مؤسسة الضمير: المعتقل وليد دقة نموذج لجريمة الإهمال الطبيّ المتعمد (القتل البطيء) في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

 

اليوم أظهرت الفحوصات إصابة المعتقل وليد دقة، بمرض" لوكيميا ALM - سرطان الدم"، وأنه سيتلقى العلاج كيماوي، بعد أن تم نقله للمستشفى "برزلاي" الإسرائيليّ نتيجة الهبوط الحاد في الدم. ويشار أن المعتقل وليد نمر أسعد دقة، يبلغ من العمر (60 عاماً) من سكان بلدة باقة الغربية في الأراضي المحتلة عام 1948م، معتقل منذ 25 آذار/ مارس 1986 ويقضي حكما بالسجن لمدة (35) عاما وينتظر الافراج عنه في الأشهر القادمة بعد قضاء محكوميته ويشار الى ان محكمة الاحتلال مددت اعتقاله لمدة عامين.  يعد المعتقل دقة من المفكرين والكتاب الذي أنتج العديد من الكتب والدراسات والمقالات وساهم معرفيًا في فهم تجربة السّجن ومقاومتها، ومن أبرز ما أصدره المعتقل دقة: "الزمن الموازي"، "ويوميات المقاومة في مخيم جنين"، "وصهر الوعي"، و"حكاية سرّ الزيت"، و"حكاية سرّ السيف" مؤخرًا.

تستمر سلطات الاحتلال الإسرائيلي في تصعيد سياسة الإهمال الطبي (القتل البطيء) تجاه المعتقلين الفلسطينيين حيث تعد سياسية الإهمال الطبي الأكثر سوءًا التي تمارسها ما يسمي "مصلحة السجون" التي فاقمت من انتهاكات الحقوق الصحية للمعتقلين الفلسطينيين، في ظل تزايد عدد حالات المعتقلين المرضى ومنها المزمنة والخطيرة كسرطان والقلب حيث سقط العديد من الشهداء بعد تحررهم من الاعتقال نتيجة للإهمال الطبي الذين تعرضوا له أثناء فترة الاعتقال.

تعد ممارسات الاحتلال الإسرائيلي تجاه المعتقلين الفلسطينيين والمتضمنة إهمالًا طبيًا متعمدًا، من أخطر الجرائم على المستوى الدولي، حيث تشير الوقائع أن العديد من المعتقلين المرضى كانت وفاتهم نتيجة الإهمال الطبي المتعمد من قبل مصلحة السجون.  كما قد ترتقي بعض ممارسات الإهمال الطبي المتعمد إلى حد التعذيب، وخاصة عندما يرتبط بابتزاز المعتقل للإدلاء بمعلومات أو العمل لصالح مصلحة السجون. ويعد التعذيب والمعاملة اللاإنسانية جريمة حرب وفقًا للمادة (8) من ميثاق روما المنشئ للمحكمة الجنائية الدولية لسنة،1998 وجريمة ضد الإنسانية وفقًا للمادة (7) من الميثاق ذاته. ويأتي في السياق نفسه، إصرار سلطات الاحتلال الاسرائيلي على عدم تغيير سياستها فيما يتعلق بتقصيرها في توفير الرعاية الطبية.

عليه فأن مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان تطالب:-

  • المجتمع الدولي سيما الأطراف السامية الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة بتحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية والوفاء بالتزاماتها، والضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي للتوقف عن سياسة الإهمال الطبي بحق المعتقلين الفلسطينيين.
  • دولة فلسطين والمؤسسات الحقوقية بتقديم مذكرة قانونية وافية عن سياسة الإهمال الطبي في سجون الاحتلال إلى المحكمة الجنائية الدولية، بوصفها تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
  • هيئة الأمم المتحدة بضرورة تشكيل لجنة تحقيق دولية ومستقلة، للتحقيق في سياسة الإهمال الطبي المتعمد ضد المعتقلين الفلسطينيين ومدى التزام قوات الاحتلال بقواعد القانون الدولي.
  • اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالعمل الدؤوب والمستمر لثني إدارة السجون عن سياسة الإهمال الطبي، ولمتابعة وتحسين الواقع الصحي للمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال سيما المرضى منهم.

 

اشترك في القائمة البريدية