الإغاثة الطبية: لنحمي المرأة الفلسطينية من كل أشكال العنف والتمييز

يعتبر الخامس والعشرون من نوفمبر اليوم العالمي لإطلاق ما يعرف بحملة ال16 يوم لمناهضة العنف ضد المرأة في أرجاء المعمورة و هنا في فلسطين تواجه النساء والفتيات عنفا كبيرا ناجما بالأساس عن تداعيات السياسات العنصرية والقمعية التي ينتهجها الاحتلال و عن تردي الأوضاع الاقتصادية و الاجتماعية .

فقد دفعت النساء الفلسطينيات ثمنا باهظا جراء تلك الأوضاع الصعبة وكانت ولم تزل ضحية لها و للمفاهيم الاجتماعية الجائرة إلا أنها واجهتها فصمدت و مضت قدما و لم تتراجع فحققت ذاتها و ابرزت قدراتها و أحرزت نجاحات عدة في شتى الميادين و جسدت نماذج للنجاح و التفوق يحتذى بها محليا و عالميا ؛ كيف لا و قد تحدت ظروف القهر و الحصار و الحرمان و العتمة و الحواجز والتداعيات الخطيرة لجائحة الوباء العالمي كورونا وانعكاساتها السلبية على مختلف مناحي حياتها فكانت في صدارة ميادين العلم و العمل والمعرفة و الشواهد كثيرة على ذلك سواء في غزة الباسلة او في الضفة الصامدة بما فيها القدس وفي الداخل الفلسطيني ولم تنل من عزيمتها أي من العوائق أو العراقيل وبإرادتها ظلت الأم والمعلمة المربية النموذج الخلاق والموظفة الملتزمة المتفانية و الطالبة النجيبة المتفوقة تواصل نضالها و لم تغفل دورها في المشاركة السياسية منطلقة من واجبها الوطني الذي يحتم عليها مشاركة الرجال في مسيرة الكفاح والنضال الوطني للدفاع عن القضية الوطنية .

إذ تأتي الحملة في هذا العام و العنف تتصاعد وتيرته بحق نسائنا فكثر اللاتي وقعن و يقعن تحت الظلم الاجتماعي المنساق وراء المفاهيم البالية و التي أدت لأبعد من تعنيفها ؛ بل أودت بحياتها و رغم أصوات النساء المتعالية و معها مناصرون كثر يؤمنون بأهمية وقف هذا العنف و إنهاء مختلف أشكاله فلا زالت الكثير من العوائق تحول دون ذلك الأمر الذي يتطلب تضافر الجهود و توحيدها و الأولوية تحتم أن تعمل النساء الفلسطينيات و بكل جد و اجتهاد للالتفاف حول حركة نسائية توحدها المبادئ المخلصة لمواجهة ذلك العنف الخطير و منع تفشيه آفة إجتماعية تتسبب في تفتيت النسيج الاجتماعي .

إننا مدعوون نساء و رجالا لاستنهاض طاقاتنا و خوض نضالا متواصلا دون كلل أو ملل على جميع المستويات لانتزاع الحقوق والدفاع عنها وفرض حالة الحماية الكافية لدرء مخاطر العنف من خلال الاستمرار بحملات الضغط والمناصرة على صناع القرار السياسي و مطالبتهم للإسراع نحو إقرار قانون حماية الأسرة اللازم في هذا الوقت و في كل وقت لحمايتها و حماية حقوقها و صون كرامتها الإنسانية بالتوازي مع اعتلاء مختلف المنابر لنشر الوعي المنسجم مع أصالة مبادئنا الإنسانية الخلاقة المستمدة من فلسطينيتنا ووطنيتنا و من المفاهيم التنويرية الواعية بدور النساء و أهميته في المجتمع و الاستثمار في المهارات والإبداعات التي يمتلكها جمهور واسع من الشباب و الشابات و توظيفها في ذات الاتجاه التوعوي الخلاق و التركيز على أماكن التجمعات سواء الشبابية أو الاجتماعية و الوصول لكل بيت و لكل زقاق و لكل حارة و لكل حي لتعزيز المفاهيم الخلاقة عن النساء و كيفية تعزيز مكانتها الاجتماعية و الوطنية و السياسية .

إن الاغاثة الطبية الفلسطينية، هذه المؤسسة الأهلية الوطنية الرائدة، و هي تطلق حملتها لهذا العام بعنوان " الحماية ... كفاية " و معنا كل المؤمنين و المؤمنات بالنضال الاجتماعي كجزء لا يتجزأ من النضال الوطني و من منطلق واجباتنا و مسؤولياتنا لزام علينا الابتكار الخلاق في الأدوات اللازمة للتغيير و لمواجهة هذا العنف لا تكفينا حملة محصورة بوقت زمني محدد ؛ بل يجب أن تكون عملية مستمرة متواصلة في جميع الاوقات تتكامل فيها الأدوار و الدوائر و ترتبط بالقياس الناجح نحو تحقيق أهدافها من خلال الوقوف مع الذات و التقييم المسؤول للأداء و البناء على الإيجابي و التقليل من هامش السلبي بكل جرأة وموضوعية .

فالعنف لا يتراجع إلا بإصرارنا على القضاء على أشكاله و بتر جذوره كي لا تتمدد أكثر و بصوت النساء و بمثابرة المخلصين و مساندتهم الفعالة نواجه العنف و نحقق الحماية لهن على جميع المستويات دون تردد و بما يضمن كسر القيود كي تمضي لتصنع مع الرجل مستقبلا أكثر إشراقا وبحيث تنال حقوقها الصحية والاجتماعية دو تمييز.

اشترك في القائمة البريدية