مركز الإعلام المجتمعي يعقد لقاء حول خطاب الشباب الفلسطيني الموجه للإعلام خلال العدوان الأخير.

نظم مركز الإعلام المجتمعي لقاء رقمياً حول "خطاب الشباب الفلسطيني الموجه للإعلام خلال العدوان الأخير على قطاع غزة 2021".

عُقدت الورشة رقمياً عبر تقنية (zoom) بمشاركة 30 من الشباب النشطاء من كلا الجنسين، والعاملين/ات في الإعلام، والمهتمين/ات بمراجعة وتطوير الخطاب الفلسطيني خلال العدوان الأخير. واستضاف المركز فيها الصحفية الفلسطينية إسراء المدلل.

افتتحت اللقاء أ.عندليب عدوان - مديرة مركز الإعلام المجتمعي (CMC) مُرحبة بالحضور، وهنئت المشاركين/ات بسلامتهم وسلامة عوائلهم. متمنية الشفاء العاجل للجرحى، والرحمة للشهداء، والصبر لذويهم، ومن تضررت مصادر رزقهم ومنازلهم خلال العدوان.

وقالت أن هذا اللقاء يأتي إنطلاقاً من إدراك المركز بأهميتنا كمواطنين/ات ونشطاء/ات وإعلاميين/ات، وضرورة أن نعرف كيف نمارس دورنا في نقل الحقائق خلال العدوان، ونكون عين وصوت المواطنين جميعاً ونحن تحت تأثير العدوان.

منوهة إلى أن المعركة هذه المرة إعلامياً أوسع، كما وأن أهمية الإعلام ليست جديدة، خاصة وأنه أصبح بإمكان كل مواطن أن يكون إعلامي؛ لذا توجب إعطاء الأهمية الكافية لدور الإعلام الاجتماعي لتغطية النقص في محدودية دور الإعلام التقليدي والأجنبي الملحوظ في هذا العدوان على عكس العدوانات الأخرى.

وبدورها تحدثت ضيفة اللقاء إسراء المدلل – صحفية فلسطينية، عن مسؤوليتنا في رفع خطابنا الإعلامي، وتعزيز روايتنا الفلسطينية الحقيقية بكل لغات العالم، وضرورة أن يستثمر كل مواطن فلسطيني تعليمه وثقافته ومعرفته بإيصال صوته. مقابل ما يفعله الاحتلال في تصدير نفسه على أنه الضحية، وممارسة التضيقات المستمرة إعلامياً ورقمياً على الرواية الفلسطينية.

وركزت على أنسب طريقة يُفضل أن يتعلمها الشباب للتعبير عن قضيتهم في الإعلام العربي والأجنبي على حد السواء، ولمن يوجهوا خطابهم؟ وكيف يكونوا مسؤولين عما يقولونه ويفعلونه أمام الإعلام؟ كما وتطرقت للمواصفات والمعايير التي يجب أن تحكم خطابهم خلال العدوان، والتأثير الذي يُفترض أن يحققونه.

ونوهت "المدلل" إلى ضرورة أن يتحلى خطاب الشباب بالدقة والصحة التي ترتقي لمستوى صدق الرواية الفلسطينة، وتقليل الاندفاعية والعاطفية في الخطاب.

وقالت أنه يمكن تحقيق ذلك عبر أربع مستويات، الأول: أن يتسلح الشباب بالمعرفة والثقافة والتاريخ، والثاني: أن يتعلموا ويفهموا لغة الإنسانية كونها الأقرب للعالم والأكثر تأثيراً مع عدم إخفاق تفاصيل القصص الإنسانية. والثالث: أن يتعلموا المصطلحات القانونية والحقوقية، ويُسمون ممارسات الاحتلال بمسمياتها الدولية كأن يستخدموا مصطلح الإبادة الجماعية، والتطهير العرقي، والاستعمار، والرابع: أن يقرأوا ويفهموا القوانين والمواثيق الدولية. وأن يبنوا خطابهم وفق الأربع مستويات السابقة.

وناقشت مع المشاركين/ات كيفية التعامل مع الروايات المضادة، والتعبئة الإسرائيلية للإعلام الأجنبي والاتهامات التي تُوجه للفلسطيني في معظم المقابلات والنقاشات، وأن يتعامل معها بدبلوماسية عالية ويرد السؤال بآخر، مع عدم إخفاق حجم الخطر والممارسات المُحرمة دولياً التي يستخدمها الاحتلال ضد الفلسطيني، وإرجاع كل ذلك إلى أصل الحكاية، وكيف قامت دولة الاحتلال.

وختمت "المدلل" مداخلتها بعرض ومناقشة نماذج من الخطاب الفلسطيني خلال العدوان الأخير، وما القصص والصور التي حققت أعلى تفاعل وتضامن، والأخرى التي فهمها العالم بطريقة مُختلفة عن مستوى صمود وتضحية الفلسطيني، والبديل عنها. وأشارت إلى أبرز الشخصيات التي نجحت في التعبير عن القضية، واستطاعت أن تدحض الرواية الإسرائيلية. مدللة بذلك على قدرة كل مواطن أيّاً كان عمره، وتخصصه أن يفعل ما لم يستطيع فعله معظم المسؤولين وبعض السفراء والفضائيات.

ومن جهته يقول عبد الرحيم الدحدوح – مُشارك، "اللقاء كان مثمر ومهم جداً على عدة أصعدة، أولاً: لتطوير قدرات الشباب في تغطيتهم الإعلامية، ثانياً: للتركيز على أماكن نجاح خطاب الشباب خلال العدوان وتدارك أماكن إخفاقه، بالاضافة إلى ضرورة فهم الطرق الأنسب لتوحيد الخطاب الاعلامي، واستخدام الرواية الأقوى لإيصال الرسالة الإعلامية بأثر قوي حتى تلائم المعايير الدولية في التأكيد على جرم العدوان الكبير بحق الفلسطينين وكشف جرم الاحتلال المتواصل".

أما بنان عاشور – مُشاركة، تقول أن اللقاء أضاء لها أفكار نوعية فيما يتعلق بطريقة عرض الرواية الفلسطينية والمصطلحات، وتعمل حالياً على تجهيز محتوى خاص بها وستنفذه قريباً بالتعاون مع المركز، وستستثمر حسابها على الانستغرام لعرضها، خاصة وأن لديها أكثر من 18 ألف متابع/ة ذوو/ات مستوى جيد من الوعي والمعرفة بُحكم المحتوى الذي تداوم على تقديمه لهم كما تقول.

وختمت اللقاء أ.عندليب عدوان شاكرة ضيفة اللقاء على تعاونها، والمشاركين/ات على التزامهم وتفاعلهم ومداخلاتهم، والتي تنم عن مستوى إداركهم لدورهم في تصدير الرواية الفلسطينية، وقالت أن هذا اللقاء سيكون بداية لسلسلة لقاءات ذات علاقة بتغطية العدوان، يعمل من خلالها المركز على تطوير وتنمية قدرات الشباب في الإعلام خلال العدوان.

من الجدير بالذكر أن مركز الإعلام المجتمعي (CMC) مؤسسة أهلية تعمل في قطاع غزة منذ عام 2007، تسعى لتطوير دور الإعلام في تناوله للقضايا المجتمعية، وتعزيز قيم الديمقراطية والمساواة وثقافة حقوق الإنسان، مع التركيز على قضايا المرأة والشباب وتسليط الضوء عليها بشتى الوسائل الإعلامية ضمن النهج القائم على حقوق الإنسان.

 

اشترك في القائمة البريدية