الميزان يُحمل سلطات الاحتلال المسؤولية عن وفاة المعتقل أحمد أبو علي ويُطالب المجتمع الدولي بالتدخل لوقف سياسة الإهمال الطبي

 

ينظر مركز الميزان لحقوق الإنسان بخطورة بالغة إلى وفاة معتقلين فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية، حيث توفي المعتقل أحمد أبو علي في مستشفى سوروكا في بئر السبع، ويثور شك كبير في أن الوفاة ناجمة عن الإهمال الطبي ، الأمر الذي يُثير الخشية على حياة المعتقلين المرضى الآخرين. كما ويستنكر الانتهاكات كافة التي طالت معظم الحقوق الإنسانية والقانونية للأشخاص المحرومين من حريتهم، ولا سيما الحق في تلقي الرعاية الصحية المناسبة، والتي كفلها القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.

ووفقاً للمعلومات التي جمعها مركز الميزان، فقد توفي المعتقل أحمد بدر عبد الله أبو علي (48 عام)، من سكان منطقة يطا في محافظة الخليل، الذي اعتقل في عام 2012م، ويمضي حكماً بالسجن الفعلي مدة (12 عام) في سجن النقب، ويعاني من أمراض، السكر وضغط الدم والسمنة المفرطة. وكانت حالته الصحية تدهورت جراء مشاكل في القلب، حيث تم نقله الثلاثاء الموافق 31/1/2023م إلى مستشفى سوروكا، وأجريت له عملية قسطرة قلبية، وعاد إلى سجنه في اليوم نفسه دون تقديم الرعاية اللازمة، وعند حوالي الساعة 10:00 من مساء يوم الخميس الموافق 9/2/2023م فقد الوعي، وتأخرت إدارة السجن في تقديم الإسعافات الأولية له، ولاحقاً أعلنت إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية صباح يوم الجمعة الموافق 10/2/2023م عن وفاته.

مركز الميزان يستنكر بشدة سياسة الإهمال الطبي التي يتعرض لها المعتقلون الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية، والتي أكدتها نتائج المقابلات التي أجراها طاقم مركز الميزان مع معظم المعتقلين الفلسطينيين، الذين أفرج عنهم بموجب صفقة وفاء الأحرار "شاليط"، والتي كشفت عن مماطلة إدارات السجون في عرض المعتقل على طبيب مختص وتقديم العلاج، إضافة إلى اعتماد المسكنات الطبية للتعامل مع أمراض خطيرة ومزمنة تحتاج إلى عمليات جراحية.

هذا وتُشير الإحصاءات الصادرة عن مؤسسات الأسرى إلى أن قوات الاحتلال اعتقلت خلال عام 2022م حوالي (7000) فلسطيني/ة من الأراضي الفلسطينية كافة، فيما بلغ العدد الإجمالي للمعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية حوالي (4700) معتقل/ة، من بينهم (29) سيدة و(150) طفلاً، وبلغ العدد الإجمالي للمعتقلين الإداريين في السجون الإسرائيلية (850) معتقل من بينهم (7) أطفال، و(سيدتان). بينما وصل عدد المعتقلين الذي مضى على اعتقالهم أكثر من (20) عاماً (330)، وارتفع عدد المعتقلين الفلسطينيين ممن صدرت بحقهم أحكام بالسجن المؤبد إلى (552).

أما بشأن الشهداء والمرضى من المعتقلين، فقد ارتفع عدد المعتقلين الفلسطينيين الذين توفوا داخل السجون الإسرائيلية منذ العام 1967م إلى (235) معتقل، بينما بلغ عدد المعتقلين الذين توفوا واحتجزت سلطات الاحتلال جثامينهم (11) معتقل، ووصل عدد المعتقلين الفلسطينيين المرضى في السجون الإسرائيلية حوالي (600) معتقل، من بينهم (24) معتقلاً مصابين بالأورام [[1]].

مركز الميزان لحقوق الإنسان إذ يُحمل سلطات الاحتلال المسؤولية عن حياة المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، فإنه يدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية للوقوف على ملابسات وفاة المعتقل أبو علي، خاصة في ضوء تكرار حوادث الوفاة، والذي كان آخرهم وفاة المعتقل ناصر أبو حميد بتاريخ 20/12/2022م.

مركز الميزان يدعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه سكان الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولا سيما تجاه المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، والضغط على سلطات الاحتلال لوقف سياسة الإهمال الطبي. ويطالب الأجسام الدولية المتخصصة باتخاذ ما يلزم من إجراءات من أجل إلزام دولة الاحتلال باحترام أحكام القانون الدولي، وخاصة تلك المتعلقة بحقوق الأشخاص المحرومين من حريتهم.

اشترك في القائمة البريدية