لم يسلم قطاع الفاكهة (البستنة الشجرية) من الأوضاع القائمة في ظل انتشار فيروس كوفيد 19، وما تبع هذا الامر من إجراءات وقائية طالت كافة محافظات قطاع غزة، ضمن خطة الطوارئ المشددة والتي حدت من حركة الأسواق والمواطنين، بهدف الحد من انتشار الفيروس.
فقد تصادف موسم قطاع الفاكهة ونضج معظم أصنافها من التين والعنب والجوافة مع ذروة انتشار وباء كورنا في كافة محافظات الوطن، الامر الذي الحق بمزارعي هذا القطاع خسائر فادحة في ظل ما يتعرض له قطاع غزة من تدهور اقتصادي ملحوظ نتيجة تعرضه لسياسات الاحتلال الإسرائيلي من الحصار والاغلاق ومنع دخول البضائع من والى قطاع غزة. واعاقة كل محاولات التسويق الخارجية.
95 ألف طن انتاج قطاع غزة من الفواكه
ينتج قطاع غزة ما يقرب من 95 ألف طن من أصناف الفاكهة المختلفة، ويشغل قطاع الفاكهة ما لا يقل عن مساحه 85 الف دونم، ومع الإجراءات المتبعة للحد من انتشار وباء كورونا من فصل للمحافظات والحد من حركة الأسواق اصبح يعاني مزارعي هذا القطاع من الوصول الي الأسواق وصعوبة وصول التجار الى أراضي المزارعين ونقل منتجاتهم الى الأسواق، كما ان ضعف القدرة الشرائية لدى المواطنين، جعل من بعض التجار الذين استطاعوا الوصول الى بعض المزارعين وتحصيل منتجاتهم، ان يفرضوا علي المزارعين أسعار منخفضة، ولم يتمكن مزارعي هذا القطاع من الحفاظ على منتجاتهم لفترة أطول على امل ان تتحسن الأمور، من خلال ري الفواكه بسبب انقطاع التيار الكهربائي لتشغيل ابار المياه، حيث ان المياه تجعل ثمار الفاكهة اكثر صموداً على الأشجار، كما ان هذا القطاع تعرض اثناء عملية نضج الثمار الى موجة حر ضربت البلاد وفاقت معدلها السنوي، مما سرع من عملية نضج ثمار الفاكهة.
قطاع الفاكهة يحتاج لسياسات حمائية
وتعتبر الفاكهة أحد أعمدة القطاع الزراعي الأساسية ولا تقل مساهمتها في الناتج المحلي عن الأصناف الزراعية الأخرى، والضرر الذي وقع على مزارعي البستنة الشجرية لا يقل عن مزارعي الخضار، كما ان الوضع الاقتصادي لأسر قطاع غزة سيء جداً ما جعل معظم الاسر في الأوضاع القائمة تركز على الخضار باعتبارها أساسية وتسد الاحتياج ويصعب الاستغناء عنها، بينما بعض الاسر تكتفي بشراء الفاكهة مرة واحدة اسبوعياً او ربما تقبل على شرائها شهرياً.
لقد تغيبت السياسات الحمائية للمنتج المحلي من ثمار الفواكه عن خطط وزارة الزراعة والتي من المفترض ان تشمل نقاط للبيع، ولوحظ في الأسواق نقاط معدة للخضار أكثر من الفواكه، كما انه لم يتم وضع إجراءات تسهيلية لعملية نقل المنتجات الزراعية من الفواكه للتجار وتسهيل تنقلهم للأسواق، الامر الذي انعكس بشكل سلبي على مزارعي الفواكه.
مشكلة تسويق الفاكهة تحتاج الى حلول
لقد تأثر القطاع الزراعي بكافة فروعه في ظل انتشار وباء كورونا، وكان أبرز معاناة هذا القطاع في عدم القدرة على تسويق المنتجات، فمحصول الجوافة بدأ ينضج ويظهر في الأسواق الا ان كميات كبيرة من هذا المحصول لدى المزارعين لا تلقى فرصها للتسويق، كما ان قلق مزارعي الجوافة يزداد يوما بعد يوم، خاصةً بعدما البشائر الأولى من المحصول بدأت تطرح في الأسواق وبأسعار منخفضة.
فالقطاع الزراعي والعاملين فيه من المزارعين أصبحوا في وضع صعب، فما أصاب محاصيل الفاكهة قد يصيب الأصناف الزراعية القادمة خلال الأيام المقبلة مثل محصول الزيتون والبلح، حيث يعتبر هذين المحصولين في قطاع غزة من أكثر المحاصيل الزراعية أهمية من حيث الجدوى الاقتصادية، حيث ان هذه المحاصيل تستوعب عدد كبير من العمال الزراعيين الذين ينتظرونه كل عام، باعتباره فرصه للعمل والتقاط الرزق.
وفي ظل هذه المعطيات تطالب الإغاثة الزراعية كافة العاملين في القطاع الزراعي من مؤسسات رسمية واهلية وعلى راسهم وزارة الزراعة بالعمل على الاتي:
• التأكيد علي أهمية التوافق بين الخطة التسويقية للمنتجات الزراعية و خطة الطوارئ من حيث الإجراءات الوقائية.
• دمج ثمار الفاكهة ضمن نقاط بيع الخضروات المرخصة من وزارة الزراعة.
• تسهيل وصول مزارعين الفاكهة الي مزارعهم.
• تسهيل حركة التجار لنقل المنتجات الى الأسواق مع اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية.
• تحديد أسعار عادله لثمار الفاكهة.
• إعطاء اولويه لمنتجات الفاكهة المنتجة في غزه عن المستورد.
• تسخير بدائل في ازمة انقطاع التيار الكهربائي للمزارعين لتسهيل عملية الري لمحاصيلهم
• التجهيز والتنسيق المسبق لعمليات الحصاد للمحصولين الرئيسين الزيتون والنخيل.