عقد برنامج غزة للصحة النفسية مؤخرا بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية الذي يصادف العاشر من أكتوبر من كل عام، ورشة عمل عبر برنامج (زوم) تحت عنوان "التحرك من أجل الصحة النفسية: فلنستثمر فيها" بمشاركة د محمد أبو شهلا رئيس مجلس إدارة برنامج غزة للصحة النفسية، ود. يحيى خضر مدير دائرة الصحة النفسية بوزارة الصحة، و أ.نيفين عبد الهادي أخصائية نفسية بجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني،و السيد/ مصطفى الزعيم الأخصائي النفسي بجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني و د.محمود الشيخ علي من المستشفى الأوروبي، و د. منى كسكين رئيسة وحدة الصحة النفسية في مجمع الشفاء الطبي، والأخصائي النفسي أ.أسامة فرينة، والأخصائية النفسية من فريق الإسعاف النفسي في برنامج غزة للصحة النفسية الأولي خلود أبو حجير والعديد من ممثلي المؤسسات الريادية الحكومية وغير الحكومية في مجال الصحة النفسية والدعم النفسي المجتمعي وحقوق الإنسان في قطاع غزة.
وقد افتتح الورشة د. أبو شهلا مرحباً بالمشاركين في الورشة، مؤكداً على أهمية توجيه الجهود للاستثمار في الصحة النفسية في قطاع غزة خصوصا في أزمة كوفيد-19 والتي خلفت آثارا على كافة شرائح المجتمع.
وكانت الجلسة الأولى للورشة برئاسة السيدة/ إيناس جودة رئيسة وحدة التدريب وبناء القدرات بالبرنامج، وكانت بعنوان "أثر فيروس كورونا على العاملين في مجال الرعاية الصحية ومقدمي الخدمات والمستفيدين."وتحدث في هذه الجلسة كل من د. يحيى خضر مدير دائرة الصحة النفسية بوزارة الصحة بغزة، أثر فيروس كورونا على العاملين في مجال الرعاية الصحية ومقدمي الخدمات والمستفيدين منها، مشيراً إلى التحديات التي تواجه تقديم خدمات الصحة النفسية وجهود وزارة الصحة في تقديم خدمات الصحة النفسية.
واستعرض السيد أسامة فرينة الأخصائي النفسي ببرنامج غزة، بداية دخول فيروس كورونا لقطاع غزة وتأثيره على الحياة العامة للسكان وخاصة من الناحية النفسية، مبيناً كيفية تعامل البرنامج واستجابته لحالة الطوارئ في القطاع، موضحاً التحديات التي طرأت من خلال زيادة المشاكل النفسية وشدتها في ظل انتشار فيروس كورونا في المجتمع ولدى المرضى النفسيين والمهنيين العاملين في مؤسسات المجتمع المدني.
بدوره تحدث كل من السيدة/ نيفين عبد الهادي الأخصائية النفسية، والسيد/ مصطفى الزعيم الأخصائي النفسي بجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بقطاع غزة، عن تجربة دائرة الصحة النفسية بجمعية الهلال الأحمر في ظل جائحة كورونا، إضافة إلى التدخلات والإنجازات والتحديات التي واجهها فريق الإسعاف النفسي الأولي في ظل هذه الأزمة.
أما الجلسة الثانية التي كانت برئاسة د. محمد درابيه الطبيب النفسي ببرنامج غزة للصحة النفسية، فكانت بعنوان "الجهود التي تبذل لتقديم الدعم للعاملين في الخطوط الأمامية والمصابين وأهاليهم والمحجورين، والتركيز على آلية التدخل في هذا السياق".
حيث أكد الدكتور محمود الشيخ من المستشفى الأوروبي، على أهمية الصحة النفسية للطواقم العاملة في المستشفيات وكذلك للمرضى.وأشارت الدكتورة منى كسكين، رئيسة وحدة الصحة النفسية في مجمع الشفاء الطبي، إلى تجربة وحدة الصحة النفسية بمجمع الشفاء الطبي في مجال تقديم خدمات الصحة النفسية عن بعد في ظل جائحة كورونا.
و تحدثت السيدة خلود أبو حجير الأخصائية النفسية ببرنامج غزة للصحة النفسية عن تجربة فريق الإسعاف النفسي الأولي في البرنامج خلال جائحة كورونا، والفئات التي تم التعامل معها وتقديم الخدمة لهم من خلال فريق الاسعاف النفسي الأولي، موضحة أهم الشكاوي النفسية التي تم ملاحظتها خلال العمل، وآليات التدخل وأهم الخدمات التي تم تقديمها، وكذلك التحديات التي واجهت المصابين وأهم الاحتياجات.
وخلال الورشة تم الحديث عن مجموعة من التحديات التي واجهت هذه المؤسسات في ظل جائحة كورونا منها:
- الإغلاق الذي فرض على القطاع مما أدى إلى تقليص تقديم التدخلات النفسية واقتصار تنفيذها على المحجورين من الطواقم الطبية والعاملين في المراكز عن بعد.
- تقليص العديد من الأنشطة عن بعد بسبب عدم المقدرة على توفير بعض اللوجيستيات كالجوال والمواصلات.
- النقص في الكوادر العاملة في المجال الصحي.
- صعوبة الوصول للمحجورين بسبب مشكلة الإنترنت في مراكز الحجر الصحي.
- خطر تعرض المتطوعين الذين تم الاستعانة بهم بسبب نقص الكوادر بالعدوى والإصابة بالفيروس.
- الوصمة الاجتماعية من الإصابة بالفيروس والتنمر تجاه المصابين من الطواقم الطبية وتأثير ذلك على المصابين وأسرهم.
- صعوبة عملية التشخيص والتنسيق مع المؤسسات لوصول الخدمات إلى الناس.
- صعوبة تواصل الطواقم الطبية مع ذويهم بسبب الإنترنت..
وفي الختام تم الخروج بالعديد من التوصيات الهامة أهمها:
- تعزيز مهارات الرعاية الذاتية للعاملين في المجال لتحسين جودة الحياة والعودة للحياة الطبيعية والروتين اليومي.
- عمل برنامج إجرائي موحد لكافة المؤسسات في ظل الطوارئ وبشكل خاص في ظل أزمة كورونا
- توفير الموازنات اللازمة لتنفيذ الأنشطة وأيضاً الاحتياجات اللوجستية التي تسمح للعاملين في المجال الصحي بالتواصل مع ذويهم.
- ضرورة توفير طواقم من الأخصائيين النفسيين للتعامل المباشر مع المصابين في المستشفيات حيث أن التواصل عن بعد غير كاف.
- التأكيد على أهمية تدريب الطواقم الصحية والشرطية المؤهلة للعمل في وقت الأزمات والجوائح والأوبئة.
- التشديد على ضرورة وضع خطة مدروسة لتعزيز المعرفة والدراية لدى الكوادر العاملة للعمل عن بعد.
- نشر الوعي المجتمعي حول الوصمة الاجتماعية المصاحبة للإصابة بالوباء.
- تطوير سبل الوقاية والأمور الاحترازية لتقليل المخاوف عند الأطفال وكبار السن