تَسببَ بارتفاع ِ معدلاتِ الفقرِ والبطالةِ تحديداً في صفوفِ النساءِ، مئاتُ الطالباتِ فقدنَ الفرصةَ في التعليمِ العالي والاستفادةِ منْ المِنحِ التعليميةِ جراءَ المنع ِ منْ السفرِ. واستهدافِ وتدميرِ البنى التحتيةِ لقطاعيْ المياهِ والصرفِ الصحيِ، بما فيها الآبار المخصصةُ للاستخدامِ المنزليِ أثرَ ذلكَ بشكلٍ كبيرٍ على حياةِ سكانِ القطاعِ وتحديداً النساءَ التي يقعُ على كاهلهن مسؤولياتِ الدورِ الإنجابيِ الرعائيِ في الأسرةِ. يعيشُ أكثرَ منْ 38 % منْ الأطفالِ منْ دونِ سنَ 18 عام دون تمكنهم من الحصول على كهرباء، كلُ شيءٍ قابلٍ للتوقفِ الإضاءةَ والإنترنت، ففي الوقت الذي يذهبُ فيه العالمُ إلى الرقمنة والتكنولوجيا، يبحث المواطنون والمواطنات في غزة عنْ البدائلَ الممكنة للحصولِ على الكهرباءِ ويضطرون إلى استخدام المولداتُ وتقوم النساءُ ببرمجةِ حياتهنَ اليوميةِ منْ الأعمالِ المنزليةِ وتعليمِ الأطفالِ وفق لجدولِ الكهرباءِ.

في المساء عقدت ندوة على منصة زووم شاركت بها كاتبات ورقات الموقف الثلاث التي قدمتها الناشطات النسويات نائلة عواد مديرة جمعية نساء ضد العنف في الناصرة سامة عويضة مديرة مركز الدراسات النسوية في القدس ونادية أبو نحلة مديرة طاقم شؤون المرأة فرع غزة، أدارتها الناشطة آية زيناتي، أتاحت الندوة من جديد المجال لعرض الأوراق ومناقشتها وإثرائها مع الحضور بالمداخلات ،الأسئلة وشهادات انتهاكات الاحتلال والسياسات العنصرية وخلصت بالتوصية على ضرورة بناء جسم نسوي وحدوي قادر على فضح واقع التمييز اليومي والقيام بالتحرك الدولي والإقليمي والوطني، مع استمرار الفعل النسوي بالتشبيك والحوار وكسر حواجز الحصار.

تم من خلال المؤتمر والندوة إرسال رسالة واحدة للعالم مؤكدات أنه لا يمكن تفرقة بنات وأبناء الشعب الواحد برغم الحواجز والحدود وكل القوانين العنصرية التي يحاولون من خلالها تقسيمنا. كما وتم مطالبة العالم أجمع بإنهاء الاحتلال فوراً؛ فالاحتلال أصل الانتهاكات ومصدرها الأول، كذلك إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس واعطاء حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني بنسائه ورجاله.

وتمت دعوة نساء العالم للتضامن مع النساء الفلسطينيات والدعوة في كل المنصات لإنهاء الاحتلال وضمان الحماية الدولية والأمن للشعب الفلسطيني.

اشترك في القائمة البريدية