كبدت جانحة كورونا مزارعي غزة خسائر كبيرة و زادت الآثار الاقتصادية المترتبة على الإجراءات الوقائية والإحترازية الخاصة بمواجهة فيروس كورونا في زيادة معدلات الفقر والبطالة، الأمر الذي يفاقم الظروف المعيشية في القطاع المحاصر من قبل الاحتلال الإسرائيلي منذ 14عامًا.
و تشتد معاناة المزارعين، الذين يُضطرون لخرق حظر التجول المفروض، كي يرووا محاصيلهم، مع اشتداد أزمة المياه، بفعل الإنقطاع المتواصل للتيار الكهربائي.
ولم يأخذ مزارعي غزة في الحسبان أن يشهدَ القطاعُ هذا الخناق الشديد، فمع تواصلِ معاناتهم جرّاء أزمة انقطاع التيار الكهربائي وانعكاسه على ري محاصيلهم، جاء حظرُ التجوّل في إطار الإجراءات الرامية لتطويق انتشار وباء "كورونا" وتكبد المزارعون خسائر فادحة جراء وقف التصدير .
واطلقت جمعية الإغاثة الزراعية نداء استغاثة لإنقاذ المزارعين وتقديم يد العون لهم في ظل الخسائر التي يكبدوها وخسارتهم الموسم الزراعية الحالي.
وقالت نهى الشريف منسقة المناصرة والإعلام-غزة في الإغاثة أن المزارعين هم ضحايا هذا الفيروس الخطير لافتة إلى أن كوفيد 19كشف هشاشة الواقع الزراعي.
وبينت الشريف أن المزارعين لم يعد بمقدورهم الوصول إلى أراضيهم الزراعية جراء منع التجوال والخوف الذي ينتاب الجميع اثر خطورة الفيروس داعية إلى توفير إجراءات الأمن والسلامة للمزارعين من حيث الملابس والكمامات و" القلافز"، ووسائل التعبئة والنقل بحيث يمنع نقل العدوى ، كما أ:دت على ضرورة توفير مدخلات الانتاج .
وطالبت الإغاثة الزراعية بتقديم حلول عملية لتسهيل تسويق منتجات المزارعين في الأسواق ومراكز البيع، والعمل على توفير التيار الكهربائي لهم مع توفر المياه لتسهل عملية الرى.
بدوره يقول المزارع أبو عايش الشنطي سأتوقف عن الزراعة حتى نرى ما الذي سيترتب على كورونا لأنني غير قادر على تغطية مستلزمات عملية الزراعة ومصاريف العمال .
ويلفت المزارع الفلسطيني الذي يزرع نحو 120 دونمًا إلى أن إشكالية تسويق المنتجات على رأس المشاكل التي يعاني منها هو ونظراؤه في القطاع بفعل الاقتصار على السوق المحلي فقط، ومنع الاحتلال تصدير العديد من المنتجات والمحاصيل الزراعية للخارج.
ويتحمل هؤلاء الكثير من الأعباء المالية والخسائر سنوياً لعوامل أبرزها تعرض أراضيهم ومحاصيلهم للاستهداف الإسرائيلي خلال الحروب وجولات التصعيد المختلفة، فضلاً عن تعمد الاحتلال رش الأراضي القريبة من الحدود بالمبيدات.
وأضاف الشنطى: أنا لا أعرف كيف أعيش ولا أسدد ديوني ولا أعطي العمال أموال، الفيروس أثر بشكل كبير على المزارعين،
ويشير أن كثير من هذه المزروعات كانت ترحل إلى الأسواق الشعبية التي تم إغلاقها احترازيا لمنع انتشار فيروس كورونا في قطاع غزة، ومع الكساد وخسارة المزارعين أصبحت المزروعات تتلف .
فيما يقول المزارع فادي صبح (43 عاماً) من بلدة خزاعة شرقي خان يونس، :"إن انقطاع التيار الكهربائي لفترة طويلة، انعكس بالسلب على ري المحاصيل الزراعية".
وأوضح صبح أنه يضطر كغيره من عشرات المزارعين للمخاطرة والمجيئ في أوقات متأخرة ليلاً خلال فترات وصل الكهرباء لسقي محاصيلهم، مشيراً إلى اعتمادهم في الري على آبار ري خاصة.
وتابع :"ألا يكفي أننا نسقي مزروعاتنا بمياه مالحة، وأننا نخاطر بمجيئنا هنا ليلاً في بعض الأوقات.. ألا يكفي هذا كله"، مبيناً أن أرضه لا تبعد عن السياج الحدودي الفاصل مع الاحتلال سوى 500 متر.
ويزرع صبح 15 دونماً بمحاصيل مختلفة منها (الكوسا، البندورة، والسبانخ)، لافتاً إلى أن تكلفة زراعة دونم الكوسا الواحد - على سبيل- 3000 شيكل.
المزارع ماهر أبو دقة وقف يراقب بعين الحسرة ما حل بأرضه الخضراء المكسوة بالزهور الملونة التى ذبلت وأصبحت طعاماً للماشية بعد انتظار ستة شهور لموعد قطفها شرق مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.
وتبلغ مساحة الأرض المزروعة لدي أبو دقة 6 دونم تتنوع في إنتاج مئات الزهور بأصنافها المتنوعة التي تغمر الأسواق المحلية في موسمها، لكن الحقيقة هذا العام تدهور الموسم بالكامل إذ تكبد المزارع خسائر كبيرة بعد أن تم إعلان حالة الطوارئ إثر جائحة كوفيد 19-كورونا الذي اجتاح العالم.
ويقول المزارع أبو دقة إنه بدأ في زراعة الزهور شهر سبتمبر/كانون أول العام الماضي على أمل أن يتم إنتاج المحصول مع بداية موسم ازدهاره، كما هو معروف بفصلي الربيع والصيف .
ويقول المزارع فايز الجذبه أن هناك تراجعاً كبيراً في حجم الإقبال على شراء مختلف أصناف الفواكه هذا العام بالرغم من الوفرة في الإنتاج، وانخفاض الأسعار مقارنة بالأعوام الماضية، التي كانت فيها الأسعار أكثر ارتفاعاً.
ويقول المزارع الجذبه انه فى جائحه كورونا الوضع أصبح مخيف ويقول بسبب الإغلاق لا يستطيع الوصول لارضه إلا فى بعض الأحيان ويشتكي أيضاً من عدم وجود العمال بسبب جانحة كورونا ومنع التجول
ويوضح الجذبه أن ما يعانيه سكان القطاع بفعل زيادة معدلات الفقر والبطالة وانخفاض السيولة النقدية انعكس على شتى القطاعات التجارية، بمن في ذلك المزارعون.
ويلفت المزارع الفلسطيني إلى أن إشكالية تسويق المنتجات على رأس المشاكل التي يعاني منها هو ونظراؤه في القطاع بفعل الاقتصار على السوق المحلي فقط، ومنع الاحتلال تصدير العديد من المنتجات والمحاصيل الزراعية للخارج.
أما المزارع الشنطى، فيشتكى هو الآخر من تبعات جائحة كورونا والإجراءات الوقائية التي ألقت بظلالها عليه، ودفعت باتجاه ضعف الإقبال على شراء المحاصيل الزراعية بمختلف أنواعها ولجوء السكان لشراء الأساسيات فقط.
ويقول الشنطى إن معاناة المزارعين ارتفعت بشكل كبير في ظل الجائحة، فضلاً عن تبعات الحصار الإسرائيلي المتواصل، وضعف القدرة الشرائية لدى سكان القطاع نتيجة لتردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية.
ويطالب بتدخل الجهات المانحة أو الحكومية في القطاع، ومحاولة تعويض المزارعين عن الأضرار المتواصلة بفعل جائحة كورونا أو نتيجة لضعف الحالة الشرائية، وتلف الكثير من المحاصيل في الفترة الأخيرة.
ويخشى المزارعون من تأثر أعمالهم في الفترة المقبلة، حيث أثرت الجائحة سلباً على إدخال مستلزمات الزراعة والإنتاج نتيجة قلتها وصعوبة إدخال الكثير منها، في ضوء الإجراءات الوقائية المتخذة لمواجهة الفيروس محلياً ولدى الاحتلال الإسرائيلي .