مركز شؤون المرأة يختتم مشروع "تعزيز الدعم الشامل للفقدان وحقوق ذوات الإعاقة والعدالة المناخية في قطاع غزة"

 

"إذا كان الأطباء طيور الرحمة فأنتم صناع الأمل" هذا ما قالته أحد الفاقدات خلال عرض تجربتها في الورشة الختامية التي عقدها مركز شؤون المرأة في غزة مشروع " تعزيز الدعم الشامل للفقدان وحقوق ذوات الإعاقة والعدالة المناخية في قطاع غزة" لإطلاق التقرير التقييمي للمشروع، والممول من مؤسسة كيفينا تل كيفينا"Kvinna Till Kvinna"، بحضور عدد من ممثلي/ات وزارتي الصحة والشؤون الاجتماعي وعدد من ممثلي/ات المؤسسات الرسمية وغير الرسمية، والنساء اللواتي عانين تجربة فقدان أزواجهن أو أبنائهن أو بيوتهن خلال العدوانات المتتالية على قطاع غزة.

وقالت اعتماد وشح، منسقة المشروع: "إن هذا المشروع جاء؛ للتخفيف الضغوط الحياتية بسبب الفقدان عن النساء الفاقدات ودعمهن سواء فردي أو جماعيًا أو جماهيريًا، من خلال العديد من الأنشطة الرئيسية منها، تأسيس ثلاث مجموعات للنساء الفاقدات للدعم النفسي والاجتماعي وهي ضمن مستوى الدعم الجماعي، بمعدل "72" جلسة يتم تنفيذها خلال هذا العام، وعقد اللجنة الاستشارية للمشروع على مدار أربعة اجتماعات سنوية لـ "25" مؤسسة حقوقية ونسوية وإعلامية وحكومية؛ لتعريفهم بمشروع الفقدان وللمساهمة في تقديم خدمات تتناسب ومشروع الفقدان، وبما يؤسس لنظام الإحالة لما فيه صالح النساء".

كما نفذ خلال المشروع "288" جلسة فردية لـ "72" امرأة من النساء اللواتي تعرضن لتجربة الفقدان في المناطق المستهدفة للمشروع ، من خلال زيارات منزلية للنساء وتقديم خدمة الدعم النفسي الاجتماعي لهن، وتنفيذ "72" لقاء دعم جماهيري لكل فئات وشرائح المجتمع رجالًا ونساءً؛ لتعزيز الوعي من منظور النوع الاجتماعي بكيفية التعامل مع حالات الفقدان لتغيير النظرة المجتمعية، لزيادة الوعي حول حقوق النساء الفاقدات في السلطات العامة والمؤسسات المختلفة، ولتوثيق وتحليل الخبرة المكتسبة من المشروع وعكس الواقع النفسي والاجتماعي للنساء الفاقدات في المناطق المستهدفة، وطباعة بروشور خاص باللغة العربية، بالإضافة إلى تنفيذ ورشة ختامية تعرض فيه نتائج دراسة الواقع النفسي والاجتماعي للنساء الفاقدات، منوهة إلى أن "496" امرأةً وفتاةً و"410" رجلًا وفتى، و"341" من قادة المجتمع شاركوا/ن في ورشات التغير الاجتماعي والنوع الاجتماعي، والتي قد تبين هناك نسبة كبيرة من النساء والفتيات ليس على دراية كافية بآثار التغير المناخي وآليات التكيف لمواجهة هذه الظاهرة.

كما أكدت وشح إلى أن الهدف العام دعم وتمكين المرأة والدفاع عن حقوقها من خلال تعزيز قدرة النساء الفاقدات على التعامل مع الفقدان والصدمة الناتجة عن الاحتلال الإسرائيلي ومواجهة آثار التغير المناخي وآليات التكيف مع هذه الظاهرة الأمر الذي يتيح لهن أن يصبحن من عوامل التغير والتمكين، وتفهم أفضل لصورة المرأة الفاقدة من قبل المجتمع ككل وتعزيز حقوق النساء الفاقدات وأخذها بعين الاعتبار، ليصبح الهدف الأساسي منها تحويل النساء من ضحايا الفقدان إلى نساء داعمات لأنفسهن ولعائلاتهن ومجتمعهن.

وحول تجربة اللجنة الاستشارية، أوضحت د.منى كسكين، طبيبة في مجمع الشفاء الطبي "غرفة الإرشاد الأسري"، على أنهم في وزارة الصحة كان على اطلاع تام على جميع أنشطة المشروع الذي يعتبر فرصة جيدة للوصول إلى جميع الفاقدات في قطاع غزة، مؤكدة على سعادتها الكبيرة بهذه التجربة التي يجب أن تستمر؛ لأن النساء والفتيات ما زالوا يعانين من ضغط نفسي مستمر جراء ظاهرة التغير المناخي والأزمات المستمرة في قطاع غزة.

في السياق نفسه أوضحت اسراء شبلاق، منسقة مشروع "تعزيز الدعم الشامل للفقدان وحقوق ذوات الإعاقة والعدالة المناخية في قطاع غزة"، ماهية التغير المناخي، والعدالة المناخية والنوع الاجتماعي والفقدان، وكيفية تأثير تغير المناخ على الجميع بشكل غير متساوٍ

ومن جانبها قالت الداعمة إيمان حميدان التي فقدت زوجها في أحد العدوانات على قطاع غزة وأصبحت داعمة لاحقًا:" إن تجربة الفقد كان لها آثار سيئة على نفسيتي، لقد كنت من ذوات التفكير السلبي الرافض لفكرة التغير والدعم النفسي الاجتماعي، حتى تمت زيارتي من قبل مقدمة خدمة الدعم النفسي في مركز شؤون المرأة إلى بيتي وأقنعتني بضرورة تلقي جلسات الدعم النفسي الاجتماعي؛ لتخفيف الضغوط النفسية جراء صدمة الفقدان، وبالفعل تلقيت جلسات دعم نفسي واجتماعي، حتى بدأت آثار الصدمة تتلاشى لدي، حتى أصبحت داعمة لغيري من الفاقدات".

ومن جهتها أشارت الفاقدة رضا البنا التي فقدت إحدى أرجلها في مسيرات العودة، الذي كان سببًا في الاكتئاب والعزلة والعصبية الزائدة على أولادها وزوجها وعدم الاختلاط بهم بفعل الإصابة، لكن تغير الحال بعد زيارة المركز في بيتها وأقنعها لتلقي الدعم النفسي الاجتماعي، وبفعل تلك الجلسات استطاعت التعامل مع الجميع، وتغيرت حياتها جذريًا وتحسنت علاقاتها الاجتماعية مع الجميع وخاصة عائلتها.

وفي السياق نفسه أكدت الريادية أمل بهجة، دكتورة صيدلانية، صاحبة مبادرة مجتمعية بيئية حول "تجميع مياه المكيفات صيفاً ومياه الأمطار شتاءً والاستفادة منها" على أن المياه الناتجة من أجهزة التكييف توجد فيها نسبة الأملاح قليلة جداً، لذلك فإن هذه المياه يمكن استخدامها في العديد من الصناعات مثل صناعة الصابون وبطاريات السيارات، ويمكن أيضاً استخدامها في ري النباتات المنزلية أو حدائق الأسطح بعد إضافة بعض الأملاح لها أو حتى خلطها بالمياه الجوفية المستخدمة في المنازل.

 

اشترك في القائمة البريدية